أخبار محلية

الحرب كسرت الحواجز وكشفت الحقائق.

[ad_1]

الحرب كسرت الحواجز وكشفت الحقائق.محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح.

كل يوم يمر من عمر هذه الحرب التى ابتلى الله بها أهل السودان تظهر فيه الحقائق وتنكشف فيه الوجوه وذلك لسببين:
الأول: تعرض الناس فيها لاختبارات لم تكن لتعرض عليهم لولا هذه الحرب.
ليس ذلك على الصعيد الفردي بل طالت هذه الاختبارات المؤسسات والهيئات.
الثاني: عامل الوقت فكم من الحقائق اختفت وانزوت لا بسبب إلا بسبب أن الوقت لم يكن كافيا لبروزها وظهورها فقطعا ستة شهور من عمر الحرب ليست كالشهر الواحد، والشهر الواحد ليس كالأسبوع، والأسبوع ليس كاليوم واليوم ليس كالساعة.
فكم تعرض الناس لاختبارات إزاء هذه الحرب.
بدءا من الجيش إلى كل فرد من أفراد هذا الشعب.
فالجيش الذي لا يقهر لم يعد ذلك الجيش.
والمؤسسات الاقتصادية التي تدعي التأمين لموظفيها وأثاثاتها لم تعد تلك المؤسسات.
والأفراد الذين يدعون حنينا وشوقا لبعضهم البعض لم يعودوا ذات الأفراد.
والمدن النائية التي لا يذكرها أحد لم تعد ذات المدن.
فكما أن الحرب أظهرت الأمراض فهي كذلك أظهرت صور التعافي والجمال.
فالأسر البسيطة التي لا اهتمام لها بديكورات البناء لم تعد كذلك.
والأفراد المنشغلون بأنفسهم لم يعودوا كذلك.
الحرب لم تأت بجديد إطلاقا.
كل ما فعلته هو أنها كشفت الغطاء لا أكثر.
لا تندهشوا من عبارات كانت تملأ الفم فصارت بلا معنى.
حينما نسمع عن رتب ونيشانات يعجز اللسان عن إبراز عظمتها صارت مع الحرب مجرد قطع مرصعة على الكتوف.
حينما نشاهد بيوت متراصة في الأحياء يتبادر إلى الذهن أنها بيوت تجتمع على السراء والضراء، فإذا مع الحرب كأنها لم تكن تسكن مع بعضها البعض.
وكم من جار كانت علاقته بجاره أكثر من سطحية، فإذا مع الحرب تحولت إلى علاقة أزلية.
لم تضف شيئا الحرب ولم تحذف شيئا.
كل ما فعلته هي أنها كشفت الحسن عن حسنه والسيء عن سوئه.
فإن مد الله في الآجال ووضعت الحرب أوزارها زيدوا من قوة من ظهر قويا، وعدلوا وغيروا من كان ضعيفا هزيلا معها.
خطاب العظمة والفخامة لا يجدي إن كان لا يحمل هذا الخطاب قيمة حقيقية من داخله.
لا بد من إعادة النظر في مناهج التعليم.
فالوطن لم نوجد فيه للسكن فقط، وإنما وجدنا فيه أيضا لنحميه.
فالمناهج التعليمية كما أنها حريصة على ترويض العقل وحمايته، فكذلك لا بد أن تحرص على تدريب النشء على حماية العرض والأرض والمال.
فإتقان مهارة الدفاع عن النفس لا ينبغي أن تقل إطلاقا في دور العلم عن مهارة إتقان حل المسائل الرياضية والفيزيائية والكيميائية.
الحرب لن تغير عجزنا وإنما ستكشفه.
التغيير يأتي بعد الحرب نسأل الله أن يبعد شبحها ويعود الناس إلى تعمير جيشهم وبيوتهم وقبل نذلك تعمير نفوسهم.
إنه ولي ذلك والقادر عليه


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى