قطع شك – الانتباهة أون لاين
[ad_1]
محمد احمد الكباشي
قدو ..المصائب لا تأتي فرادى
كلنا نواسى ..قدو الجراح الجراح .. وهي جراح عميقة تواترت عليها منذ ان أصابت ايادي الغدر والخيانة العاصمة الخرطوم في مقتل، وقدو كباقي المدن والقرى والارياف علي امتداد بلادنا الحبيبة لها نصيب من آثار الحرب الدائرة هناك من تشريد ونهب وقتل واحتلال للمنازل
فتحت قدو ذراعيها واحتضنت أبنائها العائدين من جحيم الحرب وسط ترحيب واستقبال وحفاوة.. لم تضيق المنازل ولا النفوس ولا أخلاق الرجال.. بل تمددت مساحات الود والترحاب.. تقاسم الجميع المأكل والمسكن .. الفرح والحزن والهموم ما خفف كثيرا من وطأة الصدمة رغم الآلام والاحزان التي اجتاحت قدو وابت ان تفارقها
فمنذ منتصف ابريل الماضي تعرضت (قدو) لابتلاءات واختبارات تهتز لها الجبال الرواسي وقبل أن نتجاوز حالة حزن تأتى أخرى أشد وطأة وايلاما قبل ان تجف المآقي مع احتساب وصبر جميل وتسليم بأمر الله
خمسة أشهر قدمت قدو عدد من الشهداء تقدموا الصفوف الامامية بين اخوتهم في القوات المسلحة يقاتلون في بسالة وشجاعة تقدمهم الشهيد أسامة احمد الامين المجذوب والذي وهب نفسه دفاعا عن العرض والأرض وردا للمعتدين ولبى نداء ربه بسلاح المدرعات وكذلك استبسل مؤيد محجوب المليح قبل ان يسقط شهيدا بإذن الله
ومن بين الذين احتسبتهم قدو الشاب محمد عبد الله علي الاحيمر والذي قتل غدرا علي ايدى ثلاث مسلحين لم تعرف الرحمة سبيلا الي قلوبهم وكذلك الشاب محمد عبد الباري ابراهيم
ومن الأحداث التي رسمت حسائب حزن عميق الحادث المساوي الذي راح ضحيته ثمانية من الشباب الغض ولحق بهم آخرين في إعمار الزهور تعددت اسبابهم ولكن الموت كان واحدا فقد ودعنا الشاب محمد صديق الحسن أثر انهيار منجم للتعدين بجمهورية مصر وراح كذلك الشاب محمد عبد القادر غرقا إذ تبلعته مياه النيل وهو الضيف القادم من الخرطوم ورحل عنا ود ابو ريش في حادث حركة بعيدا عن الاهل والأقارب ثم جاء رحيل خالد محمد علي الشهير بالجابودي
نعم رحل هؤلاء عنا وتركوا أثرا عميقا من الاحزان نسأل الله أن يتقبلهم قبولا حسنا ويعوض شبابهم الجنة
وما نلبث ان نعيش حالة الحزن وتطل كارثة طبيعية فاقت حد التوقعات حينما اجتاح سيل (وادي عيش) بكسر العين المنطقة مبكرا وعلي غير العادة غمرت المياه عشرات المنازل المجاورة له وحتى البعيدة وما هي إلا لحظات حتى تحولت اكثر من 60 منزلا الي أكوام وركام بما فيها من اثاثات ومقتنيات وصار اصحابها ضيوفا ..
ولكن هنا كانت المواساة الحقيقية ووقفة الرجال ولأن الرجال مواقف في ملحمة مشهودة.. فقد تدافعوا كبارا وصغارا منذ وقت مبكر وهبوا لنجدة اخوتهم ولعلها روح التعاون والترابط التي ظلت تجمع بين أهل المنطقة والقرى المجاورة لها فهي مواقف مشرفة لا نستطيع تناولها عبر هذه المساحة الضيقة
ونقول للمتاثرين من الاهل ممن فقدوا منازلهم ان كانت المنازل تهدمت فإن مواقفكم ظلت شامخة ومزاياكم يتحدث عنها الرجال ..
وان كانت تلك البيوتات العامرة قد انهارت فإن قواكم لن تنهار ابدا
وسجلكم الناصع يظل علامة فارقة يتحدث عنها الاجيال كيف لا وقد سارت بها الركبان
واما حكومة الولاية فلم تترك اهالي قدو يواجهون مصيرهم بانفسهم ومنذ الساعات الأولى جاء المدير التنفيذي لمحلية شندي الأستاذ خالد عبد الغفار متفقدا الأوضاع بنفسه..
أما والي الولاية محمد البدوي عبد الماجد ورغم مشغولياته واهتمام حكومته بمتابعة الأحداث بالعاصمة واخذ الاعتبار لوضع الولاية الخاص والتحوطات اللازمة سدا لأي ثغرة ومهدد أمني ونتائج هذا الاهتمام ان تكسرت محاولات العدو لاختراق الولاية من الجهة الجنوبية وكذلك ضبط متسللين يتبعون للمليشيا هذا الي جانب الضبطيات المتواصلة للاسلحة والمخدرات والحيلولة دون تهريبها كل ذلك لم يكن ليمنع حكومة الولاية وقائد المدفعية عطبرة وقائد الفرقة الثالثة مشاة ان يقفوا علي حجم الدمار الذي لحق بمنطقة قدو فكان لزيارة الوالي وأركان حربه وسلمه اثر بالغا في نفوس اهالي المنطقة
فكشرا سعادة الوالي علي هذا الاهتمام والمتابعة وما نرجوه التأكيد علي توجيهاتكم وضرورة انزالها علي ارض الواقع
واخيرا شكرا لكل من وقف وساند بجهده وماله ولكل من اتصل مواسيا ونسأل الله ان يخلف لاؤلئك الذين فقدوا المأوى والممتلكات ان يعوضهم ما فقدوا
[ad_2]
Source link