الصوفية لا يمكنها أن تكون باطلا يدعم حقا.
[ad_1]
محجوب مدني محجوب يكتب:
إن إريد إلا الإصلاح.
للذين يختلفون مع الصوفية كمذهب من مذاهب المسلمين، فليختلفوا معها اختلاف تباين واختلاف تعدد باعتبار أن الدين له أكثر من مدخل.
فمن كان مدخله الدفاع عن النصوص الشرعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فغيره مدخله هو محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالتعلق بالمحبة والتعلق بالنصوص الشرعية لا يعتبر تعلق تضاد على أساس أن الأول على خطأ والثاني على صواب.
وإنما يعتبر تعلق تنوع، فهذا يتعلق بالمحبة وذاك يتعلق بالنصوص.
قطعا الأصل التعلق بهما معا، فلا محبة بلا نصوص، ولا نصوص بلا محبة.
وإنما الحديث هنا بالذي يحتفي بها أكثر ويجعلها شغله الشاغل.
مثال الاحتفاء بالمحبة أكثر والاحتفاء بالنصوص الشرعية أكثر كمثال بقية العبادات:
الصلاة والذكر والصوم والزكاة والحج، فكل هذه العبادات المكتوبة لها فروض ولها استزادة فوق الفروض فالصلاة المكتوبة لها استزادة كقيام الليل وغيره، والذكر بعد الصلاة المفروضة له استزادة في أوقات الفراغ المختلفة، وصوم رمضان له استزادة كصيام الست من شوال وغيره والزكاة لها استزادة بكل أنواع الصدقة، والحج له فوق حج الفريضة استزادة.
وكذلك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته لها استزادة تصدى لها الصوفية.
وكذلك الاحتفاء بالنصوص الشرعية لها استزادة تصدت له السلفية.
من هذا الباب يمكن أن تتقبل الجماعات لبعضها البعض.
أما أن تخطئ كل جماعة الأخرى بحجة أنها هي على صواب والأخرى على خطأ، فهذا سبب لإضعاف الأمة لا سبب لقوتها.
وأكبر دليل على أن الصوفية منهجها منهج مختلف لا منهج خاطئ هو أن هذه الجماعة ملاذ حفظة القرآن، فمن يرعى حفظة القرآن لا يتلبسه الباطل.
هو أن هذه الجماعة ديدنها ذكر الله، فمن كان ديدنه ذكر الله لا يتلبسه الباطل.
هو أن هذه الجماعة سلوكها التواضع والتسامح، فمن كانت هذه صفاته لا يتلبسه الباطل.
هو أن هذه الجماعة ملاذ الفقراء والمستضعفين ومن لا مأوى له، ومن كانت هذه صفاته لا يتلبسه الباطل.
صحيح قد تعتريها بعض السلوكيات الخاطئة، فما ينبغي هو تصويب هذه السلوكيات لا إلغاء الجماعة.
صحيح قد يلتحق وينضم إليها بعض أصحاب النفوس الضعيفة والدجالون والمشعوذون، فينبغي التمييز والتفريق بين هؤلاء والصوفية.
هذه الصوفية التي روحها ونفسها محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وآل بيته لا يمكن أن تكون على ضلال.
فمن ينفيها من الوجود لا يمكنه أن ينفي فضلها في كونها كانت سببا في هذه الأصوات التي تعج بها مآذن المساجد صادحة بكلام الله.
لا يمكنه أن ينفي معها هذه الألواح التي تحفظ في النشء كلام الله.
فالصوفية إن كانت تسعى لإحياء الباطل لا يمكنها أن تقوي الحق.
وإن كانت تسعى لنصرة الباطل لا يمكنها أن تنصر الحق.
كلما هنالك أن هذه المذاهب التي تجعل كل همها الاعتناء بالنصوص الدينية، وتلك التي تجعل كل همهما الاعتناء بمحبة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه هو أن اختلافهما اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد مثله في ذلك مثل اختلاف من يعتني بالصلاة أكثر من الذي يعتني بالصوم أكثر.
[ad_2]
Source link