لماذا ضاع الحنين ياولدى !!
[ad_1]
كلام بفلوس
تاج السر محمد حامد
بعد إنتهاء المحادثة الهاتفية مع والديه .. وضع سماعة الهاتف وسبح فى ذكرياته .. لقد رأهم آخر مرة قبل خمس سنوات وأكثر .. ولم يعد يسمع سوى اصواتهم على الهاتف .. خمس سنوات منذ أن تزوج لديه الان طفل فى الثالثة وطفلة فى الثانية .. شعر بالخجل من نفسه .. والدته لم تر أحفادها استغرق أكثر فى ذاكرته وكأنه يكتشفها .. جاء إلى هذه البلد بحثا عن فرصة عمل كمئات الآلاف من أبناء بلده .
لم يكن من حملة المؤهلات العليا .. حصل على الثانوية ثم التحق بمعهد يؤهله لان يصبح (مدرسا) إنه لم يختر أى شئ .. فلم يتمتع بأى رغبة فى أى دراسة معينة ولم يكن يتمع بأى موهبة أو يظهر عليه أى ميول لمهمة او عمل معين .. كل ماهناك أنه يحب القراءة بشكل عام والاعمال الادبية بشكل خاص .. وكان حريصا جدا على متابعة الصحف والمجلات بأنواعها .. هكذا كان يشعر بالقراءة فى حياته .
رفع رأسه قليلا وعلت شفتية إبتسامة وهو يتذكر كيف استسلم للوظيفة ذات الراتب المحدود الذى ضاق به كثيرا .. وكان يريد زوجة وبيتا .. واحتياجاته اكبر من ان يلبيها هذا الراتب الضئيل .. اتجه للمطبخ ليعد لنفسه كوبا من الشاى .. ان هذه الأمسية الخلوية عادة احتفظ بها لنفسه بنمط اسبوعى حيث تذهب زوجته واطفاله الى الحديقة .. فأخذ شريط الذكريات يمر بخياله
كان يبكى فى عام غربته الاول وتذكر كيف صارع ليفوز بإجازته قبل جميع زملائه .. كان يقبل الأرض حين عاد بعد عامه الاول .. ثم أتى العام الثانى وبدأت حماسته تقل وشعر بفرحة نسبية حين عاد ورأى الاصدقاء كانت أمه هى محور اهتمامه وشوقه .. فى العام الثالث اجل سفره مرتين وتردد كثيرا فقد كانت لديه إرتباطات عمل وشعر وكأنه يؤدى واجبا .. اما عامه الرابع فقد استقرت نفسه مع زوجة ملائمة ولم يعد امر السفر يلح عليه .. ترى اين ذهب ذلك الحنين ؟ يقولون إذا أردت أن تقتل العاطفة فعليك بالزمن والمسافات .. إنه على يقين بأنه يحب أمه وأباه وأخوانه .. يذكر كل التضحيات لكنه لايدرى لماذا ضاع الحنين ! هل هو حالة فريدة لايدرى .. لكنه لم يعد يشعر برغبة فى العودة او حتى مناقشة الامر مع نفسه .. عجبى ثم عجبى .. والله المستعان .
[ad_2]
Source link