مراجعة وتقييم لعبة Assassin’s Creed Mirage

احتلت سلسلة Assassin’s Creed مكانة خاصة في قلبي لسنوات وسنوات، وقد توقفت اللعبة لعام حتى يتم إعادة هيكلة السلسلة ونقلها في اتجاه كونها لعبة RPG بقيادة المخرج “أشرف إسماعيل” الذي صرح بشكل صريح أن The Witcher 3 هي أحد أكبر مصادر الإلهام للعبة، وكنت من أكبر المُرحبين بأذرع مفتوحة بهذا التغيير، ولكني على الجانب الآخر لم أكره الأسلوب القديم للسلسلة وإنما وددت أن يتم الاهتمام بالقصة في مرحلة ما بعد الجزء الثالث، وقد ساهم الحجم الرهيب للأجزاء الثلاثة في إرهاقي وإبعادي عن السلسلة بسبب كثرة الإضافات وتشتت القصة حتى فقدت الأمل تمامًا مع Odyssey التي ابتعدت أيما ابتعاد عن كل ما ميز الأجزاء التي سبقتها، حتى وأنها ضحت بالنصل المخفي (Hidden Blades) كسلاح أساسي في اللعبة. مع Valhalla عُدت للسلسلة وتذكرت كم كان عالمها غنيًا بالتفاصيل ومثيرًا للاهتمام وجاءت Assassins Creed Mirage كالمنقذ، ها هي اليوم بين أيدينا وقد أنهينا كل المحتوى الأساسي بها، فهل تستحق أن يُطلق عليها “عودة السلسلة إلى الجذور”؟ إليكم مراجعة Assassin’s Creed Mirage.

قصة اللعبة بدون حرق

تسرد اللعبة لنا قصة باسم بن إسحاق، أحد لصوص الشوارع الذي تجبره جرأته وتطلعه الدائم “للمزيد” إلى أن تتقاطع قصته مع تنظيم القدماء، وتدفعه الأحداث إلى الإنضمام إلى “المستترين أو الأساسنز” وتقدم له التدريب المُعلمة روشان، لينطلقا معًا في رحلة تطهير بغداد من التنظيم، ولكن هذا ليس كل شيء.

من يعرف باسم من Valhalla يعرف بأن لديه سرًا كبيرًا تستكشفه اللعبة بالتدريج يتعلق بكابوس غامض يراود باسم، ويسعى لمعرفة سببه أو تفسيره. إذًا هي قصة شخصية لإنسان يريد أن يستريح من عناء الكوابيس وعذابها، في قالب قصة عامة عن المجتمع وفساده في عصر ذهبي لدولة من أكثر الدول نهضةً في التاريخ الحديث. الكثير من السياسة والمناطق الرمادية، لا خير مُطلق ولا شر مُطلق كعادة السلسلة وهنا فإن القصة تركز على العناصر التي أنجحت قصص الأجزاء الأولى، كثلاثية أتزيو ويونيتي و Black Flag.

التركيز أكبر هذه المرة على الشخصيات، فالشخصيات تخلق عالمًا وقصةً قابلين للتصديق والتركيز بشكل كبير على باسم جعله نجمًا للعبة وللقصة وأفضل شيء حولها (المزيد عن ذلك في قسم المميزات).

محتوى اللعبة باختصار

• تحتوي اللعبة على طور قصة فقط، ينقلك إلى عالم مفتوح يقع في مدينة بغداد بمختلف أحياءها في القرن التاسع الميلادي، في وقت ازدهرت فيه الدولة العباسية والحضارة الإسلامية وكانت بغداد منارة العلم والإيمان ومركز للثقافة والتحضر.
• مهمات القصة تأخذك في رحلة للكشف عن تنظيم القدامى واغتيالهم برفقة أصدقاءك الأساسنز.
• وتمتلك القصة خيطًا حول باسم يتم التركيز عليه في الساعات الختامية.
• أما أسلوب اللعب فيركز على التخفي، ومهمات القصة التي تركز على الاغتيالات تقدم تصميمًا مفتوحًا يشبه ألعاب Hitman أو أجزاء أساسنز كريد يونيتي وسيندكيت.
• أما المهمات الجانبية فهي عبارة عن عقود، إما اغتيال أو سرقة دلائل أو أشياء ذات قيمة، إما حماية أو تهريب لشخصية هامة من مكان احتجاز.

• هناك نشاطات جانبية كجمع صفحات المخطوطة، وهو نشاطي الجانبي المٌفضل والذي يعطيك نبذة عن أماكن بغداد الأيقونية مثل المدينة المدورة ولماذا سميت بهذا الاسم، وبيت الحكمة ومقر الشرطة إلخ.
• هناك نشاطات جانبية أخرى، مثل قصص بغداد وهي مهمات خفيفة تستمر لمدة 5-10 دقائق تسرد لك قصة جانبية لا علاقة لها بأي شيء من أحداث القصة الأساسية.
• هناك 6 أدوات بحوزة باسم لتساعده على التخفيو الاغتيال، يمكنك فتح أداة مع اكتساب النقاط اللازمة.
• يمكنك ترقية الأسلحة ترقيات بسيطة، ويمكنك أيضًا تغيير رداء باسم وتلوينه بحيث يصبح مختلفًا، أما زي الأساسن الخبير فيتم فتحه في الساعات الأخيرة.

دعم المنطقة والتعريب الكامل للنصوص والقوائم، وأداء إياد نصار في الدبلجة

كل ذلك كان ممتازًا، خذها من شخص لا يحب الدبلجة العربية لمستوياتها السيئة التي تُقدم عادةً في الألعاب، والفارق الضخم بينها وبين الأداءآت الأصلية للشخصيات، ولكن في Mirage فإن الأمر معكوس، الأدءآت الإنجليزية جيدة ولكن الأداء العربي وخصوصًا لشخصيتي باسم وروشان أداء أسطوري، أحببت كل دقيقة لي مع شخصية باسم بصوت إياد نصار العربي الأصلي، فقد نجح في تقديم انفعالات واقعية وشعورًا بالحزن والحيرة وتجسيد مختلف مراحل باسم بن إسحاق العمرية بشكل ممتاز، ولم تتضمن الدبلجة أي مشاكل كبيرة مثل مشاكل الضمائر وعدم دقة الدبلجة.

أعتقد أن Assassin’s Creed Mirage لا يجب أن تُلعب سوى بالدبلجة العربية لأن الألفاظ العربية المُعبرة عن الحضارة الإسلامية بالدولة العباسية تكون أكثر منطقية حين تسمعها كلاعب عربي بلغتك ولغتها الأصلية، وكذلك الأماكن التاريخية وكل مناطق بغداد الرائعة.

هل عليك تجربة أي جزء ماضي قبل تجربة Assassin’s Creed Mirage؟

ليس ضروريًا، ولكن الأفضل أن تلعب Assassin’s Creed Valhalla حتى تستطيع فهم نهاية ميراج، وإذا لم تفعل فالقصة كلها ستكون مفهومة بالنسبة لكن النهاية قد تكون غامضة بالنسبة لك.

ما وجدته إيجابيًا في تجربة Assassin’s Creed Mirage

• بغداد مدينة جميلة، متسعة الأركان ومختلفة الأحياء. دخلت إلى المدينة المدورة معقل الخليفة وأرباب القوم في تلك الفترة خلال ساعتي الأخيرة من القصة، وندمت على ذلك لأنها أظهرت كم كانت بغداد مدينة متقدمة عمرانيًا وهندسيًا، ومبهرة بشكل لا يمكن تصديقه. بقية الأحياء مثل العباسية والكرخ والأنبار لم تكن مبهرة بنفسا لقدر ولكنها تحمل في طياتها كل معالم الحضارة والثقافة العربية الإسلامية. شعرت وأنني سافرت بآلة الزمن لهذه الحقبة وأعتقد أن بغداد هي اجمل مدينة تم تقديمها في تاريخ السلسلة بجانب الأسكندرية وآثينا والقسطنطينية.

• باسم شخصية مثيرة للإهتمام، وتمتلك كاريزما غير عادية تذكرني بإتزيو والطائر بن لا أحد، وزاد من جمال أداؤه أداء إياد نصار العظيم، والذي سأخصص له نقطة كاملة، ولكن باسم من حيث السيناريو والحوار والدوافع وتطور الشخصية لا غبار عليه، ومن المؤسف أننا حصلنا على جزء واحد فقط من بطولته، لأنني كنت أتمنى ثلاثية كاملة، ووقت أطول من 17 ساعة أنهيت فيهم القصة.

• الشخصيات الجانبية، مثل فولاذ وروشان وعلي بن أحمد كانت شخصيات عظيمة ومكتوبة بشكل واقعي وإنساني جميل، لكل دوافعه وأساليبه وخصوصًا روشان التي نعرف من فالهالا أنها كانت على خلاف مع تنظيم الأساسنز، ورؤية كيف يحصل ذلك هنا كانت رائعة.

• نظام الشهود والشرطة هو الحسنة الوحيدة لنظام الذكاء الاصطناعي الجديد. هو ساذج بعض الشيء في مبدأه ولكنه يقدم تحديًا في جعلك تتجنب ارتكاب اي جريمة أمام العامة لانهم سيبلغون عنك الحراس وسيصرخون ويوجهون الأنظار نحوك، وهو ما سيطلب منك رشوة المنادي أو تقطيع البوسترات الموجودة عليها صورك، وهي أمور تحتاج إلى وقت وجهد لذا، نجح ذلك النظام في جعلي أفكر مليًا فيمن حولي من شهود وردعني عن القيام بالكثير من الأشياء السيئة.

• تصميم البيئات من اجمل ما تم تقديمه في تاريخ يوبي سوفت، الاهتمام بالحضارة العربية الإسلامية في القرن التاسع الميلادي كان اهتمامًا غير مسبوقًا، أشعر بالسعادة وأنا أكتب أن هذه اللعبة هي الأكثر اهتمامًا بالدقة التاريخية في تاريخ السلسلة، واحترمت الثقافة العربية بشكل غير مسبوق بدايةً من جعل الآذان موجود 5 مرات يوميًا (في وقت اللعبة) مرورًا بالكلمات العربية والأماكن الأيقونية في بغداد. تصميم بيئات الاغتيال أيضًا كان عظيمًا واحتوى على أكثر من طريق للدخول والخروج.

• مهمات الاغتيال من بين الأفضل في السلسلة، قدمت بيئة مفتوحة وخيارات متنوعة للتسلل، وخصوصًا مع فتح كامل أدوات باسم تكون اللعبة قد وصلت إلى مستويات عظيمة تفوقت على يونيتي في بعض المهمات وذكرتني بلعبة Hitman الأخيرة، ولكن للأسف يفسد هذه المتعة الكبيرة جدًا الذكاء الاصطناعي المتواضع (المزيد حول ذلك في العيوب)

• أداء إياد نصار أداء عظيم غير مسبوق تعجز الكلمات عن وصفه. أخيرًا أصبح لدينا نجم عربي نستطيع أن نقول أنه مؤدي صوتي من الطراز الرفيع. نسخة باسم العربية هي من بين الأفضل في السلسلة بفضل صوت إياد نصار. هذا شيء لم أكن أتوقعه ولم أكن أظن أنه قادر على التغلب على نظيره الإنجليزي ولكنه نجح في ذلك. لعبت أول 3 ساعات باللغة الإنجليزية ولم أشعر بنصف الاندماج بالأحداث ومع باسم مثلما شعرت مع إياد نصار وأداؤه. الآن لن استطيع أبدًا فصلهم عن بعضهم، وسيبقى إياد نصار في عقلي الباطن هو باسم بن إسحاق.

• محتوى قصص بغداد الجانبي كان عظيمًا، قدم قصص فرعية من قلب الحضارة العربية الإسلامية تجعلك تنغمس في العالم وتشعر بحيويته وواقعيته. هناك أحد القصص التي مرت علي تحكي عن أب يريد مصالحه ابنه قبل أن يموت، ويريد في الوقت نفسه إيصال عمل حياته لدار الحكمة في بغداد ليستفيدوا منه ولا يضيع هباءًا، ولكنه بذلك يخسر علاقته مع ابنه الذي لم يعجبه أن والده فكر في عمله حتى وقت وفاته. قصص كثيرة لمستني وأثرت في بشكل لم أكن أتصوره على عكس القصص الجانبية في فالهالا مثلًا والتي كان معظمها يحاول تقديم كوميديا ركيكة.

• واجهة المستخدم والقوائم تحسنت وأصبحت أفضل من أي وقت مضى. لعبة ميراج ليست لعبة تقمص أو RPG لذا لن تقضي الكثير من الوقت بالقوائم، ولكن أشياء مثل التبديل بين الأسلحة وتحسينها وحتى ترقية المهارات والأدوات سلسة ولن تحتاج معها للدخول لقوائم عدة.

• الموسيقى التصويرية والتجربة السمعية من أجمل ما يكون. حاول المطورون وضع اللاعب في تجربة البيئة التي تجري بها الأحداث وقد نجحت في ذلك. لن استطع وصفها، فقط أذهب واستمع إليها.
• الأدوات التي ستخدمها باسم متنوعة، وقد تم استعراضها في عرض مطول صدر منذ أيام، يمكن الإطلاع عليه من هنا. الأدوات تتضمن أفخاخ وسكاكين رمي، ومُحدث للضجيج يجمع الأعداء حوله يمكن تحويله لقنبلة، وقنبلة سامة ونافخ الإبر المنومة.

• شجرة المهارات بسيطة للغاية، ولكنها مؤثرة وتحوي في طياتها مهارات تجعلك تشعر وأن باسم يتطور ويتحسن ويكتسب لقبه “الأساسن الخبير” التقدم في اللعبة وحصول على نقاط مهارات أكثر كان من أمتع لحظاتي لأنني كنت أعلم أنني على وشك فتح مهارة جديدة ستؤثر على لعبي. شجرة المهارات هنا أيضًا قابلة للفتح كاملةً في تجربة لعب واحدة من البداية للنهاية، على عكس ثلاثية الـRPG التي قدمت شجرة مهارات متفرعة تجعلك تختار لتخصص شخصيتك لكي يكون واحد من 3 أنواع أساسن.

• إمكانية ترقية الأدوات جعلت من كل أداة سلاحًا فتاكًا مع مرور الوقت، ففي البداية عند فتح أداة سكاكين الرمي تكون أداة ضعيفة بعض الشيء لكن مع الوقت يمكنك التحسين من أداءها عن طريق إضافة السم الذي يخرج منها لتغييب الأعداء عن وعييهم، أو زيادة الضرر الذي تُحدثه للأعداء إذا كانت إصابتهم في الرأس، وهو ما يجعلها أداة قاتلة من ضربة واحدة، أما الأفخاخ فيمكنك تسليحها وجعل مدى انفجارها أوسع، ومُحدث الصوت الذي يجذب الأعداء أيضًا يمكنك تحويله لمتفجرات.

• التركيز على التخفي وتصميم شخصية باسم لكي لا تكون المعارك المباشرة سهلة له، ولا تكون له الافضلية فيها يشجعك على التسلل واستعمال الأدوات لأقصى قدر ممكن. يمكننا القول أن اللعبة هي أكثر الأجزاء على الإطلاق دعمًا للتخفي عن طريق تقديم أدوات فعالة وقوية في إلهاء الأعداء وإفقادهم للوعي أو حتى قتلهم بشكل غير معلن.

خذها من شخص يكره الدبلجة عادةً، الأداءات الصوتية هنا عظيمة وخصوصًا إياد نصار

ما وجدته سلبيًا

• الذكاء الاصطناعي للأعداء لم يتحسن منذ الجزء الثاني! لايزال الأعداء قابلين للخداع بشكل مبالغ فيه لا يمت للواقعية بصلة. هذا العيب ليس عيبًا يُحسب لميراج وحدها لكنه يؤثر على التجربة بوضوح، لو كان الأعداء أصعب في التعامل معهم أثناء التخفي لتحسنت التجربة كثيرًا
• العقود والمهمات الفرعية قليلة ولم تكن بالتنوع الكافي، شعرت أنني أريد المزيد وأنهيت المهمات كلها قبل أن أشعر أنني قد استكفيت، كما أن نوعيات التي قُدمت كانت مكررة.
• الأداء التقني يعاني من مشاكل على PS5 خصوصًا في طور الـFidelity وهو الطور الذي من شأنه أن يقدم دقة عرض وتفاصيل رسومية أعلى، ولكني عانيت من مشاكل عده معه وبطئ في الاستجابة جعل اللعبة غير قابلة للعب سوى على طور الأداء، ولحسن الحظ لم يكن الفرق كبير بينهما على الصعيد البصري

• مشاكل في حركات الشفاه وحركات الوجوه، فأما حركات الوجوه فهي لاتزال خشبية مثل ثلاثية الـRPG السابقة، وافتقدت تمامًا صفة الواقعية التي تميزت بها معظم الأجزاء حتى Syndicate، وحركات الشفاه كانت تُعطل في بعض الأحيان وأسمع صوت إياد نصار في دور باسم دون أن تتحرك شفتاه البتة!

• ثقل نظام التحكم وأخطاء في الاستجابة في بعض الأوقات شعرت أن جهازي لا يستطيع تشغيل اللعبة على الرغم من أنني كنت ألعاب على منصة PS5، واللعبة لم تطور تقنيًا عن إصدارة Valhalla. في بعض الأحيان لم أكن أحصل على رد الفعل الذي كنت أريده من باسم فمثلًا كنت أريد القفز فيقوم هو بالنزول للأرض، أو العكس.
• غياب تام لقصة الوقت الحاضر بشكل مزعج وهو ما يعني أن ميراج مع كل ما قدمته في قصة باسم بن إسحاق لم تقدم أي شيء يجعلها لعبة مهمة في السلسلة. شعرت بسبب ذلك الشيء أن ميراج هي مجرد Fan Service تم تقديمه للمتابعين المخلصين للعبة ولكنه لم يكن شيئًا مُعد له مسبقًا.

هل أنصحك بشراء Assassin’s Creed Mirage؟

نـعــم.

تُباع Assassin’s Creed Mirage بسعر 50$ فقط أمام تجربة فريدة من نوعها تعيد للسلسلة جزء كبير جدًا من بريقها الذي فقدته وتشبه كثيرًا الأجزاء الأولى التي اهتمت بالقصة والشخصيات وصراع الخير والشر، وستضمن لك 35-40 ساعة إذا أردت إنهاء كل شيء فيها.

كلمة أخيرة

في النهاية، تشبه علاقتي بسلسلة Assassin’s Creed علاقة غريبة أشعر في غيابها أنني أكرهها، وبمجرد صدور جزء جديد أتسلل إلى جهاز ألعابي لأكون من أوائل من يجربوه أملًا في إصلاح ما انكسر بداخلي حول السلسلة، وإعادة إشعال الشغف الذي انطفأ جزئيًا نحو اسم السلسلة بمعناه الكامل، وأقول هنا “انطفأ جزئيًا “لأن اسوأ الأجزاء وأكثرها بعدًا عن جذور السلسلة – Odyssey- استطاع جعلي أدمنه وألعبه لمدة 250 ساعة كاملة، لكن مشكلتي مع اتجاه السلسلة هو سعي يوبي سوفت الدائم لتكبير العالم وزيادة التفاصيل بشكل أشبه بالحشو دون التركيز على شيء أساسي. يمكنني القول بأنه أرهقتني الرحلة وأتمنى أن نصل إلى شيء ذو قيمة بين الحين والآخر، وميراج بالنسبة لي هي ذلك الإصدار الذي “يعني شيئًا” ويشبع شهيتي بشكل شبه كامل حول كل ما أحبه في السلسلة. حقبة تاريخية مميزة، شخصيات جذابة، بطل ذو كاريزما يمتلك دوافع مُقنعة وأسلوب لعب ممتع يجعلني أحب الاغتيالات وأخطط لها بحرية كبيرة.

لكنها لا تأتي بلا عيوب، فميراج وقعت ضحية لمجموعة من العيوب الساذجة التي كان من شأن تفاديها جعل ميراج أفضل أجزاء السلسلة على الإطلاق منها غياب قصة الوقت الحاضر، واستمرار مستوى الذكاء الاصطناعي المتدني.