ألعاب

ديزني تبدأ رحلتها نحو ابتلاع صناعة الألعاب

[ad_1]

صُعق الجميع بتقرير Bloomberg الذي يشير لتعرض ديزني لضغوط داخلية لتعود بكامل قوتها لصناعة الألعاب عبر للاستحواذ على ناشر ضخم وبالتحديد EA، خصوصاً أن الشائعات السابقة تؤكد أنها ترغب بشدة أن تكون جزءً من كيان ضخم تحتمي تحت ظله، فقد تواصلت مع كل من ديزني وآبل وأمازون و NBCUniversal، ولكن محاولاتها لم تقدها سوى نحو طريق مسدود.

تريد ديزني بهذا الاستحواذ أن تعود لتطوير ونشر الألعاب بنفسها بعد سبع سنوات من إغلاق استوديوهات Disney Interactive Studios التي أسستها منذ 35 عاماً، بدلاً من الاكتفاء بترخيص ملكياتها الفكرية بما يشمل عناوين Marvel و Star Wars التابعتين لها لناشرين أمثال Capcom و Square Enix و Sony و EA.

بما أن EA تمتلك حقوق تطوير ونشر عناوين Star Wars و Iron Man و Blackpanther، في الوقت الذي لم تحقق فيه ألعاب Marvel’s Avengers و Guardians of the Galaxy توقعات Square Enix، فإن EA تمثل صفقة القرن بالنسبة لديزني وهدية قيمة بمناسبة عيد ميلادها المائة. لكن نظراً لسمعتها السيئة في غلق المشاريع وإدراتها التدخلية بشكل كبير، تُعد صفقة EA قنبلة موقوتة تنذر بخطر محدق يهدد صناعة الألعاب.

تاريخ ديزني يشهد بأن EA لن تعمر معها لبضعة أعوام!

الحقيقة أن ديزني لم يحالفها الحظ مع صناعة الألعاب، فلم تحقق ألعابها نجاحاً كبيراً يجعلها من عمالقة الصناعة طوال تاريخها الذي استمر لما يزيد عن 28 عاماً مع تطوير ونشر الألعاب. بدأت الشركة بتطوير الألعاب عندما قامت بتأسيس استوديوهات Disney Interactive Studios في عام 1988، وأصدرت عناوين معروفة مثل علاء الدين و DuckTales و The Lion King.

ديزني
Kingdom Hearts III

بدأ دور استوديوهات Disney Interactive Studios في التراجع مع انتشار سلسلة تقمص الأدوار Kingdom Hearts بالتعاون مع Square Enix المطورة لها، وبعد عام من إصدار الجزء الثالث من سلسلة Disney Infinity، أعلنت الشركة عن إغلاق استوديوهاتها في عام 2016، وبذلك تخلت تماماً عن تطوير ونشر الألعاب، واكتفت بمجرد ترخيص عناوينها لغيرها من الناشرين.

لم تكن هذه وصمة العار الوحيدة لديزني، فقد أعلنت في عام 2013 عن إغلاق استوديوهات LucasArts للسينما والألعاب بعد الاستحواذ عليها بعام واحد فقط، وحولتها للأخذ بسياسة الترخيص كما ستفعل مجدداً بعد ثلاثة أعوام. لذا، قد تواجه EA نفس المصير خلال سنوات قليلة، فقد نرى عناوين مثل Need For Speed و Battlefield مع ناشرين آخرين غير EA مثل Sony وحينئذ قد تحصرها لمنصات البلايستيشن!

اقرأ أيضاً: لماذا تحتل ألعاب Need For Speed مكانة خاصة في قلوب اللاعبين؟

رقابة ديزني الصارمة تحد من الحرية الإبداعية لاستوديوهات التطوير

لدى ديزني سمعة سيئة بشأن رقابتها الصارمة على ملكياتها الفكرية، ولن يتغير الأمر إذا ما تم الاستحواذ على EA، وعندها يمكننا الجزم بأن أسلوبها سيخنق الحرية الإبداعية لاستوديوهات EA البارعة والمعروفة باستكشاف الأفكار المتنوعة أمثال Respawn و Criterion و Motive، وبالتالي ستصدر ألعاب تقليدية تفتقر للإبداع تنفيذاً لأوامر كيان عملاق استبدادي لا يهمه سوى تحقيق الإيرادات.

ديزني

قد تشهد استوديوهات EA قيوداً غير مسبوقة على الحرية الإبداعية، ونظراً لأنها تمتلك عدداً كبيراً من العناوين الكبرى، فمن غير المُستبعد أن تكون الكثير من هذه العناوين حصرية لمنصات معينة كما يحدث حالياً مع Spider-Man رغم أن Sony لا تمتلك سوى حقوق الفيلم. أيضاً، قد تخضع عناوين EA لتعديلات جذرية لتتسق مع سياسات ديزني، بل قد توجه جهود الاستوديوهات نحو عناوين محددة خاصة بعالم Star Wars و Marvel و Pixar.

اقرأ أيضاً: لمسة ميدوسا: إكس بوكس رفضت تطوير ألعاب Spider-Man وسوني صنعت منها كنزًا

ديزني ترى EA مجرد خزانة ضخمة مليئة بالمال!

لا يمكن تجاهل الجدوى المالية وراء صفقة ضخمة مثل EA، فرغم القيمة السوقية الهائلة لديزني التي تجاوز 155.5 مليار دولار، إلا أنها لن تجد أمامها استثماراً أفضل من EA، فرغم أنها تواجه بعض المصاعب، إلا أنها أحد أكثر الناشرين والمطورين المستقلين نجاحاً في العالم، باستوديوهات تطوير موهوبة، وقاعدة جماهيرية عملاقة تجاوز 600 مليون لاعب وقد تصل لمليار لاعب في غضون سنوات.

لكن مسألة الاستحواذ تثير تساؤلاً حول الحكمة من ورائه، خصوصاً أن ديزني تواجه مؤخراً بعض المشاكل المالية لدرجة أنها أعلنت عن إعادة تنظيم ثلاثة من قطاعاتها، وتسريح ما يصل إلى 7,000 موظف بما يوازي 3% من إجمالي عدد الموظفين، وتقليل التكاليف بمقدار 5.5 مليار دولار منها 3 مليارات من قسم الترفيه وحده. أيضاً، قيمة EA ليست هينة إطلاقاً، حيث تجاوز قيمتها 34.7 مليار دولار، أي تزيد عن 22% من قيمة ديزني بأكملها!

لنترك مسألة القيمة المالية جانباً، ولنتعرض لمخاوف الاحتكار، وهنا سنجد أن أمر الاستحواذ قد حُسم بلا شك. لن تواجه ديزني صعوبات تُذكر مقارنةً بتلك التي واجهت مايكروسوفت عند استحواذها على أكتيفيجن، نظراً لأن تأثير ديزني على صناعة الألعاب شبه منعدم أمام مايكروسوفت التي لا يفصلها عن إتمام صفقة القرن خاصتها سوى خطوات قليلة، وإذا تم الاستحواذ فعلاً، يمكننا الجزم بأن إتمام صفقة EA سيكون أسهل من “السكينة في الحلاوة” كما يُقال باللهجة المصرية.

قد لا يستفيد من صفقة EA سوى نخبة من الموظفين

لا أعتقد بوجود من يرغب بإتمام صفقة استحواذ ديزني على EA باستثناء المدراء التنفيذيين لكل من الشركتين أي مجموعة النخبة، فلن يستفيد منها أي طرف آخر بما فيهم ديزني نفسها على المدى البعيد. طوال تاريخها الذي يقارب الثلاثة عقود في صناعة الألعاب، لم تحقق ديزني نجاحاً يُذكر عندما قامت بتطوير ونشر الألعاب بنفسها، ولكن عندما اكتفت بترخيص عناوينها لناشرين آخرين.

Bob Iger, Disney’s CEO

المثير للاهتمام أن بعض التقارير الداخلية تشير لوجود نوع من الانقسام داخل مقاعد إدارة ديزني، فبينما يؤيد المدراء التنفيذيون لديزني هذه الصفقة، يفكر الرئيس التنفيذي Bob Iger ملياً في الأمر، فقد عاصر العديد من صفقات ديزني الضخمة مثل Pixar و Marvel و LucasFilm، ويعلم جيداً بمخاطر اقتحامها لصناعة الألعاب بهذا الشكل رغم تجاربها الفاشلة، ولذلك يجب عليه أن يراجع أوراقه بحرص ويدرس الخيارات المتاحة أمامه بعناية.

في النهاية، قد يكون لاستحواذ ديزني على EA تأثيراً كارثياً على صناعة الألعاب، خصوصاً أن العملاق الأزرق ليست لديه خبرة كافية ليسيطر على شركة رائدة بصناعة الألعاب مثل EA، كما أن استفادة أي من الشركتين من هذه الصفقة أمر مشكوك فيه. ليس علينا الآن سوى الانتظار، فقد تكون هذه مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، خصوصاً أن EA تنكر أنها تريد أن يتم الاستحواذ عليها، وقد تكون أخباراً صحيحة، وحينئذ لن يسعنا سوى انتظار الخطوة القادمة.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى