أخبار العالم

الاحتلال يتورّط في تزوير بشأن مجزرة المعمداني.. “العربي” يكشف الفبركة

[ad_1]

لم يكتف جيش الاحتلال بأكاذيب ومزاعم كاذبة بشأن عدوانه على غزة، بل عمد إلى تزوير بشأن المجزرة التي ارتكبها في مستشفى المعمداني

ففي الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، وبعد أقلّ من يوم من قصف المستشفى، خرج المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بمنشور باللغة العربية، زعم أنّه يقطع الشكّ باليقين في مسؤولية المقاومة عن استهداف مستشفى المعمداني، وأرفقه بمقطع صوتيّ ادّعى أنّ فيه تسجيلاً لمكالمة هاتفية بين عضو سابق في حركة حماس وأحد سكان قطاع غزة.

وبحسب الحوار في المكالمة المزعومة، فإنّ القصف الذي دمّر مستشفى المعمداني نتج عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، إلا أنّه سقط عن طريق الخطأ في ساحة المستشفى وتسبّب في وقوع ضحايا.

لكن وحدة التحقق عبر المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي قامت بتحليل التسجيل الصوتي تقنيًا، وقارنت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتضاربة، وكشفت زيف المكالمة.

تضارب بهوية الأشخاص في المكالمة المفترضة 

وكان أول تضارب في الرواية الإسرائيلية حول هوية الأشخاص في المكالمة المفترضة، ففي الساعة العاشرة و18 دقيقة يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، نشر المتحدّث العام باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري التسجيل، زاعمًا أنّه لمكالمة بين عناصر في حماس. وبعد إحدى عشرة دقيقة، أي في الساعة العاشرة و29 دقيقة صباحًا، نشر أدرعي تغريدته التي زعم فيها أنّ المكالمة ذاتها كانت بين ناشط سابق في حماس وأحد سكّان القطاع، لم يقم بتسميتهما، وأنّ جيش الاحتلال حصل على هذه المعلومات من مصادر استخباراتية لم يسمّها أيضًا.

وبعد نحو نصف ساعة، أي عند الحادية عشرة ودقيقة تمامًا، نشر مراسل الشؤون العربية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيليّة نفس المقطع، إلا أنّه ادّعى هذه المرّة أنه لحوار بين عناصر من حماس والجهاد الإسلامي. 

ولم تتضارب رواية الاحتلال حول هويات الأشخاص فحسب، بل تضاربت حول موقع إطلاق الصواريخ، حيث جاء في التسجيل المزوّر أنّها أطلقت من مقابر بجوار مستشفى المعمداني، وتحديدًا قبل الدخول إلى ساحة فلسطين. 

وبمقارنة الموقع الجغرافي الموصوف في المكالمة المسجّلة مع الموقع الجغرافي المعلن مسبقًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، تبيّن لـ”العربي” أنهما مختلفان.

تحليل الصوت يثبت دمج تسجيلين

كما قامت وحدة التحقق باستخدام المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي بتحليل الصوت في المكالمة الهاتفية باستخدام برنامج Audacity وهو تطبيق مجاني لمعالجة وتحرير الأصوات، لتثبت أنه بإمكان أي شخص التأكد من التزييف البدائي الذي استخدمه جيش الاحتلال.

وعادة ما تكون المكالمات في الهواتف بقناة صوتية واحدة Mono وليس بقناتين Stereo لأنها تستخدم Microphone واحد لالتقاط الصوت. لكن تحليل التسجيل يظهر بشكل واضح أنه مؤلف من قناتين صوتيتين، يمنى ويسرى. وخلال التسجيل، لم يظهر أيّ أثر لصوت المتحدّث الأول بقناته الصوتية اليمنى في مسار المتحدث الآخر بالقناة اليسرى والعكس صحيح. 

وهذا لا يمكن أن يحدث عند تسجيل المكالمات، فلا بدّ أن يُسمَع في الخلفية صوت المتحدث الآخر في القناة الصوتية الثانية.

وتشير هاتان النقطتان إلى أن التسجيل تمّ باستخدام ميكروفون واحد ومعزول لكلّ طرف، ومن ثمّ دُمج التسجيلان في ملف واحد، وليسا تسجيلاً واحدًا لمكالمة عادية من هاتف نقّال كما ورد في تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال.

ماذا أظهر تحليل النبضة الصوتية؟

وبإلقاء نظرة فاحصة على النبضة الصوتية الظاهرة في الثانيتين 24 و34، تبيّن أنها نبضات تستخدم في المونتاج لمزامنة التسجيلات الصوتية ذات المصادر المتعدّدة ولضمان أنها تسير بشكل متناسق.

وكان اللافت أنّ هاتين النبضتين هما فقط ما ظهر في القناتين الصوتيتين بشكل متطابق تمامًا.

وأوضح فريق التحقيق أن النبضتين ليستا لإخفاء الأسماء كما تظهر الكتابة المرافقة للمقطع، بدليل أنّ الناشط المزعوم عندما قال كلمة “عادي” ظهرت النبضة لتقطع كلامه، ومن ثمّ سُمع بقية حرف الياء، وعند حذف النبضة والسكتات، تُسمع كلمة “عادي” بشكل طبيعي.

كذلك أظهر التحليل التقني أنّ التسجيل على القناتين الصوتيتين للمكالمة له مدّتان مختلفتان، فبينما ينتهي التسجيل على القناة الصوتية اليمنى في الثانية 57.551، يستمر التسجيل عند القناة الصوتية اليسرى لتصل مدته إلى الثانية 57.719. عندما ينتهي أي تسجيل تقنيًا ينقطع الصوت في القناتين اليمنى واليسرى في وقت واحد، لا بتوقيتين مختلفين، كما في حالتنا هذه. ولا يمكن أن يظهر هذا الاختلاف إلا في حال تركيب تسجيلين على بعضهما.

وتحاول البروباغندا الإسرائيلية بكل الطرق الالتفاف حول مجزرة المستشفى المعمداني وتخرج أدواتها للتزييف على عجالة. 

وبناءً على الأدلة التقنية والتحليل المتعمّق، ثبت لفريق التحقق بما لا يدع مجالاً للشكّ بأنّ المكالمة المزعومة التي روّجت لها إسرائيل للتنصّل من جريمتها، ما هي إلّا تسجيل ملفّق لا أساس له من الصحة.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى