هكذا يتكافل متضررو زلزال المغرب ضد صعوبة وصول الإمدادت | سياسة
[ad_1]
مراسلو الجزيرة نت
أزكور- ضواحي أمزميز- يلوح ضوء مركبات أسفل الطريق المؤدية إلى قرية أيت داود في ضواحي أزكور قرب مدينة أمزميز، في مشهد يتكرر في هذه الليالي المظلمة، صمت رهيب يلف المكان، يقطعه بين الفينة والأخرى صراخ طفل أو صوت رياح قوي.
يجتمع أهل القرية تحت خيمة بالية، وأمامهم تغلي المياه في آنية كبيرة فوق نار هادئة، يرقبون الضوء الذي يقترب أكثر فأكثر، ويرنون لبارقة أمل، بعدما فقدوا كل شيء في الزلزال الذي أمات أقاربهم وأتى على مساكنهم .
تصل الشاحنات والسيارات المحملة بالمؤن والغطاء قادمة من أسفل الجبل مستغرقة ثلاث ساعات صعودا.
يروي السيد أحمد، أحد سكان القرية للجزيرة نت، كيف يعيشون على القليل، وينتظرون مساعدات قد تأتي أو لا تأتي، شاكرا كل من فكر في المتضررين وساعدهم.
القيم في الميدان
يستمر وصول المساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة، وعلى الطرق المؤدية إلى قرى الحوز، وتتكامل جهود الجمعيات المدنية الوطنية والدولية والمتطوعين والهلال الأحمر المغربي في توزيع مساعدات للمحتاجين. تقول رشيدة أيت إبراهيم، إحدى المتطوعات في جمعية مدنية، ومظاهر التعب بادية على وجهها، “هي لحظات إنسانية لا توصف، ما يقوم به هؤلاء الشباب المتطوعون يثلج الصدر، وهم يصلون الليل بالنهار بالعمل في الميدان”.
ويعلّق أستاذ فرنسي مقيم في المدينة الحمراء للجزيرة نت، “إن هذه اللحظة تقتضي تضامن الجميع، مغاربة وأجانب، لأننا نظن أن الوطن يمنحنا كثيرا عندما نعطي من جهدنا ومالنا ووقتنا ولو القليل”.
يقود مصطفى الفرجاني حملة لإغاثة المنكوبين، ويقول، إن المرء يخجل من نفسه، وهو يرى هذه القيم التضامنية المتجذرة في الشعب المغربي، التي انكشفت أمام الحجم الكبير جدا من المساعدات، حيث رأى بأم عينيه كيف يقتسم من فقد جميع أقاربه ويبيت في العراء رغيف الخبز مع جاره المكلوم أيضا، كما أنه صادف أن توجه إلى قرية منكوبة، لكن أهلها اكتفوا بما وصلهم سابقا من المساعدات، ووجهوه إلى قرية أخرى أكثر عمقا في الجبل، لأنها قد تكون أكثر احتياجا.
وتقول هناء العبدلاوي، مديرة برامج بمنظمة الإغاثة الإسلامية للجزيرة نت، إن مجرد وصول متطوعين إلى مناطق نائية محملين بما جاد به المحسنون والمانحون، هي رسالة إنسانية يستقبلها المتضررون، وتعلّق، “أعجب كيف يصر هؤلاء على تقديم الشاي لضيوفهم بالرغم مما يمرون به من ظروف صعبة”.
وتضيف هناء، “الكارثة كارثة، ولا يمكن مقارنة زلزال المغرب بما وقع في لبنان أو سوريا أو تركيا من كوارث، لكن يبقى المشترك هو الإنسان، الذي يعيش صدمة بكل جوارحه، ولا يمكنه وصفها مهما فعل”.
تحديات صعبة
في مقابل ذلك، تواصل الجمعيات المحلية التنسيق مع مؤسسات وطنية متخصصة في إغاثة منكوبي الكوارث على الإرشاد إلى المناطق الأكثر تضررا، التي لم يصلها بعد شيء من المساعدات، لكنها تواجه العديد من التحديات في الميدان.
يقول السيد رشيد رئيس جمعية محلية في ضواحي وزكيتة قرب أمزميز، “إن عملية الإغاثة تبدأ بزيارة ميدانية إلى المناطق المتضررة، لأننا في بعض الأحيان صادفنا نداءات استغاثة لمناطق لا تحتاج إلى مساعدة، ويضيف أنه قد تصل المساعدات إلى المناطق المحتاجة، لكنها تصادف طرقا مقطوعة، الأمر الذي يضطرنا للاستعانة بأكتاف السكان وبالبهائم المتوفرة لإيصال المساعدات.
وحسب المعاينة الميدانية وحديث الناس وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أكثر ما ينقص هذه المساعدات توفر المياه وأدوية الجروح والمضادات الحيوية.
كما توجد حاجة ملحّة لتوفير الخيام، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة ليلا، واحتمال تساقط الأمطار والثلوج في الأيام المقبلة، وهو ما تنبهت إليه عدد من الجمعيات العاملة في الميدان. ويعلق رئيس جمعية مدنية متخصصة في تقديم المساعدات لمنكوبي الكوارث، مصطفى الفرجاني قائلا، “نواجه نقصا حادا في الخيام الصالحة للسكن في ظل الظروف الراهنة”.
ويقول الفرجاني، إن ندرة المعلومة من الصعوبات التي تواجهها جهود الإغاثة، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين حركات التضامن الوطنية، وندرة المواد الغذائية الأولية في المناطق القريبة.
ووضح الفرجاني أن الزلزال ضرب مناطق نائية، وجغرافيتها الصعبة تقتضي جهودا أكبر، موضحا أن المسؤولية كبيرة، وأن الاعتناء بالمتضررين يجب ألا يكون آنيا فقط، بل يجب أن يستمر إلى أن يعود المتضررون إلى حياتهم الطبيعية.
Source link