أخبار العالم

الصراع في شرق الفرات.. ما خلفيات الأزمة بين قسد والعشائر العربية؟

[ad_1]

بعد مرور سنوات على تشكل مجلس دير الزور العسكري، وقضاء العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” على تنظيم الدولة الإسلامية عام 2021 بدعم من التحالف الدولي، نشأت حالة من الاحتقان بين حليفي الضرورة السابقين.

وبدأ المجلس العسكري الممثل بأحمد الخبيل أبو خولة بتوسيع شبكة علاقاته الخارجية ونفوذه والتحرك باستقلالية عن قوات قسد، رغم الانسجام بينهما وما يُحكى عن شراكتهما بأنشطة تجارية غير مشروعة.

شرارة الأزمة

في المقابل، كان هناك غضب عشائري عربي من سلوك المجلس العسكري ومن احتكار قسد للعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، ومحاولتها فرض مناهج تعليميها المدرسية على أهالي المنطقة العربية.

كذلك نشأ نفور عشائري من هيمنة قسد على موارد المنطقة، حيث تقوم ببيع النفط والغاز للنظام السوري.

وعلى خلفية امتعاض قسد من رئيس المجلس العسكري وسلوكياته، قامت في نهاية أغسطس/ آب الماضي، باستدراجه إلى مقر قيادتها في الحسكة، وقامت بفرض الإقامة الجبرية عليه مع عدد من كوادره الرئيسيين، وأعلنت في بيان رسمي لها عزله عن قيادة المجلس.

هنا انتفض الموالون له، ما شكل انفجارًا لدى أبناء العشائر للانتفاض ضد قسد وهيمنتها على مناطقتهم، لتندلع مواجهات عسكرية بين حلفاء الأمس، راح ضحيتها العشرات من المقاتلين والمدنيين من الطرفين، مع اعتقال للعشرات من أبناء العشائر المشاركين في الاحتجاجات وسط مطالب بتشكيل إدارة مدنية عربية تتبع للتحالف الدولي.

تدخل أميركي

وبعد أيام من المواجهات، وفي محاولة لامتصاص الغضب في المنطقة، التقى قائد قوات سوريا الديمقراطية بزعماء العشائر العربية، متعهدًا بتلبية مطالبهم وتصحيح الأخطاء التي قال إنها ارتكبت في المنطقة.

كما سعت واشنطن أيضًا لإنهاء الاقتتال في ريف دير الزور، حيث اجتمع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي وقائد عملية العزم الصلب الجنرال جويل فويل، مع قادة قسد وزعماء العشائر العربية.

وجرى الاتفاق في الاجتماعات على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور، ووقف التصعيد في أسرع وقت ممكن.

إلا أن تجدد الاشتباكات وإعلان قسد السيطرة على إحدى البلدات الأسبوع الماضي، أعاد المخاوف من تجدد المواجهات في أي وقت.

تشابك في الأزمة

في هذا السياق، يرى مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان أن “منطقة شرق الفرات باتت ساحة للصراعات على عدة مستويات محلية ودولية”.

ويشير قبلان، في حديث من استديوهات “العربي” في لوسيل، إلى أن “الصراع ليس عربيًا كرديًا، لأن هناك توزع ولاءات في المنطقة”.

كما يلفت قبلان إلى أن “العشائر العربية منقسمة في ما بينها، وسط وجود ولاءات متعددة لدى بعضها”، مؤكدًا أن “القوى الكردية أيضًا منقسمة في ما بينها”.

ويقول: “الصراع على الموارد والسلطة في المنطقة بعد احتكار قسد لها مع تهميش العشائر تسبب في الأزمة الأخيرة”.

ويضيف: “المواجهات مع داعش والدعم الأميركي جعل لقسد امتدادات في منطقة دير الزور”.

ويؤكد أن “الصراع معقد ومتعدد الأوجه ويصعب تصنيفه بسبب التداخل الكبير في تفاصيله”.

صراع متداخل

من جهته، يعتبر الأكاديمي والكاتب السياسي عبد الباسط سيدا أن “الصراع الحالي متداخل جدًا”.

ويرى سيدا، في حديث إلى “العربي” من أبسالا، أن “الصراع الحالي هو على النفوذ وسط متغيرات على الساحة الإقليمية والدولية”.

ويقول: “التوافق الروسي – الأميركي عام 2015، أعطى واشنطن السيطرة على منطقة شرق الفرات تحت حجة مقاتلة تنظيم داعش، وبدورها رفعت من قوة الفصائل الكردية هناك”.

ويضيف: “مصطلح العشائر غير دقيق، لأن المكونات المجتمعية في تلك المنطقة لا يمكن اختزالها في جماعة واحدة”.

ويتابع قائلًا: “هناك تباينات ضمن العشيرة الواحدة وبالتالي لا يمكن اختزال الجميع في هذا المصطلح”.

وضع متفجر

بدوره، يعتبر الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة سمير العبد الله أن “اعتقال قسد لأحمد الخبيل سببه ما أشيع عن نيته مواجهة الميليشيات الإيرانية”.

ويشير العبد الله، في حديث إلى “العربي” من إسطنبول، إلى أن “العشائر تريد رفع الظلم عن المنطقة بسبب غياب المشاريع التنموية”.

ويوضح أن “القيادات التي تسيطر في قسد ليست سورية، وبالتالي تريد العشائر إدارة المنطقة والمشاركة في المجالس العسكرية”.

ويقول: “المساعدات الإنسانية التي تأتي للمنطقة عبر المنظمات تشرف عليها قسد وتمنعها عن العشائر”.

ويضيف: “أرادت العشائر التعبير عن الغضب، والاحتجاجات مستمرة منذ عام 2019 لكن الوضع تفجّر مؤخرًا”.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى