خطة مصر لإنشاء أوسع شبكة قطارات في العالم
[ad_1]
في بلاد الأهرامات والحضارة العريقة، ترتفع جبال القاهرة وتتألق مدينة الألف مئذنة، مصر. هنا، حيث يتخطى تعداد سكانها حاجز المئة مليون نسمة، تنبض الحياة بنشاط وحركة لا مثيل لها. كما تتصدر مصر في المركز الثاني قائمة الاقتصادات الأكبر في القارة الأفريقية، حسب تقديرات البنك الدولي.
لشبكة الطرق والمواصلات في مصر مكانة استثنائية لديها، خصوصًا “سكك حديد مصر” التي تلعب دورًا شديد الحساسية في نقل السكان على امتداد 1000 كيلومتر، ورغم ذلك; فإن شبكة القطارات الحالية معظمها مُتهالك وغير مؤهل للطلب المرتفع عليها؛ ولذلك تعمل مصر حاليًا على تطوير تلك الشبكة في واحد من أهم المشروعات الجاري تنفيذها على مستوى القارة بالكامل!
في هذا المقال سنأخذكم في جولة للتعرف على واحد من أهم مشاريع الحكومة المصرية في الوقت الراهن، سنكشف لكم عن المشاريع الضخمة التي تهدف لتحسين شبكة السكك الحديدية والأنفاق، والتي تحمل بين طياتها الوعد بمستقبل أفضل للنقل والتنقل في مصر.
تاريخ شبكة القطارات المصرية:
مصر هي قلب العالم العربي وصاحبة واحد من أهم المواقع الجغرافية في العالم الذي يرفع من مكانتها التجارية والسياسية، حيث تقع مصر في موقع ممتاز من الناحية الاستراتيجية بين قارتي أفريقيا وآسيا وعلى مقرِبة من السواحل الأوروبية، وهي المتحكمة في معبر قناة السويس الذي يعد نقطة الاتصال الأساسية بين أوروبا وآسيا، وبسبب هذه المقومات؛ نرى التنوع الثقافي والحضاري في مصر، ونرى أيضاً أهمية لوسائل النقل الداخلية، وعلى رأسها شبكة القطارات.
تأسست سكك حديد مصر عام 1851 تحت حكم عباس حلمي الأول الذي قام بتوكيل المهندس البريطاني روبرت ستيفنسون لإنشاء أول خط قطار في مصر وأفريقيا بالكامل، والذي بدأ في الإسكندرية وامتد حتى كفر الزيات ومن ثم وصل أخيرًا للقاهرة عام 1856، ومن بعد ذلك لم تتوقف المهمة حتى اكتملت الشبكة الحالية عام 1920.
لسوء الحظ، لم تكترث الحكومات السابقة بصيانة وترميم تلك الطرق منذ ذلك الأوان رغم ارتفاع الطلب عليها، حتى أتت أخيرًا خُطة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة هيكلة السكة بالكامل لجعلها متطورة وآمنة وذات طموحات مستقبلية عالية الشغف في مشروع تكلفته 23 مليار دولار!
مسار خطة تطوير سكك حديد مصر:
في سبتمبر 2021 وقعت شركة Siemens الألمانية على عقد مع وزارة النقل والمواصلات المصرية لإنشاء الشبكة الجديدة بالتحالف مع شركتي أوراسكوم والمقاولون العرب، وتم توقيع هذا العقد من قِبل الفريق كامل الوزير (وزير النقل الحالي) والدكتور رونالد بوش (الرئيس التنفيذي لـ Siemens AG) بالإضافة إلى مجموعة من ممثلي الشركات المتحالفة والمنظمات الحكومية، بجانب سيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
أوضح كامل الوزير أن وزارة النقل المصرية تسعى لتنفيذ تلك التطورات بهدف رفع قدرة السكة الحديد على نقل الركاب من 900 ألف راكب يوميًا إلى 1.5 مليون راكب يوميًا بحلول عام 2024، ولتصل إلى 2 مليون راكب في عام 2030.
الشبكة تمتد عبر 60 مدينة على مستوى الجمهورية ويصل طولها إلى 2000 كيلومتر تعد هي سادس أطول شبكة قطارات على مستوى العالم، والقطارات التي ستسير عليها هي من ثلاث أنواع: الـ Siemens Desiro الكهربائي الذي سيتوفر 94 نسخة منه، الـ Siemens Vectron (القادر على السفر لمسافات طويلة) الذي سيتوفر منه 41 نسخة، وسيتوفر بجانبهم أيضاً 41 قطار Siemens Velaro الكهربائي السريع الذي تصل سرعته إلى 230 كم/س!
خطة بناء شبكة سكك حديد مصر الجديدة مقسمة لـ 3 مراحل رئيسية وهي:
المرحلة الأولى تبدأ أول مراحل تطوير سكك حديد مصر من مرسى مطروح مروراً بمدينة العلمين الجديدة ووصولاً للإسكندرية، من ثم توصيل ذلك الخط بامتداد لمدينة السادس من أكتوبر عابراً منها حتى القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة ومستقراً في العين السخنة.
سيكون طول هذا الخط الكامل 660 كيلومتر، ويعتبر هذا الخط بمثابة “قناة سويس” على الأرض الترابية الملموسة، حيث أنه يقوم بتوصيل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر مثله مثل قناة السويس، وسوف يسهل نقل المواطنين بشكل كبير (خصوصاً أولئك الذين يقطعون مسافات طويلة لعملهم)، ونحن في عرب هاردوير سنكون في قمة السعادة عند افتتاح هذا الخط. لقد عانينا كثيراً في الماضي!
المرحلة الثانية من خطة الإنشاء تتمثل في خط قطار كهربائي يمتد طوله 1000 كيلومتر، يبدأ من مدينة 6 أكتوبر ويصل حتى أبو سمبل على حدود السودان! .. أجل، ما قرأته صحيح.
من ضمن خطة الحكومة المصرية الراهنة إقامة خط سكة حديد لقطار تبدأ رحلته من مدينة السادس من أكتوبر عابرًا بعدها محافظات الفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج والأقصر ووصولاً أخيراً للحدود السودانية، حيث تطمح مصر أن تتخطى شبكة القطارات تلك الحدود المصرية لتعبر داخل السودان أيضاً.
المرحلة الثالثة من خطة تطوير شبكة القطارات سيتم التركيز فيها على إقامة خط يوصِّل بين الصعيد والبحر الأحمر، حيث سيكون بين الأقصر وسفاجا، وسيمر القطار خلال رحلته على هذا الخط على محافظة قنا، وستكون تلك المرحلة هي الأبسط، حيث سيكون طول هذا الخط 225 كيلومتر فقط.
شبكة القطارات الجديدة ستكون الأكفأ والأكثر تطوراً في مصر، بالإضافة إلى أنها ستكون آمنة على البيئة لقلة انبعاثها للكربون، وستعمل جنباً إلى جنب مع شبكة القطارات الحالية التي بدأت الحكومة مؤخراً بإعادة تأهيلها وتحديثها، حيث تمثلت تحسينات الشبكة القديمة في تغيير السكك المتهالكة وتحسين المحطات (مثلما رأينا في خط “المناشي”) بالإضافة إلى تزويد عربات القطارات ودخول جرارات جديدة بلغ عددها 260 جراراً وفقاً لجريدة اليوم السابع المحلية، شملت الجرار الأمريكي الأول في مصر!
تطوير شبكة السكك الحديدية التقليدية ليس المشروع الوحيد الذي تعمل عليه الحكومة في مجال النقل السككي، وإنما تعمل أيضاً وزارة النقل المصرية من خلال الهيئة القومية للأنفاق على إنشاء أول مونوريل داخل مصر، وإن كنت تتساءل “ما هو المونوريل؟”؛ فإليك الإجابة وجميع التفاصيل في الفقرة التالية.
المونوريل الأول في مصر:
تعمل مصر أيضًا بشكل موازي على إدخال المونوريل لأول مرة بالتعاون مع شركة Alstom في صفقة ضخمة تم توقيعها في 2019 بالتحالف مع أوراسكوم والمقاولون العرب، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من إنشاء أول مونوريل في مصر “مونوريل 6 أكتوبر” في خلال العام المقبل.
ما هو “المونوريل”؟ المونوريل هو قطار يسير على قضيب واحد مُعلّق في السماء على كوبري، يسير على سرعة تقارن بمترو الأنفاق، وهو يعمل أيضًا بالكهرباء، ويمتاز بأن إنشاءه أقل تكلفةً من المترو ولا يستغرق مدة طويلة حتى إتمامه وتشغيله، وسيكون المونوريل الأول في مصر أتوماتيكيًا بالكامل.
المونوريل الأول سيكون “مونوريل 6 أكتوبر” الذي سيربط محافظة الجيزة بداية من محطة جامعة الدول حتى يصل إلى أبعد نقطة في مدينة السادس من أكتوبر حاليًا وهو بطول 42 كيلومتر تقريبًا ويتكون من 12 محطة، تتضمن: بولاق والمريوطية والمنصورية وجهينة والحصري والمنطقة الصناعية، ورُغم أن مونوريل 6 أكتوبر هو الوحيد الذي تم الكشف عن موعد الانتهاء من إنشائه (يوليو 2024) إلا أننا نرى تقدمًا ملحوظًا في “مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة”، حيث أن صحيفة المصري اليوم المحلية قامت في فبراير الماضي بنشر فيديو لإحدى تجارب تشغيل قطار المونوريل الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي بالمناسبة يمتد حتى مدينة نصر على مسار يصل طوله إلى 57 كيلومتر، وسيسهم هذا المشروع في الإسراع بتنمية العاصمة الإدارية ومدينة القاهرة الجديدة.
المونوريل مُصمم ليمشي على سرعة 90 كم/ساعة بشكل آلي تمامًا (يعمل بدون سائق) و سيكون قادرًا على نقل 600 ألف راكب ييوميًا
النتائج التي نأملها من مشروعات النقل الجاري تنفيذها:
تعمل الحكومة المصرية حاليًا بكامل جهدها تحت قيادة رئيس الجمهورية على الكثير من المشروعات المتعلقة بترميم البُنى التحتية وتسهيل النقل؛ لرفع كفاءة نقل البضائع ولتقليل تكلفة إقامة المشاريع على أرض مصر بجانب تسهيل حياة المواطنين أنفسهم.
كل الإسهامات التي تقوم بها الحكومة ستكون ذو عائد واضح وفائدة ستعم على الجميع، ففي الأثر المباشر القريب سوف نلاحظ كم الراحة التي ستوفرها تلك الوسائل للموظفين ولطلاب الجامعات الذين يقطعون مسافات طويلة يوميًا وبشكل غير مباشر سنرى تقدمًا معيشيًا في حياة عموم المواطنين، حيث أن جذب تلك المقومات للاستثمارات الأجنبية وتحفيزها على إقامة الشركات وتقليلها لعناء الموظفين سيسهم بشكل فعلي في زيادة فرص العمل وسيقلل الاغتراب داخل الدولة (سواء للطلبة أو الموظفين) وسيدفع عجلة التقدم.
في النهاية نتمنى دومًا المثابرة في طريق الأمل والتقدم وأن تكون بلادنا على أفضل ما يكون، ودائمًا ستبقى أمنيتنا هي دوام الخير لبلادنا ولجميع أشقائنا في الدول العربية، ونأمل أن يكون مستقبلنا أفضل بإذن الله.
?xml>
Source link