موسكو تُسقط 8 مسيرات أوكرانية غرب روسيا
[ad_1]
تحذيرات من اندلاع حرب روسية – أميركية إذا تركت واشنطن أوكرانيا تخسر
تتواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا بلا نهاية واضحة تَلوح في الأفق، وصارت بمثابة نزاع بين القوى الكبرى: معسكر غربيّ داعم لأوكرانيا، وآخر مؤيد لروسيا.
تحدثت كاي بيلي هوتشيسون، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عن أن حدوث اشتباك بين الولايات المتحدة وروسيا يصبح أكثر احتمالية في حال تخلت الولايات المتحدة عن أوكرانيا. وقالت العضوة الجمهورية بمجلس الشيوخ لثلاث فترات عن ولاية تكساس، الأربعاء: «إذا دخلتَ في دولة تابعة للناتو، فسوف تُحدث حرباً». وتزداد مقاومة تسليح أوكرانيا بين الجمهوريين.
ووصفت هاتشيسون، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، اللذان ظهرا في جامعة تكساس التي تخرجت فيها السفيرة السابقة، مساعدة أوكرانيا بأنها أمر حتمي. وقال بلينكن في أوستن خلال حوارهما الذي استمر 50 دقيقة: «أحد الأشياء التي نعتقد أن الرئيس (فلاديمير) بوتين يؤمن بها هو أنه يمكنه أن يصمد أمامنا. وأن بإمكانه أن يصمد أمام الأوكرانيين. وأن بإمكانه أن يصمد أمام الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا. ومن المهم جداً أن نحرره من هذه الفكرة».
وقال الباحث البريطاني كون كوفلن، محلل شؤون الدفاع لدى صحيفة «ديلي تليغراف»، في تقرير نشره معهد «جيتستون» الأميركي، إن هجوم أوكرانيا المضاد لتحرير الأراضي التي احتلتها روسيا قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، لكن الهدف الأساسي المتمثل في إلحاق هزيمة ساحقة بموسكو لا يزال ضرورياً إذا كانت هناك رغبة في ردع الأنظمة الاستبدادية الأخرى، مثل الصين، عن الشروع في أي أعمال عدائية مستقبلاً.
ويضيف كوفلن، كما جاء في تحقيق نشرته الوكالة الألمانية، أنه منذ أن أطلق الأوكرانيون هجومهم المضاد في الصيف، أحرزت قواتهم تقدماً بطيئاً، لكنه ثابت، في استعادة الأراضي التي احتلها الروس بعد أن شن الرئيس فلاديمير بوتين غزوه غير المبرر العام الماضي. وخلص التقييم العسكري الأحدث للمسؤولين الأميركيين إلى أن الهجوم الأوكراني، لا سيما في جنوب البلاد، قد اكتسب زخماً كافياً لاختراق ما يسمى «خط سوروفيكين»، وهو شبكة معقّدة من المواقع الدفاعية التي سُميت على اسم الجنرال الروسي الذي ابتكره.
ويرى كوفلن أن كييف بحاجة ماسّة لاختراق «خط سوروفيكين»، على الأقل، للوصول إلى هدفها الرئيسي وهو مدينة ميكولايف الساحلية، وبالتالي قطع الجسر البري الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم المحتلة.
ومع ذلك، أثار معدل التقدم البطيء الذي تحققه قوات أوكرانيا على أرض المعركة مخاوف بشأن توقعات كييف هدفها الاستراتيجي طويل المدى، المتمثل في طرد القوات الروسية من جميع أنحاء البلاد.
كما دفع المعدل البطيء للتقدم الساسة على ضفتي الأطلسي إلى التساؤل عمّا إذا كان من المجدي مواصلة دعم المجهود العسكري لأوكرانيا، أو بدلاً من ذلك التركيز على التفاوض من أجل تسوية سلمية بين طرفي الحرب؟
وفي هذا السياق، حظيت التعليقات الأخيرة التي أدلى بها فيجك راماسوامي، الذي يطمح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 2024، بقلق كبير في كييف.
وجذب راماسوامي، وهو رجل أعمال، 38 عاماً، ووافد جديد نسبياً إلى المسرح السياسي، الكثير من الاهتمام بسبب نهجه الجديد، حيث يدعو أوكرانيا إلى التنازل عن الأراضي لروسيا كجزء من حزمة سلام من شأنها أيضاً أن تُلزم موسكو بإنهاء تحالفها العسكري مع بكين.
وحجة راماسوامي الأساسية، التي تجذب الدعم في بعض الدوائر الجمهورية، هي أنه من خلال دعم المجهود الحربي الأوكراني، تخاطر الولايات المتحدة وحلفاؤها بإجبار موسكو على الانحياز بشكل أوثق إلى بكين، وبالتالي خلق تكتل قوي في مواجهة الغرب.
وتبنّى نفس وجهة النظر مذيع شبكة «فوكس نيوز» السابق تاكر كارلسون، الذي حذّر من أن حرب أوكرانيا «تدفع الروس إلى أحضان الصينيين». وكان حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وهو منافس بارز يسعى إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، قد خرج عن الصفوف في وقت سابق هذا العام وقال إن حماية أوكرانيا ليست مصلحة أميركية حيوية.
وكما ذكر جاستن لوغان، مدير دراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد «كاتو للأبحاث»، مؤخراً، تخاطر الآراء التي يتبناها راماسوامي وغيره من الجمهوريين البارزين باجتذاب الأميركيين العاديين الذين سئموا تمويل الحرب.
ورغم أن هذه الحجج أثارت بشكل مفهوم، قلق كييف، حيث يدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى تعزيز دعمه للجيش الأوكراني، وليس تقليصه، فشلت أيضاً في الاعتراف بالأهمية الحيوية لإلحاق الهزيمة بروسيا من أجل مستقبل أمن الغرب.
ويرى كوفلن أنه لولا استسلام الولايات المتحدة لأفغانستان في أغسطس (آب) من عام 2021، لما غَزَت روسيا أوكرانيا أبداً: فلم يبدأ بوتين في إرسال قوات إلى الحدود الأوكرانية ببطء إلا بعد بضعة أسابيع في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت الصين إرسال السفن والطائرات المقاتلة صوب تايوان، بالطريقة نفسها المتصاعدة ببطء، «لتطبيع» تحركات القوات وتجنب إثارة القلق. ولا تستطيع الولايات المتحدة ببساطة تحمل هزيمة أخرى، وهذه المرة في أوكرانيا. وسينظر المجتمع الدولي إلى استسلام أي أرض أوكرانية في «صفقة» ما لإنهاء الحرب، على أنه انتصار لبوتين وعملية هروب أميركية أخرى عاجزة.
وحتى الآن، ووفقاً لأحدث التقييمات الاستخباراتية الغربية، فإن الدعم الغربي لحملة أوكرانيا العسكرية قد أدى إلى خسارة موسكو ما يقرب من نصف قدرتها القتالية الإجمالية في الصراع. وكلما طال أمد الحرب، أصبحت قوة روسيا العسكرية التقليدية أكثر تدهوراً، مما يحدّ من قدرتها على شن تهديد عسكري كبير للغرب. وستظل روسيا تحتفظ بأكبر ترسانة نووية في العالم، لكن قدرتها على تهديد جيرانها بالوسائل التقليدية ستكون مقيدة بشدة. وعلاوة على ذلك، فإن فكرة أن الدعم الغربي لأوكرانيا سيجبر موسكو على إقامة علاقات أوثق مع الصين، مبالَغٌ فيها أيضاً. وربما يكون الرئيس الصيني شي جينبينغ قدّم دعمه الضمني لغزو بوتين لأوكرانيا العام الماضي، لكنّ بكين ترى أن موسكو، إلى حد كبير هي العلاقة السيئة، في تحالفهما، وترى أن روسيا ليست أكثر من محطة وقود تُستخدم لتغذية الاقتصاد الصيني.
ويقول كوفلن إنه إذا كانت روسيا تعتقد بشكل جدّي أن مصالحها ستتلقى خدمة أفضل من خلال تطوير علاقات وثيقة مع الصين، فعليها أن تعيد التفكير.
وهناك عامل مهم آخر يجب أن يؤخذ في الاعتبار، وهو تأثير هزيمة روسيا في أوكرانيا على الأنظمة الاستبدادية الأخرى، مثل الصين، التي تغريها احتمالات استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافها القومية.
وإذا نجح بوتين في الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية بقوة السلاح، ستخلص الصين إلى أنها تستطيع استخدام تكتيكات مماثلة لتحقيق أهدافها الخاصة، مثل شن غزو على تايوان. ولكن إذا هُزم بوتين، فسوف يكون لزاماً على حكام الصين الشيوعيين أن يعيدوا التفكير قبل شن هجوم عسكري غير مبرَّر.
ولا يزال هناك عامل آخر يهدد بتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا، وهو عدم موثوقية نهج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الصراع. فمن ناحية، لا يزال البيت الأبيض ملتزماً دعم القضية الأوكرانية، ومن ناحية أخرى، يبدو أن الإدارة مرتبكة بشأن تحديد أهدافها النهائية في الصراع. وكما قال الجنرال الأميركي المتقاعد جاك كين، مؤخراً في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، يشير سجل إدارة بايدن الحالي إلى أنها لا تزال تفتقر إلى هدف استراتيجي في الصراع.
واختتم كوفلن تحليله بالقول إنه إذا كان هذا هو الحال، فمن أجل صالح الأمن في الغرب تحتاج الإدارة إلى الاتفاق على نهاية اللعبة للصراع الأوكراني، حيث تصبح هزيمة روسيا المهينة على أيدي القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب الهدف الرئيسي.
Source link