أخبار محلية

بعد كارثة سدي ابو منصور والبلد في درنة الليبية ما الذي سوف يحدث حال انهيار سد النهضة الإثيوبي؟

[ad_1]

بعد كارثة سدي ابو منصور والبلد في درنة الليبية ما الذي سوف يحدث حال انهيار سد النهضة الإثيوبي؟وجه الحقيقة،،

– إبراهيم شقلاوي

قبل الحديث عن نسبة احتمال انهيار سد النهضة والسيناريوهات المتوقعة التي أجراها خبراء المياه في السودان في حال حدوث ذلك.. لابد من التعريف بأن سدي ابو منصور والبلد بضاحية درنة الليبية.. لم يتحملا الكميات الهائلة من المياه خلال وقوع كارثة الإعصار .. حيث أن تصميم السدان يقوم علي فكرة تتجمع المياه خلال عام بأكمله، خلفهما على مجري وادي مدينة درنة الليبية، لذلك ماحدث من ضغط منسوب المياه الكبير علي السدين بدرجة فاقت قدرتهما على التحمل.. أدى إلى انهيارهما وتدفق من سيل هائل من المياه اجتاح المدينة التي يقع أكثر من نصفها في وجه المجرى المنحدر من أعالي جبل الأخضر وحتى المصب في قلب البحر المتوسط، ما خلف آلاف القتلى والمشردين .. الواضح أن تصميم سد البلد بسعة تخزين تبلغ 1.5 مليون متر مكعب من المياه، في حين أن السد السفلي، سد أبو منصور، كان بسعة تخزينية تبلغ 22.5 مليون متر مكعب.. حسب جريدة الخليج.. بُني السدان بقلب من الطين المضغوط مع درع محيط من الحجر والصخور، وعانت درنة على وجه الخصوص من الفيضانات في عام 1986، لكن السدود نجحت في إدارة المياه لتجنب إلحاق أضرار جسيمة بالمدينة.. حيث كان حينها قدرة التصريف تناسب التصميم والتنفيذ الذي تم بواسطة شركة يوغسلافية في مطلع السبعينات..

هذان السدان يشبهان لحد كبير سدود حصاد المياه في السودان ..التي يتم تنفيذها لاغراض متعددة منها حماية المدن من الفيضان و حفظ المياه في موسم الأمطار ومن ثم توظيفها في اوقات الجفاف لاغراض الري للزراعة وشرب الإنسان والحيوان.. مثال ذلك سد الأعوج في تندلتي في ولاية النيل الأبيض بسعة 1. مليون متر مكعب.. و سد أبو جداد، ورهد أم قديت في دارفور و سد القريشة بولاية القضارف 1.50 مليون ونصف متر مكعب وغيرها من سدود حصاد المياه التي تحتاج الي الصيانة الدورية لتفادي اي كارثة محتملة في حال زيادة معدلات الأمطار او ضعف السعة التخزينية لهذه السدود بالإضافة الي وجود الأشجار التي تنمو علي ارصفة هذه السدود التي يمكن أن تحدث تصدعات بمرور الزمن .. لذلك هناك ضرورة متجددة لإجراء صيانات عاجلة ودورية.. لهذه السدود التي ربما لاتقل تاثيرا علي الأرواح و الممتلكات من سد النهضة اذا ماحدثت فيها انهيارات اذا أخذنا في الاعتبار خسارة الارض والموارد والانسان .. حيث يري عدد من الباحثين في مجال المياه ان للموارد المائية أهمية خاصة لدي الدول ، مما ينبه إلى ضرورة التعاون بين الدول في المحافظة على الموارد المائية في ظل تحديات تغير المناخ.. حيث أن التعاون الكبير بين السودان ومصر عبر الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، حقق كثير من النجاحات المشتركة علما بأن المياه المتاحة للدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا تعد كافية إذا أحسنت إدارتها ووظفت التوظيف الأمثل، حيث أن موارد مياه الأنهار والأمطار والمياه الجوفية، تحتاج الي المجهودات المشتركة.. بين هذه الدول وذلك يعزز مجال إدارة المشروعات المائية تحقيقا للتعاون المشترك، وهذا مما يعول عليه من خلال تجربة سد النهضة الإثيوبي في تحقيق التنمية المستدامة لشعوب الدول الثلاث السودان وإثيوبيا ومصر،. لذلك الحديث عن انهيار محتمل لسد النهضة كما يري خبراء فيه قدر من التضخيم والمبالغة بالنظر الي الدراسات وطبيعة التنفيذ والشركات المنفذة وبعد السد نسبيا من المناطق الزلزالية.. بالرغم من ذلك ليس هناك ثقة مطلقة مع الكوارث الطبيعية عندما نتحدث عن المنشآت المائية وإنهيارها بفعل الطبيعة المتمثلة في زلازل ، أعاصير ، إنهيارات أرضية ، تغير مناخي ..،

لذلك كما يؤكد خبرا ليس هناك ثقة تامة في معاملات أمان السد، لأن متغيرات الطبيعة غير مضمونة.. بالنظر الي التغيرات المناخية التي اعلنت عنها الأمم المتحدة في مؤتمرها للتغير المناخية في العام 2022 المعروف أيضًا باسم COP27 الذي عقد في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ المصريَّة.. لذلك فاتغيرات كبيرة على المستوى المحلى والمستوى الإقليمي مثال ذلك علي مستوي السودان مؤخرا نجد ولاية نهر النيل و الولاية الشمالية لم تكن تتأثران من قبل بالأمطار الغزيرة حتى وقت قريب.. بالرغم من ان هنالك سيول عبر سهول البطانة flash flood لكن امطار بهذا المستوى وفى شهر سبتمبر هذا يعتبر متغير مناخي يحتاج إلى دراسات متكاملة تشمل حتى مواقيت الزراعة بأنواعها المختلفة.. هذا كله يجعل جهات الاختصاص في بلادنا حريصة علي دراسة احتمالية الفوائد والإضرار من سد النهضة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة في جميع الأحوال في حال وصول دولة إثيوبيا الي تخزين 74 مليار م. م. مع نهاية التخزين.. ربما تنشط المنطقة وتزيد فيها احتمالات الزلزال جراء الضغط الهائل للمياه علي التربة وعلي جسم السد وهذا ربما يودي الي الهزات الأرضية.. مع العلم ان السودان يقع في كتلة قارية بعيدا عن الفواصل ولا يتأثر الا بهزات خفيفة تكون اتيه من بعيد .. بينما المناطق التي تنشط فيها الزلازل تقع في مناطق صفائح متحركة ومعرضه للحركات الزلزالية..لذلك بالحديث عن احتمالية انهيار سد النهضة لابد أن نعرف كيفية الانهيار ثم معرفة أثر إنهيار السد فكما نعلم ان انهيار السد الركامي يختلف عن انهيار السد االخرصاني وهذا حسب خبراء.. لذلك لابد أن تتم محاكاة مستفيضة وفقا لنموذج هيدروليكي لأجل توفير الدقة اللازمة التي تمكن من التعامل مع الحدث .. وهذا في تقديري قد تمت دراسته و التوافق عليه في مرحلة من مراحل الدراسات التي يجريها الباحثين و الخبراء السودانيين ..وقدمت دراسات في ذلك حيث وضحت الدراسات كيف يتم الانهيار وهل هو فى السد الخرصانى ام فى سد السرج ام كلاهما و اى جزء سينهار ومقدار الانهيار هل هو انهيار جزئى او كامل. واعتبرت الدراسة انه انهيار كلى ولحظى وللسدين معا بكامل عرضهما وعمقهما.. والعكس.. علما بأن السدين يفصلهم جبل به فتحات المفيض الثمانية بابوابها ويرتكزان على جبلين فى طرفيهما.. حيث يبلغ ارتفاع السد الخرصانى 150 متر و ارتفاع سد السرج الركامى 50 متر وله واجهة خرصانية بعرض 5 كيلو متر وعمق 50 متر تحتها حاجز مانع للتسرب بعمق 40 متر فى اغلب اجزائه.. لذلك لابد لأى دراسة لانهيار سد ان توضح اولا كيف ينهار مع كل المواصفات أعلاه مضافا إليها ان بالسدين حوالى 2000 من أجهزة الانذار المبكر الإلكترونية.. تمكن من التنبأت القبلية لذلك أي بحث او حديث لا يحدد كيفية الانهيار لا يعتبر ذا قيمة علمية.. اذ يفترض ان السد الخرصاني او السد الركامي ينهار مثل السد الترابي. وهذا خطأً كبير جدا.. بالرغم من ذلك يري عدد من الخبراء أهمية ان تجري تحوطات بأعمال مدنية كمفايض.. مثال ذلك التركيز على إكمال مفيضي الرهد وكنانة.. الي جانب التحوطات التشغيلية في حال الموارد الضخمة التي لاتأتي في الظروف الطبيعية.. الي جانب فتح مسارات نحو سهول البطانة وابو دليق التي تقدر باكثر من 10 مليون فدان متاحة للزراعة.. هذا يجعل من سهل البطانة أكبر مشروع استيعابي لأي تدفقات مياه اعلي من المعدلات الطبيعية الي جانب انه مشروع زراعي رعوي للأمن الغذائي للدول الثلاث لتحقيق الأمن القومي مائياً وغذائياً.. بالإضافة لذلك ترعتي الرهد وكنانة التي يجب أن يشرع في تنفيذهما مع تعديل موقعهما حسب التغيرات التي تمت بعد تعلية الرصيرص.. كل ذلك من المؤكد يحتاج لارادة سياسية وقدرة تنفيذية عالية.. مع التركيز على المشاريع المشتركة بين الدول الثلاثة لتعزيز التكامل الاقتصادي وتامين الغذاء والطاقة.. عليه أصبح لزاما علي وزارة الموارد المائية القيام بدراسات عاجلة لكل المخاطر المتوقعة والخروج من بعد ذلك بتوصيات واضحة تمكن من التعامل مع كل هذه السيناريوهات.. وذلك ربما يكون بداية لإعادة الأراضي المشاطئة للنيل لأغراضها الزراعية وتقليل الكثافات السكانية في عدد من المناطق الخطر بعمل تنمية في مناطق جديدة… المهم أن تكون هناك رؤية واضحة وجاهزة للتعامل مع كافة التطورات المحتملة.. قصدنا من كل ذلك الإجابة علي سؤال المهم حول ماهي التحوطات الممكنة للخبراء في السودان بعد كارثة سدي ابو منصور والبلد في درنة الليبية ما الذي يستطعونه لتجنيب البلاد آثار كارثية لانهيار محتمل في سد النهضة الإثيوبي وان كانت فرصة ذلك 1٪ علية لابد من الإسراع في إجراء الدراسات اللازمة قبل انتهاء هذا العام حتي يوافق ذلك الملء الرابع الذي اكتمل في سبتمبر الحالي ويتحوط لملء خامس محتمل خلال العام القادم.
بالله التوفيق..
دمتم بخير
Shglawi55@gmail.com


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى