أخبار محلية

لا يوجد أسوأ من المتاجرة بالقيم.

[ad_1]

لا يوجد أسوأ من المتاجرة بالقيم.

محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح.

يأتي إلينا من يريدون أن ينهبوا ثرواتنا ومواردنا بحجة تطوير بلدنا.
بحجة تحقيق الرفاهية والدعة لنا، فإذا ما قابلنا دعوتهم بالرفض والاستهجان استشاطوا منا غضبا.
لا يغضبون؛ لأننا سنصير فقراء.
لا يغضبون؛ لأننا لم نستغل مواردنا الاستغلال الأمثل.
يغضبون؛ لأن خططهم فشلت.
يغضبون لأنهم لم يتحصلوا على مواردنا وثرواتنا.
إذا لم تتعرفوا على نية من يتكالبون على بلادنا، فانظروا إلى ردة فعلهم حينما يخفقون في تنفيذ مشروع من مشاريعهم الاستثمارية في بلادنا.
اتركونا وشأننا إن أردتم مصلحتنا.
تغضبون؛ لأنكم لم تحصلوا على مرادكم.
تغضبون لأن خططكم فشلت.
ويوجد أسوا من هؤلاء فهنالك من يتصدى للشأن السياسي بدعوى هداية الناس.
بدعوى ان الناس يسيرون على الطريق الخطأ، وجاء هو ليرشدهم للطريق الصواب.
فيتحول فجأة حب الناس وحب هدايتهم إلى كره وعداوة.
من يريد أن يهدي الناس إذا لم يستجيبوا له لا يكرههم.
إلا إن كان يسعى لهدايتهم من أجل هدف آخر.
من ترك طريق الهداية لا يقابل بالشتم والسب واللعن.
يقابل بأن يهديه الله ويشرح صدره.
يقابل بأن يترك وما اختار.
الشتم والسب واللعن يكون لمن يعتدي.
الشتم والسب واللعن لمن يقابل الحسنة بالسيئة.
أما من يرفض الهداية.
من لا يستجيب لطريق الخير لا يقابل بالشتم والسب واللعن.
لا يستقيم المعنى إطلاقا أن يكون كل الجهد من أجل هداية الناس وإرشادهم، فإذا ما امتنع هؤلاء الناس ورفضوا هذه الهداية يقابلوا بالشتم والسب واللعن وأحيانا بالقتل.
من يريد لنفسه الشقاء، فليترك ومراده.
لا أحد يدخل النار معه.
من يريد لنفسه طريق الضلال والشر، فليترك واختياره.
أو على أقل تقدير يدعى له بالهداية. يشفق في حاله.
أما أن يقابل بالعداء، فلا شك أن السعي لهدايته كان لهدف آخر.
فلا يمكن أن تصبح؛ لتنقذ شخصا من النار، وتمسي تدعو عليه أن يدخلها.
لا يحدث ذلك إلا لأنه تم رفض دعوته.
الذين يعادون من يرفض دعوتهم هم أولئك الذين يتاجرون بالقيم.
هم أولئك الذين يسعون من خلال دعوتهم الناس للخير من أجل أن يحكموهم.
من أجل أن يحصلوا على السلطة.
فإذا لم يستجب لهم الناس كرهوهم وتمنوا لهم الموت؛ لأنهم لم يحققوا غايتهم.
من ترجو له الهداية لا تتمنى له الموت.
تتمنى لو تلحقه الهداية قبل أن يموت.
أما إذا رفضها فسعيت لقتله، فقطعا لا تريد له أصلا الهداية، وإنما تريد له أن تسعى لغايتك من خلال دعوتك له.
الموت والهلاك لمن يرفض الهداية هذه دعوة من يستغل القيم والأخلاق من أجل أن يصعد بها لغايته.
الشر والخير لا يجتمعان في لحظة واحدة هذه هي سنة الله في خلقه.
ففي اللحظة التي يسعى فيها الإنسان لجلب الخير للناس لا يمكن في ذات هذه اللحظة أن يرجو لهم الشر إلا إن كانت نيته غير ذلك.
لم تتغير دعوة من يسعى في الناس ليهلكهم بعد أن رفضوا دعوته، وإنما سعى لهلاكهم؛ لأنه أصلا كان يسعى لذلك من أجل تحقيق مراده.
فشل في أن يصعد بهم لغايته.
فحينئذ تأتي معاداتهم كنتيجة حتمية لمن لم يحقق هدفه.
لا يهمه فقرهم.
لا يهمه جهلهم.
لا يهمه مرضهم.
لا يهمه خوفهم.
لا يهمه هتك عرضهم.
كل هذا ليس بالأمر الغريب
لماذا؟
لأنه منذ البداية كانت نظرته إليهم مجرد جسر.
مجرد معبر لغايته.
لا يستقيم أن تتفرج لمن تسلب منه الحياة وأنت بالأمس كل مساعيك هو أن تهديه وتدله لطريق الصواب.
لا يجتمع هذان الموقفان إطلاقا.
يجتمع هذان الموقفان فقط في حالة واحدة إن كان كلا الموقفين يحققان غايتك.
فهداية الناس تتبناها لا لجلب الخير للناس، وإنما لتحصل بها على مرادك.
فحينما لم يتحقق مرادك، فليهلك هؤلاء الناس.
فلتسلب ممتلكتاهم، فليشردوا، فليتزعزع أمنهم.
لم يعودوا يحققون غايتك، فليذهبوا إلى الجحيم.
لا يوجد أسوأ من إدراك أن الملاك الطاهر لم يكن كذلك، وإنما كان شيطانا ماكرا.
لا يوجد أسوأ من إدراك أن الحمل الوديع لم يكن كذلك، وإنما كان  ذئبا شرسا متعطشا للدماء.
لا يوجد أسوأ من إدراك أن المؤمن الصادق لم يكن كذلك، وإنما كان منافقا كذابا.


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى