أخبار محلية

قالها الكيزان: إما نحن أو الطوفان.

[ad_1]

قالها الكيزان: إما نحن أو الطوفان.محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح.

لم نحصل على مدنية، ولم نتمكن من الرجوع إلى العسكرية.
فما هي القوى التي تقف أمام وخلف السودان.
قطعا هذه القوى ليست حجارة صغيرة، فلو كانت كذلك لدعسها السودان سواء للأمام أو للخلف.
قوى وحجارا ضخمة أوقفت مصير هذا الشعب وجعلته معلقا لا هو استطاع أن يسير للأمام، ولا هو تراجع للخلف.
يرجع كل الذي حدث للسودان للتركيبة الكيزانية.
لم يعرف عن الكيزان حتى ومن دون إمكانيات لم يعرف عنهم أنهم متفرجون أو مستقبلون، ولذلك لا تخلو حالتهم من احتمالين:
الأول: أن يكون هم من يحركون هذه الأحداث.
الثاني: أن يكون انقرضوا من الوجود.
أما أن يكونوا أحياء يرزقون، ويجلسون طيلة هذه الأربع سنوات متفرجين، فهذا هو المستحيل بعينه.
فهم ماداموا موجودين، فلا بد أن يكونوا فاعلين وبشدة في مجريات الأحداث.
الأحداث اليوم يقودها فريقان:
الجيش والدعم السريع.
وبالتالي هم متخفون خلف الجيش لأسباب يعلمها الجميع.
فإن لم يكونوا خلف الجيش فأين هم؟
جالسون متفرجون؟
مستحيل.
غطست بهم الأرض؟
لم يحدث ذلك.
إذن هم فاعلون وفاعلون بقوة بل هم من يحركون الأحداث.
ويا ليتهم يحركونها وكفى.
بل مصممون أن يكون إبعادهم عن المشهد السياسي على أجسادهم.
مصممون ألا يحل عدوهم مكانهم، وبغض النظر عن النتائج.
لا يسمح الكيزان لمن يختلف ويتعارض معهم بسحب البساط من تحت أرجلهم سواء بثورة او دون ثورة سواء بسودان أو بدون سودان.
هذا هو الذي أوصل النتائج لما نحن فيه اليوم.
لا يعقل أن يكون كل دورهم في هذه الأحداث مجرد داعم.
لا الواقع ولا مجريات الأحداث يقول بذلك.
كما أنه لا يعقل أن ترتبط كل هذه الأحداث بقوى الحرية والتغيير هذه النغمة التي يرددونها هم.
فقحت لا تملك دبابة واحدة، ولا تملك كتائب تجعل منهم الفاعل ولا يسيطرون على الجيش تجعل منهم البطل لكل ما يحدث اليوم.
مقابل ذلك فالكيزان ليس من طبعهم ولا من صفتهم إطلاقا الفرجة والسكون، وفي ذات الوقت لا يمكن أن يكونوا مختفين.
فأين هم الآن؟
الاحتمال الأول الذي يقول بغوصهم داخل الارض لن يحدث؛ لأنه لو حدث هذا لاستقرت الأمور إما للمدنيين أو للعساكر كما كان يحدث في كل مرة.
أما الآن وبسبب أن الأمور معلقة، فهذا دليل قاطع على تأثيرهم على مجريات الأحداث.
فحينما ظهر مشهد المدنية بدونهم وقفوا له بالمرصاد، ولم يجعلوه يتحقق إذ كيف يتحقق وهم خارجه؟!
فالكل ينادي بالمدنية بدون الكيزان.
فعبارة (يسمح بمشاركة كل الأحزاب السياسية إلا حزب المؤتمر الوطني) صارت على لسان الكل.
على لسان البرهان وعلى لسان حميدتي ويرددها الشارع وقحت والعالم غربه وشرقه.
والأمر الذي حدث للمدنية حدث للجيش، فصار الأمر معه أيضا معلقا؛ لعدم قدرة الجيش على استلام السلطة بدونهم، فهو إن كان يريد أن يستلمها باسم الكيزان، فلا أحد استطاع أن يأتي بهم لا البرهان ولا حميدتي ولا الشارع ولا قحت ولا العالم الخارجي.
وإن أراد أن يستلم الجيش السلطة باسم  جهة أخرى غيرهم، فلن يسمحوا له بذلك؛ لكونهم برمجوا هذه المؤسسة لمدة ثلاثين سنة خوفا من مجيء هذا اليوم، وظلوا يعملون له ألف حساب.
فتعسر استلام الجيش للسلطة يثبت أن الكيزان لم يغوصوا داخل الأرض.
إن الأمر الذي يثبت بأن الكيزان يحركون الأحداث وبشدة لا تحدها حدود ولا تمنعها قيود ذلك لكونهم لا يريدون أن يفرطوا في السطة من ناحية كما أنهم لا يريدون أن يسلموا رقابهم لجهة أخرى.
فإن آلت الأمور إلى قحت، فلن ترحمهم، وإن آلت الأمور إلى عسكري، وكشف ألاعيبهم في الجيش، فلن يرحمهم، وإن آلت الأمور للشارع، فلا يعقل أن يثور الشارع منهم وبهم.
ماذا بقي؟
العالم الخارجي؟
من ذا الذي يرضى أن يتبنى قنبلة موقوتة أول ما تنفجر ستنفجر في وجهه؟
إذن هذان هما الاحتمالان للكيزان بعد سقوط نظامهم.
وهو إما أنهم اختفوا أو أنهم يحركون الأحداث.
أما أن يتفرجوا فهذا مستحيل.
ووفقا لمجريات الاحداث التي تسير بسرعة متناهية نحو الهاوية، فقد سقط الاحتمال الأول.
احتمال اختفائهم.
لا يوجد إلا الاحتمال الثاني وهو أنهم موجودون وبما أن وجودهم لا يمكن إطلاقا أن يقتصر على المشاهدة أو على المساندة حسب طبيعة تكوينهم وإمكانياتهم، فلم يبق سوى أنهم هم الذين يقومون بدور البطل في تحريك كل هذه الأحداث.
فبسببهم السودان لم يستطع أن يرجع إلى عسكريته التي اعتاد بالرجوع إليها حينما يتعسر مدنيا.
فقد حدث ورجع إليها بعد فشل حكومات الديمقراطية الثلاثة (الاستقلال، وأكتوبر وأبريل.)
الأمر الذي لم يحدث بعد فشل حكومة ديسمبر.
لم يستطع الشعب أن يرجع إلى عسكريته بسبب إحكام الكيزان سيطرتهم على هذه المؤسسة، فهي إما أن يعيدوها هم أو لا تعود.
بمعنى إما أن ينفذوا هم الانقلاب العسكري أو لا ينفذ.
وبهذه المعادلة تعطلت كل الحلول وصار الكيزان غصة في حلق هذا الشعب لم يستطع أن يبلعهم؛ لأنه يعلم تمام العلم ماذا يفعلون ببطنه إذا ابتلعهم.
ما زال هذا الشعب مخنوقا لا هو يريد أن يبلع الكيزان، ولا الكيزان يريدون أن يتركوا حلقه.
لا استطاع أن يحصل على المدنية، ولا استطاع الرجوع إلى العسكرية.
إزاء هذا المأزق هل يقبل السودان في النهاية بالكيزان؟
إذا قبل شخص أن يتخلص من الغصة التي في حلقه بأن يبتلعها؛ لتقضي عليه حينئذ سيقبل السودان بالكيزان.
حسب مجريات الأحداث إما أن يستلم الكيزان السلطة أو يقسم السودان ويتقطع إربا إربا.
قالها الكيزان بإصرارهم وبإمكانياتهم وبانتشارهم لمدة ثلاثين سنة وبعقيدتهم التي غرسوها في أتباعهم:
إما نحن أو الطوفان


د.محمد الريح الشيباني يكتب سطور من نور



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى