أخبار محلية

إدراك الحقيقة بمعرفة الأحداث لا بمعرفة الأخبار.

[ad_1]

محجوب مدني محجوب يكتب
إن أريد إلا الإصلاح:

الأخبار لم تعد تنقل ما يحدث على أرض الواقع، وإنما تنقل الأمنيات.
الأخبار تنقل أمنيات انحسار الحرب وأمنيات القضاء على العدو.
أما الأحداث فهي التي تنقل الحقيقة عارية بلا زيف أو نكران.
فالخبر يقول:
بأن الخرطوم صارت آمنة ولا يوجد أي عائق لكل من يريد أن يرجع إلى دياره.
أما الحدث فيقول أن الفريق البرهان وطاقم عمله يباشرون أعمالهم من بورتسودان.
فإن كانت هذه الخرطوم آمنة كما يقول الخبر، فأولى بها البرهان وحكومته.
هذه الخرطوم التي يمارس فيها الفريق البرهان مهامه من خارجها كما يقول الحدث لا يمكن بحال من الأحوال أن يهرول إليها المواطن المغلوب على أمره إليها باحثا عن رزقه ومصالحه.
إن كانت ثمة أمان بحق بالعاصمة، فالأمر الطبيعي هو أن ينزل إليها البرهان عبر مطار الخرطوم مفتتحا عودة الأمور إلى نصابها، فحينئذ سيعود المواطن التي تعطلت مصالحه إلى الخرطوم حتى دون أن يذكر له ذلك، فهذا المواطن أحرص على بيته ومتجره وعمله وتعليمه من أي أحد.
تابعوا الحقائق من خلال رصد الأحداث لا من خلال رصد الأخبار.
الأخبار يشكلها أصحابها كما يريدون بعكس الأحداث فهي محايدة تنقل الواقع فقط إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
الخبر ينقل بأن البيوت صارت فارغة من أي فرد من أفراد الدعم السريع، وكل من يريد أن يذهب لبيته فليذهب إليه في حين تظهر الأحداث على نهب البيوت بل تطور النهب مؤخرا حيث يقوم أفراد الدعم السريع ببيع البيت مقفلا للصوص.
الخبر ينقل بأن الدعم السريع أصبح شيئا من الماضي في حين تتردد الوساطات لجلوس الطرفين للتفاوض.
فإن كان الدعم السريع انتهى كما تقول الأخبار أي طرف هذا الذي سيجلس معه الفريق البرهان؟!
إن كان الفريق البرهان يبحث عن المصداقية، فليطابق كلامه فعله لا يمكن أن يقول غربا وفعله يتجه شرقا.
الأخبار ما هي إلا تخدير.
أو على أقل تقدير تعمل على التهويل، فقد يحدث انسحاب لقوات الدعم السريع في مناطق من الخرطوم أما خلو العاصمة من هذه القوات للدرجة التي تسمح للمواطنين بالعودة.
فنوع هذه الأخبار تنفيها الأحداث التي تتوالى كل يوم.
الأحداث تثبت بأن قوات الدعم السريع ما زالت تسيطر على أجزاء من الخرطوم.
فإثبات أنها لم تعد موجودة لا يتم عبر نشر الأخبار، وإنما يتم عبر صنع الأحداث كأن يمارس أعضاء حكومة الفرقان عملهم من الخرطوم.
أو فتح أبواب الميناء البري.
أو فتح أبواب الجامعات.
أو فتح مطار الخرطوم.
فالأحداث هي من تعيد الحياة للخرطوم.
أما الأخبار التي تنشر بأن الخرطوم صارت آمنة هذه الأخبار ستظل مجرد استهلاك وتأزيم وتطويل للأزمة.
قد يكون الغرض منها دعم الجيش.
إلا أن دعم الجيش الحقيقي يكون بصنع الأحداث لا بنشر الأخبار.
قدر الجيش أنه لا مقارنة بينه وبين الدعم السريع، وذلك من عدة نقاط.
* الجيش هو المسؤول المباشر عن حفظ الأرواح والممتلكات لا الدعم السريع.
إذ أن الدعم السريع يكفيه أن يفرض نفسه عبر زعزعة الأوضاع الأمنية.
* الجيش هو الذي يجب عليه أن يربط كل أخباره بالأحداث أما الدعم السريع فلا يهمه إن كان الخبر حقيقة أو شائعة المهم عنده ألا يغيب عن المشهد بأي شكل.
* تعطل الحياة عامة من أمن وتعليم وصحة وخدمات خصما على الجيش أما الدعم السريع فأي تعطيل لهذه الأمور الحيوية مكسب له إذ يعني ذلك أنه ما زال موجودا وما زال مؤثرا.
* أن يتقسم السودان إلى دويلات في صالح الدعم السريع، فمن لا يملك شيئا ووجد أنه يملك ولو شيئا يسيرا قطعا هذا يمثل مكسبا بالنسبة له.
* تطويل الحرب ومجرد أن الجيش مازال يحكي عنها في صالح الدعم السريع إذ يعني ذلك أن الدعم السريع ما زال موجودا.
* الشعب يضع آماله في الجيش، فلا يقبل منه فقط أن يزعزع الدعم السريع.
لا يقبل منه فقط أن يجعل الدعم السريع بلا قائد.
لا يقبل منه فقط أن يمثل السودان في المحافل الدولية.
ما يطلبه الشعب من الجيش أن يعيد إليه الخرطوم آمنة.
أن يجعل السودان مثله مثل أي دولة بلا نزوح وبلا هجرة.
نعم قد يصبر على ذلك ولو امتد الأمر لسنين.
لكن استحالة أن يجعل هذا الشعب تقييمه للجيش هو ذاته تقييمه للدعم السريع.
استحالة أن يجعل هذا الشعب مسؤولية الجيش هي ذاتها مسؤولية الدعم السريع وذلك لسببين:
الأول: أن هذا الشعب السوداني لا يعرف الدعم السريع إذ وجد نفسه فجأة أمام قائد يدعى محمد حمدان دقلو.
الثاني: الأمن وعودة الأمور إلى نصابها مسؤولية الجيش لا تشاركه أي جهة في هذه المسؤولية، فنجاحها بنجاحه وفشلها بفشله.
فلا يعقد الشعب أدنى مقارنة بين الجيش والدعم السريع.
فإن قام الدعم السريع بانتهاك الحرمات، فلا يقابل الشعب ذلك بأن الجيش لم ينتهك الحرمات بل يقابله بأن يحفظ الجيش الحرمات.
فإن تحدث الجيش باسم السودان لا يقابل الشعب ذلك بأن الدعم السريع لم يمثل السودان، وإنما يقابله بماذا استفاد السودان من تمثيل الجيش له.
فإن كون الجيش حكومة في بورتسودان لا يقابل ذلك بأن الدعم السريع لا حكومة له، وإنما يقابله بأن يطالب الجيش بأن يعمل حكومته في الخرطوم.
إن وصف العالم الدعم السريع بأنه قوات إرهابية وبأنه مليشيا.
لا يقابل الشعب ذلك بأن الجيش لم يوصف بذلك، وإنما يقابله بأن الجيش هو القوة الوحيدة في السودان.
بأن الجيش هو الذي يثبت أركان الدولة.
فأي مقارنة بين الجيش والدعم السريع هي تقليل للجيش.
أي مقارنة بينهما تعني وضع الدعم السريع والجيش في منزلة واحدة.
ومن يفعل ذلك هو الذي يريد أن يهزم الجيش بحق.
هو الذي يريد أن ينهي الجيش بحق.


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى