مَنْ فض الاعتصام؟! – الانتباهة أون لاين
[ad_1]
بحصافة
إمام محمد إمام
i.imam@outlook.com
يجمع الكثير من السودانيين أن دم شهداء اعتصام القيادة العامة لن يضيع هدراً، وسيأتي يوم مهما طال أو قصر، لتتضح الحقيقة ناصعة، عن الذين فضوا ذاكم الاعتصام غدراً وتقتيلاً! وحسب البعض أن دم أولئك راح هدراً بين الأجهزة الأمنية، بينما كثير من المؤشرات تُشير إلى قوات الدعم السريع بأصابع الاتهام. وأصبح الدعم السريع متهوماً بفض الاعتصام بعنف دموي راح ضحيته شباب غُدر بهم، بينما البعض نزعتهم قواهم السياسية نزعاً من براثن القتل والتقتيل، باخراجهم من الاعتصام! وكُشفت هذه الاتصالات المريبة من بعض قيادات قوى الحرية والتغيير وبعض المعتصمين من منسوبيهم -ذكراناً وإناثاً- بُعيد تلكم الأحداث الدامية، وتُرك الأمر برمته بعد سجالات ومباهلات بين شباب المقاومة وقيادات قوى الحرية والتغيير المتهومة، ببينات ناصعة ووثائق دامغة، إلى لجنة التحقيق في فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، في الثالث من يونيو (حزيران) 2019، برئاسة المحامي نبيل أديب الذي كان وقتذاك رئيس اللجنة القانونية في إعلان قوى الحرية والتغيير. وجاء في حيثيات تشكيل هذه اللجنة، أنها تختص في التحقيق بما بات يُعرف ب”مجزرة اعتصام القيادة العامة”. وكان فض الاعتصام قد أسفر عن مقتل أكثر من 100 متظاهر ومئات الجرحى. واستعانت اللجنة في تحقيقاتها بخبراء أجانب لفحص الأدلة المادية، إضافةً إلى شهادات بعض شهود العيان، وكثير من قيادات الأجهزة الأمنية المختلفة. وحددت مهمة تلكم اللجنة بتقصي الحقائق، وتوجيه اتهامات جنائية لمن أصدر أوامر بالقتل! ومنحت الحكومة وقتئذ محامي حقوق الإنسان نبيل أديب لإكمال مهمته، فترة ثلاثة أشهر لتقديم تقرير تقصي الحقائق إلى رئيس الوزراء، ولكن نبيل أديب لم يقدم تقريره إلى يوم الناس هذا! مما أثار مغاضبة الكثيرين من أهلين الضحايا ومن شباب لجان المقاومة وغيرهم، بينما المحامي نبيل أديب يطالبهم بالصبر والاصطبار، رغم علمه، أنهم عيل صبرهم ونفد اصطبارهم، مما اضطره إلى التحذير من أن “النتيجة قد تؤدي إلى انقلاب أو اضطرابات جماهيرية في الشوارع”!
وأحسبُ أن أخطر حديث في هذا الصدد، ما صرح به الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس السيادي الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، لدى مخاطبته أول من أمس (الأحد) بسلاح المدفعية في عطبرة، قيادات الأجهزة النظامية وقادة الخدمة المدنية في ولاية نهر النيل، حيثُ قال “إن الحديث الذي تروجه مليشيا الدعم السريع المتمردة، بشأن الديمقراطية والعدالة حديث مضلل وكاذب”! مؤكداً “تورطها في فض اعتصام القيادة العامة والتنكيل بالشعب السوداني”! على الرغم من أن حديثه جاء متأخراً، مما لا يعفيه من تحمل مسؤولية معرفة الجاني وعدم تقديمه للعدالة، والصمت عنه طوال هذه الفترة! لا سيما وأنه رأس الدولة، لكن ذهب البعض من أن صمته طوال تلكم الفترة، يندرج تحت مفهوم المثل الإنجليزي الشهير “Better Late Than Never” أي “أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبدا”! بينما برر البعض هذا الصمت، ناجم عن الموائمة السياسية آنذاك. على كل، حديثه ذاك، سبقه إليه المحامي نبيل أديب رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة في السودان الحقائق، حين قال في 23 مايو (أيار) 2023, أي بعد خمسة أسابيع من اندلاع الحرب في السودان: “أقولها بصراحة الدعم السريع هو من فض اعتصام القيادة”! وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل كثيف، أول من أمس (الأحد) تصريح صحافي آخر لنبيل أديب، جاء فيه: إن “ قوى الحرية والتغيير هي من رفضت الزج بإسم الدعم السريع في جريمة فض الاعتصام لأسباب سياسية”!
في رأيي الخاص، آن الأوان لتقديم نبيل أديب تقريره للشعب السوداني، كاشفاً الحقائق حول مَنْ فض الاعتصام؟! بعد أن انتفت كل مبررات الصمت، موائمة أو خوفاً! ومن حق أهليهم معرفة تلكم الحقائق حول الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين!
أخلص إلى أن كشف الحقائق تُبين المواقف المخزية للحرية والتغيير ودورها المزدوج في تعاملها مع مليشيا الدعم السريع، في البدء كانت تُطالب بحلها في أدبيات مظاهراتها، وهتافات متظاهريها، ومخاطبات قياداتها الجماهيرية، وفي خاتمتها صارت ظهيراً لها من خلال تشكيلها لحاضن سياسي مؤقت، سياسياً وإعلامياً، ولكن قادتها أضرمت الحرب وطيسها، ففرت تلكم القيادات، كأنها تفر من قسورة! ووصل بعضهم إلى أن الدعم الإعلامي للحرية والتغيير المركزي للدعم السريع خصم منها الكثير، ولكنهم نسوا أو تناسوا أنه لولا مال الدعم السريع لما وجدوا الفوائد الخمس للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي في السفر والتسفار إلى بلدان العُرب والأعاجم!
وفي خاتمة هذه العُجالة، أُناشد المحامي نبيل أديب رئيس اللجنة أن يكشف الحقائق للشعب ويرد على السؤال “مَنْ فض الاعتصام؟!”، ليقرر الشعب السوداني قبل أهلين الضحايا، مصير هؤلاء الجُناة القُساة الذين ظنوا أنهم سيفلتون من عقاب الدنيا بالتستر عليهم من الحرية والتغيير المركزي أو من غيرهم. وأُذكر الأخ نبيل أديب، وإني أعلم أنه قارئ نهم لكتب التاريخ، وحتى لا يتنطع علينا متنطع من أنه قبطي مسيحي، فهو قارئ ضليع في التاريخ الإسلامي، فلا غروّ أن ذكرته بمقولة ذات النطاقين آسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- عندما رأت ابنها عبد الله بن الزبير معلقاً مقتولاً لبضعة أيام، فقالت تلكم المقولة الشهيرة “أما آن لهذا الفارس أن يترجل”! قأقول له يا نبيل: “أما آن لتقريرك أن يُعلن للشعب السوداني”!
[ad_2]
Source link