بالمنازل أو عند الفرار من قصف الاحتلال.. شبح الموت يلاحق فلسطينيي غزة
[ad_1]
في اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية على غزة ردًا على عملية “طوفان الأقصى“، أعطى جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مليون مدني فلسطيني مهلة 24 ساعة لإخلاء شمال غزة.
ومع مرور الوقت على الإنذار النهائي، كان مئات الآلاف من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال يحتشدون بالقرب من الحدود الشمالية لغزة، بينما حلّقت الطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء المنطقة، وألقت القنابل على المنازل والمباني السكنية الشاهقة.
كما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية 3 قوافل للفلسطينيين في مواقع مختلفة ممّن كانوا يُحاولون الوصول إلى جنوبي غزة، ما أسفر عن استشهاد 70 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200.
من جهتها، ناشدت منظمات الإغاثة المجتمع الدولي وقف “جريمة الحرب” التي تتمثّل في النقل القسري لسكان غزة.
وبينما كان الفلسطيني ناجي جمال يشاهد أزقة مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة وهي خالية من الناس، تساءل عما إذا كان عليه الاستجابة للإنذار الإسرائيلي والقيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى جنوب غزة، أم ينبغي عليه البقاء في منزله ضمن المنطقة التي حدّدها جيش الاحتلال على أنّها منطقة مستهدفة.
وقال جمال، وهو عامل في عيادة صحية لوكالة أسوشييتد برس: “إنه سؤال وجودي لا إجابة له. لا يوجد ملاذ آمن، وما من مكان لا يتعرّض للقصف والحصار، ولا يوجد مكان للذهاب إليه”.
“الإخلاء أمر مستحيل”
وفي المستشفيات التي تعاني من نقص الموظفين وسوء الإمداد، قال الأطباء الفلسطينيون إنّه لا خيار أمامهم سوى البقاء.
وقال محمد أبو سليم مدير مستشفى الشفاء أكبر مستشفى في غزة، إنّه “لا توجد طريقة لإخلاء المستشفى”.
وعلى الرغم من أن المستشفى يُعاني نتيجة انخفاض ساعات التغذية الكهربائية في ظل الحصار الإسرائيلي مع اكتظاظ أسرته بالجرحى وامتلاء مشرحته بجثث الشهداء، قال أبو سليم إنّ قطاع غزة لا يحتوي على مكان آخر يُمكن نقل 600 مريض إليه، والعديد منهم في حالة خطيرة بسبب الهجمات.
وقال أبو سليم: “إنّ مطالبتنا بالإخلاء أمر سخيف، بل مستحيل”.
“لا أثق بجيش الاحتلال”
في المقابل، قرّر آخرون النزوح إلى جنوب القطاع، وتكدّسوا في سيارات أقاربهم وساروا في الشوارع التي سدّتها الأنقاض حتى مع وقوع القصف المدو من حولهم. وامتد صف مختلط من الجرارات وعربات الخيول والحمير لمسافة حوالي 30 كيلومترًا عبر القطاع. وبينما كانت الرحلة تستغرق عادة 45 دقيقة، تحوّلت إلى رحلة مروّعة ومميتة تستغرق ساعتين.
لكنّ طائرات الاحتلال أغارت على 3 قوافل للنازحين، وأوقعت مجزرة استشهد نتيجتها 70 فلسطينيًا وجُرح أكثر من 200.
وقال علي عبد الباري، وهو أحد سكان مدينة غزة يبلغ من العمر 37 عامًا، لوكالة أسوشييتد برس: “أنا لا أثق بالجيش الإسرائيلي. لكنني سأفعل دائمًا كل ما بوسعي للحفاظ على سلامة عائلتي”.
سُويت شقة عبد الباري الواقعة في الطرف الشمالي الغربي من مدينة غزة بالأرض في غارة جوية في وقت متأخر من يوم الخميس. ووصل إلى خان يونس بعد أمر الإخلاء، لكنه لم يتمكن من نقل جميع أفراد عائلته في السيارة. ووعد عمته وعمه بأنّه سيعود لنقلهما يوم السبت.
“صدمة النكبة تعود إلى الأذهان”
ورغم الخطر، رفض البعض مغادرة منازلهم. وبينما شاهدوا مرور القوافل، عادت إلى ذاكرتهم ذكرى النكبة عام 1948 عندما هُجّر الفلسطينيون من ديارهم ولم يتمكنوا من العودة إليها.
وقال الناشط ياسر حسونة من مدينة غزة: “هذه هي النكبة، كل صدماتنا تعود من جديد. لكن لن يستطيع الاحتلال إخافتنا”.
بينما لم يكن لدى آخرين الوسائل لحزم أمتعتهم والمغادرة.
فجمال، لم تكن لديه سيارة، وارتعد لمجرد فكرة أنّه سيضع ابنه الرضيع وأمه المريضة و30 آخرين من أفراد أسرته على عربة يجرها حصان وإرسالهم عبر منطقة حرب، فقرّر الاستسلام لما قدّره الله له.
وأضاف: “بهذه الطريقة سنكون معًا، ويمكننا قراءة القرآن والصلاة”.
“سنموت معًا”
ولم يعلم كثيرون بعمليات الإخلاء، نتيجة انهيار شبكات الهاتف المحمول والإنترنت في معظم أنحاء القطاع.
في قلب مدينة غزة التي كانت ذات يوم نابضة بالحياة ودمّرها القصف الإسرائيلي العنيف، لم يعرف المهندس صائب الجرز (27 عامًا) عن إنذار الإخلاء.
ولا يزال الجرز في حالة صدمة بعد إصابة والده في غارة جوية على برجهم السكني في وقت متأخر من يوم الخميس، حيث قُتل ثلاثة من جيرانه ودُمّر منزل عائلته.
وبعد معرفته بإنذار الإخلاء، كان يحاول معرفة الخطوات التالية مع 25 من أقاربه. وقال: “أريد أن أعيش، لكننا قد نبقى هنا، لأننا إذا متنا، سنموت معًا”.
Source link