في ظل القصف الإسرائيلي المستمر.. الاتحاد الأوروبي يدعو إلى “ممرات وهدنات” إنسانية في غزة
[ad_1]
جاء في بيان أنّ “المجلس الأوروبي يبدي عميق قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن وبلا عوائق، لتصل إلى جميع من يحتاجون إليها عبر كل الوسائل الضرورية بما فيها الممرات الإنسانية والهدنات للحاجات الإنسانية”.
دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي الخميس إلى فتح “ممرات إنسانية” وتطبيق “هدنات” تتيح إدخال مساعدات إلى قطاع غزة الذي واصل الجيش الإسرائيلي دكّه بصواريخ وقذائف وقنابل، في اعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته فصائل فلسطينية قبل ثلاثة أسابيع.
توازياً، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الخميس تقريراً تفصيلياً بأسماء أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، من “ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”، غداة تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن بالحصيلة المعلنة من جانبها.
من جانبها أعلنت حركة حماس أن القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، أدّى إلى مقتل “نحو 50” رهينة من الذين أسرتهم في هجومها على إسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي نفّذ ليل الأربعاء-الخميس عملية توغل استخدم فيها دبابات في قطاع غزة، قبل أن ينسحب، في إطار عمليات تحضيرية لهجوم بري، رغم التحذيرات الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس أن 7028 شخصاً قتلوا بينهم 2913 طفلاً في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتردّ إسرائيل بقصف مركّز وعنيف للقطاع، بعد الهجوم الأعنف في تاريخها والذي تسلّل خلاله المئات من مقاتلي الفصائل الفصائل الفلسطينية إلى غلاف غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز الفصائل الفلسطينية 224 شخصاً بينهم أجانب اقتادتهم معها بعد الهجوم، حسب آخر رقم نشره الجيش الإسرائيلي الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه أبلغ “عائلات 224 رهينة” باحتجاز أفراد منها في غزة، موضحاً أن هذا الرقم غير نهائي.
ومساء الخميس، حذّر أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، من أنّ صبرهم نفد، مطالبين الحكومة باستقبالهم فوراً.
ويواصل الجيش حشد 360 ألفاً من جنود الاحتياط خصوصاً على حدود قطاع غزة والحدود الشمالية مع لبنان، ويستمر في قصفه المركز على مناطق عدة في القطاع البالغة مساحته 362 كيلومتراً مربعاً والخاضع منذ بدء الحرب لـ”حصار مطبق” يحرم سكّانه الـ2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.
“حرب انتقامية”
وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الخميس القصف الإسرائيلي على غزة بأنه “حرب انتقامية”، داعياً إلى وقف النار. وأكد المالكي من لاهاي التي يزورها أن حلّ الدولتين “أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
في موسكو، أعلنت الخارجية الروسية أن ممثلين لحماس وإيران الداعمة لها موجودون في روسيا لإجراء محادثات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا “وجود ممثلين لهذه الحركة الفلسطينية في موسكو”، قائلة إن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري موجود أيضاً هناك.
ولم تقدّم تفاصيل بشأن المحادثات أو مضمونها، لكنّ مصدراً دبلوماسياً روسياً قال إنّ موسكو أكدت لوفد حركة حماس ضرورة “الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في قطاع غزة”، وتطرقت إلى “مسائل مرتبطة بإجلاء الرعايا الروس والأجانب الآخرين من القطاع الفلسطيني”.
من جهته، بحث نائب الوزير الإيراني علي باقري مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في “التصعيد غير المسبوق للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”، حسب الخارجية الروسية.
في قطاع غزة، تعرضت مناطق عدة للقصف الخميس، وانتُشلت فتاة ظلت محاصرة تحت الأنقاض قرابة 35 ساعة ونُقلت إلى مستشفى في خان يونس جنوبي القطاع.
وتصاعد الدخان فوق شمال القطاع بعد غارة جوية إسرائيلية رُصِدت من بلدة سديروت الإسرائيلية الحدودية. في المقابل، انطلقت من قطاع غزة دفعة صواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية عدة بينها تل أبيب.
ويحذّر الجيش الإسرائيلي منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه جنوباً، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، حسب الأمم المتحدة.
لكنّ الضربات تطال أيضاً جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين. وقالت أستاذة لغة إنجليزية لجأت إلى منزل شقيقها في مخيم دير البلح في وسط القطاع: “نجوت من خمس حروب ومليون تصعيد، لكن مع هذه الحرب، يتهيّأ لي أنّ كلّ ما أفعله هو انتظار دوري كي أموت”.
مستشفيات مغلقة
وقالت رجمة ساق الله التي عادت مع ابنتها من منطقة خان يونس، التي نزحت إليها في وقت سابق إلى مدينة غزة بعدما قتل زوجها وثلاثة من أولادها في قصف إسرائيلي في الجنوب: “لا يوجد مكان آمن.. حيثما نذهب سنموت”.
وحذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز أيضاً من أن “لا مكان آمناً في غزة”.
وأكدت في بيان أن “الإنذارات المسبقة” التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء مناطق في شمال القطاع يستهدفها “لا تحدث أي فارق”.
ودخلت غزة بضع عشرات من الشاحنات المحملة بمساعدات إنسانية منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول، عبر معبر رفح مع مصر. ولا تزال هناك حاجة إلى ما لا يقل عن مئة شاحنة يومياً، وفق الأمم المتحدة.
وتدعو الأمم المتحدة إلى إدخال عاجل للوقود لتشغيل المولّدات الكهربائية في المستشفيات التي يتدفق اليها آلاف الجرحى، ولضخ المياه وتنقيتها، وتشغيل شاحناتها، لكنّ إسرائيل ترفض قائلة إنّ ذلك سيفيد حماس، وتردد واشنطن المقولة نفسها: “إنّ وقف النار في هذه المرحلة لن يفيد سوى حماس”.
واقترح البيت الأبيض بدلاً من ذلك “هدنات إنسانية محدودة” لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وهو موقف تبناه قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل مساء الخميس.
ودعا قادة دول الاتحاد إلى “ممرات إنسانية وهدنات” تتيح إدخال مساعدات إلى القطاع.
وجاء في بيان أنّ “المجلس الأوروبي يبدي عميق قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن وبلا عوائق، لتصل إلى جميع من يحتاجون إليها عبر كل الوسائل الضرورية بما فيها الممرات الإنسانية والهدنات للحاجات الإنسانية”.
وأشار البيان إلى أنّ القادة الأوروبيين “سيعملون في شكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، وتوفير المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحّية والوقود والإيواء”.
وأبدى القادة الأوروبيون في بيانهم الصادر بعد خمس ساعات من المداولات والمتضمن 19 بنداً، ترحيبهم بمقترح إسباني لعقد “مؤتمر دولي للسلام قريبا” للبحث في حل الدولتين.
وهناك مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي على خلفية هذه الحرب. ويتصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني في أعمال عنف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وكذلك على حدود إسرائيل مع لبنان، حيث تجري مناوشات يومية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.
Source link