ألمانيا ستلجأ إلى «جميع جهات الاتصال» لمنع التصعيد في الشرق الأوسط
[ad_1]
زيلينسكي في مقر «الأطلسي» للمرة الأولى منذ الاجتياح الروسي
تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 200 مليون دولار، وذلك في بداية اجتماع مجموعة الاتصال حول الدفاع عن أوكرانيا، التي تترأسها أميركا، وتضم نحو 50 دولة من أنحاء العالم، وذلك في الوقت الذي يلتقي فيه وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمناقشة استمرار دعم أوكرانيا، في حضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي يقوم بأول زيارة له إلى مقر الحلف في بروكسل منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وأكدت الحكومة البلجيكية الأربعاء وصوله إلى بروكسل، في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً.
ومن الممكن أن تهمين التطورات في الشرق الأوسط على اجتماع بروكسل، الذي يستمر يومين، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل، كما سوف يناقش الوزراء تعزيز قدراته الدفاعية في دول الناتو القريبة من روسيا أو حليفتها بيلاروسيا.
وأشار أوستن إلى أن مهام المجموعة هي ضمان تلبية احتياجات أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة و«الاستمرار في تطوير القدرات القتالية لأوكرانيا لردع المخاطر المستقبلية».
استبعد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأربعاء أن يأتي قرار الولايات المتحدة بزيادة الدعم العسكري لإسرائيل على حساب أوكرانيا. وذكر بيستوريوس عقب اجتماع للجنة الدفاع بالبرلمان أن برلين ستبذل «قصارى جهدها لضمان عدم انهيار الدعم لأوكرانيا» في ضوء التصعيد الأخير للصراع في الشرق الأوسط.
وأعرب زيلينسكي عن خشيته من أن تؤدي الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس» إلى «حرف أنظار» المجتمع الدولي عن الغزو الروسي لبلاده، متّهماً موسكو بتوفير دعم للحركة الفلسطينية. وقال في مقابلة مع قناة «فرنس 2» الفرنسية: «نحن واثقون من أنّ روسيا توفّر دعماً، بطريقة أو بأخرى، للعمليات التي تقوم بها (حماس)». وأشار إلى أنّ أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لديها «معلومات» في هذا الشأن، مضيفاً «الأزمة الراهنة… تظهر أنّ روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الاستقرار في كلّ أنحاء العالم». وأبدى الرئيس الأوكراني خشيته «من أن يتمّ حرف أنظار الاهتمام الدولي عن أوكرانيا، وستكون لذلك تداعيات». وأضاف «لا أريد أن أجري مقارنة. في بلدنا هناك حرب مروعة تجري. في إسرائيل، فقد كثير من الأشخاص أقاربهم. هاتان المأساتان مختلفتان لكنهما هائلتان».
وردّاً على سؤال بشأن الشكوك حول استمرار الدعم العسكري الأميركي في ظل الخلافات الداخلية في واشنطن بين الديمقراطيين والجمهوريين، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن «يتواصل» الدعم الكبير الذي تقدّمه واشنطن. وشدّد على أنّ «مصير أوكرانيا يرتبط بوحدة بقية دول العالم. الوحدة العالمية ترتبط بشكل كبير بوحدة الولايات المتّحدة». وأكد زيلينسكي أن قواته تواصل التقدم في الهجوم المضادّ الذي بدأته في يونيو (حزيران) رغم البطء في ذلك.
وأضاف «نواصل التقدم شيئاً فشيئاً… المبادرة هي لصالحنا في الوقت الراهن»، مشدّداً على أنّ الهجوم «صعب جداً» في ظلّ تشابك خطوط الدفاع الروسية وحقول الألغام ومعوقات أخرى.
وطالب زيلينسكي بالحصول على مزيد من الدعم قبل فصل الشتاء المقبل. وقال زيلينسكي إنه يريد مناقشة أولويات بلاده في بروكسل، حيث إن أوكرانيا في حاجة لمزيد من الأسلحة مثل الصواريخ طويلة المدى في نقاط جغرافية محددة للغاية على أراضينا، من أجل أن تصمد البلاد خلال الشتاء المقبل. وأضاف زيلينسكي أثناء حديثه وبجانبه ستولتنبرغ أن هذا أمر ضروري لحماية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا والأرواح وصادرات الغذاء.
وقال ستولتنبرغ: «ما نراه الآن هو أن الرئيس بوتين يستعد مجدداً لاستخدام الشتاء كسلاح حرب، مما يعني مهاجمة نظام الطاقة والبنية التحتية للغاز. علينا أن نمنع حدوث ذلك».
وقال أوستن إن حزمة المساعدات الجديدة بقيمة 200 مليون دولار، ترفع قيمة المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف إلى 43.9 مليار دولار، وتتضمن ذخيرة من أجل الدفاع الجوي والمدفعية وذخيرة صواريخ وأسلحة مضادة للدبابات ومعدات لمواجهة طائرات الدرون الروسية. وأضاف أوستن «بلا شك، سوف تقف الولايات المتحدة مع أوكرانيا مهما طال الوقت»، وذلك بعدما أثار تصاعد التوتر بين «حماس» وإسرائيل، بالإضافة إلى الغموض السياسي المحلي في واشنطن، مخاوف بشأن مستقبل المساعدات العسكرية الأميركية.
وقالت وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونجرن إنه من «المهم» إعادة التأكيد على الدعم لأوكرانيا. وقال وزير الدفاع الدنماركي ياكوب إيلمان ينسن إن بلاده يمكن أن ترسل طائرات «إف 16» لأوكرانيا مطلع العام المقبل.
وبدورها أعلنت بريطانيا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بقيمة أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني (123 مليون دولار). وسوف تساعد الحزمة كييف في تطهير حقول الألغام وإجراء صيانة للمركبات، وتعزيز التحصينات لحماية البنية التحتية. وأضاف وزير الدفاع الكندي بيل بلير أن كندا سوف تقدم معدات من أجل فصل الشتاء وذخيرة إضافية. قالت وزيرة الدفاع البلجيكية، لوديفين ديدوندر، إن بلجيكا تعتزم إرسال طائرات مقاتلة من طراز «إف 16» إلى أوكرانيا، على غرار هولندا والدنمارك والنرويج. وأضافت ديدوندر أن بلجيكا تعتزم إرسال الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا اعتبارا من عام 2025 فصاعدا، عندما تتلقى بلجيكا الطائرات الأحدث من طراز «إف 35».
ولم تذكر الوزيرة عدد الطائرات التي تعتزم بلجيكا تزويد أوكرانيا بها. وقبل إعلان بلجيكا إرسال مقاتلات من طراز «إف 16» إلى أوكرانيا، تعهد حلفاء أوكرانيا حتى الآن بتوفير أكثر من 50 طائرة لمساعدة أوكرانيا في دفاعها ضد روسيا. ولكن لم يتضح بعد متى سيتم تسليم الدفعة الأولى من الطائرات. وتهدف المقاتلات الحديثة إلى مساعدة القوات المسلحة الأوكرانية على استعادة السيادة على المجال الجوي لأوكرانيا.
يشار إلى أن كثيرا من الدول توفر أيضا تدريبات للطيارين الأوكرانيين على الطائرات.
وأعلن الجيش الأوكراني ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، إلى نحو 283 ألفا و900 جندي، من بينهم 820 جندياً لقوا حتفهم الثلاثاء فقط.
جاء ذلك وفقا لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم» الأربعاء، إلا أنه من الصعب التأكد منها بشكل مستقل.
ومن جانب آخر أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الأربعاء، بأن الجيش الروسي يواجه أزمة في الصحة النفسية. وكان خبراء علم نفس روس حددوا في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2022، أن هناك ما يقرب من 100 ألف عسكري يعانون من اضطراب وتوتر ما بعد الصدمة. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، أنه يكاد يكون من المؤكد أن هذا العدد صار الآن أعلى، بسبب فشل الجيش الروسي في توفير القدر الكافي من التناوب والتعافي من ساحة المعركة. وسلط كثير من القادة الضوء على هذه المشكلة، من بينهم إيفان بوبوف، الميجور جنرال السابق في جيش الأسلحة المشتركة رقم 58، الذي تم إعفاؤه من القيادة في يوليو (تموز) من عام 2023، بحسب ما ورد في التقييم.
وأفاد التقييم بأن هناك مؤشرات إضافية تشير إلى أن الأطباء في روسيا يقومون بإرسال أفراد غير لائقين إلى الجبهة للمشاركة في أعمال القتال. وصارت أعداد مطالبات الدعاوى ضد اللجان الطبية العسكرية الروسية، أكبر في عام 2023 بالمقارنة مع ما كانت عليه في عام 2022، مع رفض كثير من القضايا أو التخلي عن المطالبات. ويستمر مدى فاعلية القتال الروسي في العمل دون المستوى الأمثل، في ظل عدم الاهتمام بالصحة النفسية واللياقة البدنية الخاصة بالجنود من أجل إشراكهم في أعمال القتال، وفق ما ورد في التقييم.
Source link