أخبار العالم

أوروبا وقوارب الهجرة.. هل ستتمكن القارة العجوز من تجاوز أزمتها؟

[ad_1]

في أجدد حادثة على السواحل الشمالية للبلاد، أعلن الجيش اللبناني إنقاذ 7 مهاجرين كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.

إلا أن هذا العدد لا يكاد يُذكر إذا ما قورن بأولئك العابرين بشكل شبه يومي من شمال إفريقيا، حيث يتدفق من تلك المنطقة عشرات الآلاف.

أزمة تهدّد الاتحاد الأوروبي

وأثارت صور وصول آلاف المهاجرين غير النظاميين خلال يوم واحد إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية فزعًا في القارة الأوروبية. 

وفي سياق متصل، وصل بابا الفاتيكان إلى مدينة مارسيليا الفرنسية لدعم اللاجئين وتأكيد مبدأ التعايش، حيث نفى ما يُحكى عن قيام المهاجرين بغزو أوروبا التي دعاها لتحمل المسؤولية.

وقالت برلين إنها تدرس إنشاء نقاط تفتيش حدودية لاحتواء الهجرة غير الشرعية، ودعا نواب من اليمين واليمين المتطرف في أوروبا إلى تسريع تنفيذ اتفاق لمواجهة ازدياد أعداد المهاجرين غير النظاميين. 

وحذّر مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن قضايا الهجرة يمكن أن تكون سبب تفكيك هذا الكيان.

وعزا بوريل العجز عن الاتفاق إلى الاختلافات الثقافية العميقة بين دول الاتحاد، وقال: “إن أوروبا تحتاج إلى المهاجرين بسبب تراجع النمو الديمغرافي في القارة العجوز”.

وأضاف: “إذا أردنا البقاء على قيد الحياة من وجهة نظر عملية، فنحن بحاجة إلى المهاجرين”. 

دول جاذبة للمهاجرين

في هذا السياق، يشير أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة ستانفورد أولريش بروكنر إلى أن المهاجرين يفرون من الكوارث الطبيعية والحروب والتوترات السياسية.

ويوضح في حديث إلى “العربي” من برلين، أنه وفقًا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يوجد 100 مليون شخص يغادرون أوطانهم، إلا أن 1% فقط يصلون إلى أوروبا.

ويلفت إلى أن استقرار أوروبا وعدم معاناتها مع الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، يجعلها جاذبة للمهاجرين الذين يبحثون عن حياة أفضل.

الدفاع عن الحدود

من جهته، يعتبر المتحدث الرسمي السابق للحركة الوطنية الفرنسية جان مسيحة أن وصول أعداد كبيرة جدًا من المهاجرين غير الشرعيين إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية بما يفوق عدد سكانها بأضعاف دفع رئيسة الوزراء الإيطالية لدعوة الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولياته.

ويلفت مسيحة في حديث إلى “العربي” من باريس، إلى أن بعض الدول تعاني من ضغط من المهاجرين دون سواها، لكن هذه البلاد تدافع عن حدودها وحقوقها.

ويشرح أن الهجرة تكلّف فرنسا نحو 54 مليار يورو في السنة، فيما يصل الدين العام الفرنسي إلى 3000 مليار يورو.

دور السياسات الأوروبية في التصدي للهجرة

وحول جدوى السياسات الأوروبية بالتصدي لأزمة الهجرة غير النظامية، يرى أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية خالد دبابي أن استمرار تدفق المهاجرين إلى أوروبا هو دليل على عدم نجاعة سياسات القارة العجوز.

ويقول في حديث إلى “العربي” من تونس: “صحيح إن المسؤولية مشتركة بين دول شمال المتوسط ودول جنوبه، لكن لا يمكن أن ننفي مسؤولية الدول الأوروبية في رسم سياسات تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل ولا تختصرها بمجرد المقاربة الأمنية لمشكلة تعود جذورها إلى عقود مضت”.

كما يشير دبابي إلى أن “الجانب السياسي يحكم العديد من هذه الخيارات حيث تصعد تيارات سياسية معينة تحاول بخطاب اختزالي أن تحصر جميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مسألة الهجرة”.

ويعتبر دبابي أن الاتفاقية مع تونس بشأن الهجرة لن تحدث فرقًا وإن تم تطبيقها، وسيستمر الشباب والكهول والأطفال بركوب قوارب الهجرة في ظل استمرار أسبابها.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى