عدوان إسرائيلي مستمر.. مجلس الأمن يخفق بتبني قرار حول الوضع في غزة
[ad_1]
على وقع اقتراب العدوان الإسرائيلي على غزة من إنهاء أسبوعه الثالث، أخفق مجلس الأمن الدولي في تبني مشروعي قرارين أميركي وروسي بشأن الأوضاع في القطاع.
وتأتي هذه التطورات في وقت أفادت فيه وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن “كثيرًا من الضحايا لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض حتى الآن نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي”.
صراع في مجلس الأمن الدولي
وأسقطت روسيا والصين عبر استخدام الفيتو، الأربعاء، مشروع القرار الأميركي بمجلس الأمن، والذي لا يدعو إلى وقف العدوان في غزة ويشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن في المقابل يطالب بإدخال المساعدات إلى المدنيين.
ويسعى مشروع القرار إلى معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة بالدعوة إلى هدنات للسماح بإدخال المساعدات.
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة: “مؤسف أن مجلس الأمن لم يستطع إيصال رسالة لخفض النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وأضاف: “إسرائيل دولة محتلة لأراض فلسطينية والفيتو الأميركي يطيل أمد الأزمة في غزة”.
من جهته، اعتبر المندوب الصيني في مجلس الأمن شانغ جونغ أن “المشروع الأميركي بشأن غزة انتقائي ولا يدعو لإنهاء حصار القطاع”.
وأكد المندوب الصيني أن “المشروع الأميركي بشأن الأوضاع في غزة يبرر استخدام القوة”.
كذلك أسقط فيتو أميركي مشروع قرار روسي. وصوتت 4 دول مع المشروع فيما عارضته دولتان هما الولايات المتحدة وبريطانيا، فيما امتنعت 9 دول عن التصويت.
وبعد التصويت، قالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد: “خاب أملنا لاستخدام روسيا والصين حق النقض ضد القرار”، معتبرة أن القرار”كان قويًا ومتوازنًا ونتاج مشاورات مع أعضاء المجلس”.
وقالت: “أردنا أن نوجه رسالة للإسرائيليين والفلسطينيين بأن هذا المجلس عازم على الارتقاء بمستوى هذه اللحظة. ولا يجب تشجيع سلوك روسيا السافر بالتقدم بمشروع قرار من دون تشاور وفي اللحظة الأحيرة”.
وأضافت: “لا زلنا نعتمد نصنا، ونتشاور مع كافة الأعضاء والتعاون معهم لبناء مستقبل آمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.
بايدن: من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها
إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأربعاء، أنه يعتقد أن إسرائيل “بحاجة للدفاع عن مواطنيها وفي الوقت نفسه حماية المدنيين الأبرياء في غزة” الذين وقعوا ضحايا العدوان على القطاع.
وفي مؤتمر صحافي في إطار زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي للبيت الأبيض، قال بايدن: “يتعين على إسرائيل بذل كل ما في وسعها، مهما كان صعبًا، لحماية المدنيين الأبرياء”.
وذكر بايدن أيضًا أنه يتعين على المنطقة الاستعداد لنهاية ما وصفه بـ”الصراع بين إسرائيل وحماس ولما سيأتي لاحقًا”، وأن الولايات المتحدة متمسكة بموقفها من “حل الدولتين”.
واستهدف بايدن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بتوبيخ نادر قائلًا: “أظل قلقًا من مهاجمة المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين في الضفة الغربية”. واتهمهم بصب الزيت على النار.
وأضاف: “إنهم يهاجمون الفلسطينيين في أماكن مخصصة لهم”.
وأشار بايدن إلى أنه “لم يطلب من إسرائيل إرجاء عمليتها البرية المتوقعة في غزة إلى أن تفرج حماس عن الرهائن الذين تحتجزهم”، مدعيًا أنه لا يثق بحصيلة “القتلى” في القطاع التي يعلنها الفلسطينيون، حسب قوله.
العدوان الإسرائيلي على غزة
وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي، فيما تواصل حليفته إسرائيل قصفها غزة لليوم الـ19 على التوالي، ما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير أحياء سكنية بأكلمها.
ومساء اليوم الأربعاء، استشهد 5 فلسطينيين على الأقل، وأصيب العشرات، في قصف طائرات الاحتلال في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت في وقت سابق عن استشهاد 6546 فلسطينيًا، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسنًا، وإصابة 17439 شخصًا، إضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض.
وكان من بين الشهداء اليوم، عدد من أفراد عائلة الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته، في قصف إسرائيلي استهدف وسط القطاع.
وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مخبزًا في مخيم المغازي وسط القطاع، بعد تزويده بالدقيق من منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ما تسبب في استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وفي تصريح خاص لـ”العربي”، أفادت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن “كثيرًا من الضحايا لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض حتى الآن نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي”.
وأضافت أن “الكادر الطبي في غزة منهك وفرق الإسناد لا تستطيع الدخول إلى القطاع”.
أزمة إنسانية في قطاع غزة
من جانبها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” اليوم الأربعاء، أنّ ما يقرب من 600 ألف فلسطيني نزحوا داخل غزة ويقيمون في 150 منشأة تابعة لها.
وأضافت “الأونروا” عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي أن 40 على الأقل من منشآتها تأثرت بسبب الحرب.
من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء عن تعرض الخدمات الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لـ171 هجومًا، بين 7 و24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأفاد تقرير للمنظمة حول الهجمات التي طالت الخدمات الصحية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بأن الهجمات التي استهدفت الخدمات الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أدت إلى استشهاد 493 من العاملين في مجال الصحة، 16 منهم فقدَ حياته خلال ممارسته عمله.
ورغم الدعوات لوقف العدوان على غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل تستعد لشن هجوم بري على قطاع غزة”، لكنه أحجم عن تقديم أي تفاصيل عن توقيت العملية أو معلومات أخرى عنها.
قطر تندد بسياسة العقاب الجماعي
سياسيًا، ندد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء، بسياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد قطاع غزة وسكانه.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي في الدوحة إنّ قطر ستواصل التنسيق مع تركيا والشركاء الإقليميين لتهدئة الأزمة.
وأضاف أنّ السبيل الوحيد للتوصل إلى حل سلمي في غزة هو إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
كما أكد أن “هناك استهداف للبنى التحتية وعقاب جماعي للمدنيين في غزة”، مشددًا على إدانة دولة قطر لسياسة العقاب الجماعي ضد قطاع غزة وسكانه.
ولفت رئيس الوزراء القطري إلى رفض بلاده “سياسة التهجير القسري لسكان قطاع غزة”، معتبرًا أنه “لا توجد أصوات كافية لرفع الظلم عن قطاع غزة وينبغي إيقاف التهجير القسري”.
ولم تكن الضفة الغربية بمنأى عن غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء استشهاد 4 فلسطينيين برصاص وصواريخ الاحتلال، بينهم 3 شهداء في جنين وشهيد في قلقيلية.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: “حصيلة الشهداء في الضفة الغربية ارتفع إلى 100 شهيد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد ارتقاء شهداء جنين وقلقيلية فجر اليوم، واستشهاد شاب متأثرًا بإصابته قبل عدة أيام في طولكرم”.
Source link