تايسون لـ«الشرق الأوسط» بعد افتتاح أكاديميته: المكان رائع جداً
[ad_1]
أيتور كارانكا: ما يفعله بيلينغهام مع ريال مدريد ليس صدفة
في نهاية الظهور الأول لأيتور كارانكا على ملعب «سانتياغو برنابيو»، صعد اللاعب الإسباني أربع درجات من السلم في مرة واحدة واتجه نحو غرفة خلع الملابس ليجد كأس السوبر الإسباني موضوعةً في منتصف الغرفة. كانت مشاركته الأولى قد شهدت فوزاً ساحقاً لريال مدريد على غريمه التقليدي برشلونة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وهو الأمر الذي كان مثالياً بالنسبة له، للخروج منتصراً بهذه النتيجة الثقيلة في ديربي كرة القدم الإسبانية، وكذلك حصوله على أول لقب له مع النادي الملكي. لقد كان هذا أمراً جللاً بالنسبة له، على الرغم من أن زملاءه الجدد تركوا الكأس في مكانها وتوجهوا للاستحمام! يقول كارانكا: «في ذلك اليوم، أدركت قيمة وحجم ريال مدريد».
كان ذلك بالتحديد في عام 1997، وبعد مضي أسبوع واحد فقط على وجوده هناك، لكنه رأى بالفعل أن من يلعب لهذا النادي العملاق مطالب بتحقيق الكثير والكثير. ويعد كارانكا أحد أكثر اللاعبين فوزاً بكل البطولات والألقاب الممكنة مع ريال مدريد، وبعد ذلك كمدرب خلال ذروة المنافسة في مباريات الكلاسيكو، عندما كان «العالم بأسره يتوقف للمشاهدة». يتذكر كارانكا ذلك اليوم قائلاً: «وقفت أنظر إلى الكأس، وإلى هؤلاء اللاعبين، الذين كانوا يقولون في داخلهم: حسناً، هذا جيد، لكن ما يهم حقاً هو اللقب الآخر»، في إشارة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا. وبالفعل، سرعان ما حصد النادي الملكي هذا اللقب أيضاً، حيث فاز بالبطولة الأقوى في القارة العجوز بعد غياب طويل دام 32 عاماً. وقال كارانكا: «أمسك مانولو سانشيز بالكأس وكأنه طفل صغير، وقال والدموع في عينيه: في يوم من الأيام ستدرك مدى صعوبة هذا، وما يعنيه».
سانشيز، الذي كان والده مانويل قد فاز بآخر بطولة دوري أبطال أوروبا لريال مدريد، هو قائد الفريق في موسمه الخامس عشر مع النادي الملكي. يقول كارانكا ضاحكاً: «قلت له: الأمر ليس بهذه الصعوبة يا مانولو، فقد فزت باللقب خلال موسمي الأول!» ويضيف: «لقد فزنا باللقب مرة أخرى بعد عامين، وقلت لمانولو إنه كان يكذب علي، فالأمر ليس صعباً كما قال لي! ثم فزنا باللقب للمرة الثالثة، وكان ذلك بمثابة بداية عصر جديد».
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو سهلاً للبعض، فإنَّ الضغوط كانت هائلة. لقد تحدث كارانكا عن التأثير النفسي الهائل لصمت الجماهير في ملعب «سانتياغو برنابيو»، عندما يفشل الفريق في تحقيق نتيجة جيدة. يقول كارانكا: «عندما تنضم إلى نادٍ مثل ريال مدريد، فإن الجانب الذهني يكون مهماً للغاية، وكذلك الأشخاص من حولك. ويمكن أن يكون الأمر صعباً للغاية».
من المؤكد أن هذه الضغوط تكون هائلة على أي لاعب، إلا إذا كان هذا اللاعب اسمه جود بيلينغهام! تلمع عيون كارانكا، وهو يتحدث عن كل شيء، بداية من أتلتيك بلباو وصولاً إلى ريال مدريد، ومن ميدلسبره إلى برمنغهام ونوتنغهام فورست، كما يتحدث عن مساعدة اللاعبين على التطور والتحسن، وجلسات الفيديو مع أداما تراوري، والعلاقات مع ماتي كاش، وأوسكار غلوخ، وبريان زاراغوزا، وبن جيبسون، وباتريك بامفورد، وآدم فورشو. لكن يمكنك أن تشعر بحماس منقطع النظير لديه وهو يتحدث عن بيلينغهام، الذي يعتقد أنه يسير على نفس خطواته مع ريال مدريد.
يقول كارانكا، البالغ من العمر 50 عاماً: «بالنسبة للجميع في إسبانيا، كانت عقلية بيلينغهام بمثابة مفاجأة للجميع، لكن في الحقيقة لم يكن الأمر مفاجئاً بالنسبة لي، لأنني كنت محظوظاً بمعرفته من قبل. لكنني كنت سيء الحظ لأنني لم أعمل معه».
ويضيف: «كان الناس يقولون أشياء من قبيل إنه لاعب صغير في السن، أو إنه إنجليزي! لكن ما المشكلة في ذلك؟ ألم ينجح ستيف ماكمانمان، وديفيد بيكهام؟ فأرقام ماكمانمان تضعه بين أعظم اللاعبين في تاريخ ريال مدريد. لم يكن ماكمانمان يشعر بالقلق على الإطلاق، ولم تكن الابتسامة تفارق وجهه، وكان سعيداً دائماً. ربما كانت هذه الشخصية تعني عدم حصوله على التقدير الذي يستحقه، لكن لو كان بإمكاني اختيار أي فريق فسوف أختار من بينه ماكمانمان دائماً. في الحقيقة، ما يفعله جود ليس صدفة على الإطلاق».
ويتابع: «عندما انضممت إلى برمنغهام، بدأت أشاهد بعض مقاطع الفيديو للفريق. وقلت للرئيس التنفيذي للنادي، شواندونغ رين: يا إلهي، هل بعتم هذا اللاعب الصغير؟ دعوني حتى أتولى تدريبه في فترة الاستعداد للموسم الجديد على الأقل! عندما تم الاتفاق على انتقال بيلينغهام إلى بوروسيا دورتموند، كان برمنغهام لا يزال بحاجة إلى ثلاث نقاط من أجل تجنب الهبوط. وقال بيلينغهام إنه سيواصل اللعب حتى يضمن الفريق البقاء. كان من الممكن لأي لاعب في السابعة عشرة من عمره أن يرحل ويكتفي بما قدمه، لكن بيلينغهام قال: «هذا فريقي، وهذه مدينتي، ولن أتخلى عنهم».
يقول كارانكا: «لديه عائلة عظيمة، وهذا الأمر يساعده كثيراً. التقيت بجوب (وهو الآن لاعب خط وسط في سندرلاند). كان عمره 14 عاماً، وقلت له: لا بد أنك شقيق جود. يقولون لي إنك أفضل منه. نظر إلي وقال ضاحكاً: أفضل؟ لا!، بل أفضل كثيراً».
فهل من الممكن حقاً أن يكون جوب أفضل من جود ؟ يقول كارانكا ضاحكاً: «حسناً، الأمر يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، ليس لأن جوب ليس جيداً، ولكن لأن جود يتحسن بشكل مستمر. كل منهما يمتلك شخصية قوية، ويتحلى بالتوازن، ولا يهم إن كان عمرهما تسعة عشر عاماً أو 20 عاماً. يستطيع بيلينغهام رغم صغر سنه أن يستحوذ على الكرة ويمرر بشكل رائع ويركض بسرعة فائقة ويسجل الأهداف. وإذا أضفت لكل ذلك الذكاء والموهبة والشخصية، فيعني هذا أن لديك لاعباً فذاً اسمه جود بيلينغهام».
ويعد بيلينغهام حالياً أفضل لاعب في الدوري الإسباني الممتاز قبل مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد. يقول كارانكا: «جود يبلغ من العمر 20 عاماً، ورودريغو 22 عاماً، وفينيسيوس 23 عاماً. وفي المقابل، انظر إلى برشلونة ستجد أيضاً لاعبين شباب رائعين مثل لامين يامال، وبيدري، وغافي، وأليخاندرو بالدي… كل هؤلاء سيدركون ما معنى هو الكلاسيكو عندما يهبطون على أرض الملعب».
لقد تنافس الشباب على أرض الملعب لكن بيلينغهام هو الذي كسب المعركة وأثبت مجدداً أنه موهبة مختلفة عن الآخرين بتسجيله هدفي فوز الريال 2-1 في معقل برشلونة.
وعنه يقول مدربه الإيطالي كارل أنشيلوتي: «رغم أنه في العشرين من عمره فإنه يبدو كلاعب مخضرم، تأخرنا بهدف، ثم سجل بياينغهام هدف التعادل الذي غيّر المباراة تماماً.الأمر المفاجئ هو تسديدته، سجّل هدفاً رائعاً، وعاد وحسم الفوز بهدف ثان قاتل».
وقال بيلينغهام : «أحب عودات مماثلة من بعيد، لقد خفق قلبي قليلاً لكن ذلك ممتع للغاية. لم نستسلم وأنا سعيد جداً لأنني تمكنت من القيام بذلك». وبهذا يكون بيلينغهام، قد سجّل حتى الآن 13 هدفاً في 13 مباراة خاضها مع ريال مدريد في مختلف المسابقات.
ويشير بيلينغهام إلى أنه حاول الاتصال بعائلته قبل اللقاء، لكن بسبب الضوضاء كان من الصعب الاستماع لهم جيداً، وقال: «لقد أخبرتهم بأنني متحمس قبل المباراة، لقد شاهدت العديد من مباريات (الكلاسيكو) من الأريكة مع عائلتي وأخبرتهم أن اليوم هو دوري لمعايشة الحدث وفعل شيء عظيم، لقد فعلت ذلك وأنا سعيد جداً».
هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن هذه المواجهة لم تكن أكثر شراسة مما كانت عليه مباراة الكلاسيكو عندما كان كارانكا مساعداً لجوزيه مورينيو، وكان الفريقان هما الأفضل على الإطلاق، ويضمان أفضل لاعبين في ذلك الوقت – ليونيل ميسي في مواجهة كريستيانو رونالدو. يقول كارانكا: «لقد كانت مباراة شرسة للغاية».
وتم تكليف كارانكا بمسؤولية الحديث لوسائل الإعلام. يقول عن ذلك: «كان الناس ينظرون إلى الأمر على أنه عائق، وأنني كنت في مهمة صعبة لتلقي الأسئلة الصعبة في المؤتمرات الصحافية. لكن الأمر لم يكن كذلك، حتى عندما كان الفريق يخسر. لقد ظهرت في 89 مؤتمراً صحافياً. وفي ذلك الوقت كان هناك كريستيانو وميسي، وكان منتخب إسبانيا بطلاً للعالم، وجاء جوزيه مورينيو ووجد طريقة للمنافسة. لقد كان شرفاً كبيراً لي أن أخوض مثل هذه التجربة، فتمثيل جوزيه مورينيو وريال مدريد ليس بالأمر السهل على الإطلاق».
وبدلاً من ذلك، ساعدت هذه التجارب كارانكا كثيراً في بناء شخصيته كمدير فني في طور التكوين. فقبل عشر سنوات من الآن، بدأ كارانكا مسيرته التدريبية مع ميدلسبره، ويؤكد على أنه تعلم الكثير والكثير من مباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة.
ويقول: «لم أكن أفكر قط في أن أصبح مدرباً. أقنعني فرناندو هييرو بالحصول على دورات في مجال التدريب، ثم عرض علي العمل في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لكنه أخبرني بأنني لن أحصل على أي مقابل مادي. عملت في البداية مع منتخب إسبانيا تحت 16 عاماً – ساؤول، وجيرارد دولوفيو، وخيسي، ورافينيا – ثم مع منتخب إسبانيا تحت 17 عاماً، مع ألفارو موراتا، وإيسكو، وسيرجي روبرتو، وكوكي، وإيكر مونياين. ثم تلقيت اتصالاً هاتفياً من جوزيه مورينيو، ولم أكن أصدق ذلك في حقيقة الأمر. كان يريد شخصاً يعرف ريال مدريد جيداً، وأعطاه مسؤولو ريال مدريد أربعة أو خمسة أسماء يختار من بينها. قال مورينيو لي في وقت لاحق: لديك أصدقاء جيدون. لقد سألت فيغو وبريدراغ مياتوفيتش، وسيدورف، وكلهم رشحوك كأول خيار لي».
ويضيف: «أنا أتعلم دائماً. لكن هناك شيء يجب أن تتحلى به دائماً، وهو أن تكون صادقاً ومباشراً ولا تكذب أبداً على اللاعبين. أقول لهم في بعض الأحيان إنهم قد يرحلون اليوم وهم يشعرون بأنني شخص سيء، لكنهم سيدركون أهمية ما أفعله في يوم من الأيام. وبعد تجربتي مع ريال مدريد، قلت لأبي إنني لا أشعر حتى الآن بأنني أسير بشكل جيد في عالم التدريب، فقال لي إنني عملت مع منتخبات إسبانيا وقضيت ثلاث سنوات في أفضل ناد في العالم مع أفضل اللاعبين، كما عملت مع أفضل مدير فني في العالم، وتساءل كيف لا أعتبر ذلك نجاحاً؟ وحدث الشيء نفسه مع مورينيو أيضاً عندما أخبرته بأنني لست جاهزاً للعمل في مجال التدريب، حيث قال لي: لقد حصلت على 70 في المائة من الدورات التدريبية، وعملت مع أفضل اللاعبين، وعقدت 90 مؤتمراً صحافياً، وترى بعد كل ذلك أنك لست جاهزاً أيها الأحمق؟» ويضيف كارانكا: «كل هذا يجعلك تقول لنفسك: إذا كان والدك يقول هذا، وجوزيه مورينيو يقول هذا أيضاً، فربما يتعين عليك أن تخوض التجربة».
ويتابع: «وبعد ذلك، حدث لي أحد أفضل الأشياء في حياتي، وهو ظهور بيتر كينيون وستيف غيبسون في حياتي. في ميدلسبره، خسرنا المباراة الرابعة أو الخامسة أمام برايتون، وكنت محبطاً بشدة. وبينما كنت في طريقي لمغادرة الملعب، سمعت شخصاً يقول لي (مرحباً، آيتور)، وكان هذا الشخص هو ستيف. سألني عن أحوالي، فسألته عن السبب وراء هذا السؤال، وسألته عما إذا كان يريد إقالتي من منصبي. لكنه نفى ذلك، وأمسك بيدي وقال لي: (انظر، لقد تطور الفريق بشكل كبير تحت قيادتك، وأنت تقودنا للتأهل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد اصطحبني لتناول العشاء مع عائلته، وأصبحنا وكأننا أسرة واحدة. لقد كانت تلك الحقبة جميلة للغاية، وكنت أشعر وكأنني أعيش في الجنة».
فهل شعر بالحزن عقب نهاية تلك الحقبة؟ يقول كارانكا: «شعرت بالكثير من الحزن. ربما كان بإمكاني أن أبقى مع الفريق لفترة طويلة للغاية، مثلما فعل السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد، لكنني رأيت أن التغيير قد يكون مفيداً للفريق. لقد كانت هذه أفضل بداية يتمناها أي مدير فني، لكنها كانت أيضاً الأسوأ، لأنه من المستحيل أن تخوض تجربة مثل هذه مرة أخرى».
وماذا عن تجربة العمل في نوتنغهام تحت قيادة إيفانغيلوس ماريناكيس؟ يقول كارانكا مبتسماً: «لقد كان الأمر مختلفاً تماماً. كانت لدي فكرة معينة عند تعاقدي مع هذا النادي، لكنها تغيرت تماماً عندما توليت المسؤولية، وبالتالي استقلت من منصبي. كل نادٍ له طبيعته الخاصة ومختلف عن باقي الأندية الأخرى، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على الأشخاص. لقد تغيرت ملكية النادي، وأصبحت المطالب أكثر إلحاحاً في ذلك الوقت. من الجيد أن يكون لدى النادي «مشروع» يسعى لتحقيقه، لكن ذلك يجعل الأمور صعبة دائماً. وعندما يعمل الجميع معاً، تسأل نفسك: لماذا لا نفعل هذا كثيراً؟»
ويختتم كارانكا حديثه قائلاً: «كل لحظة مختلفة أيضاً: كنت في برمنغهام أثناء فترة تفشي وباء كورونا، وعلى الرغم من أن العلاقة كانت جيدة، فإنني لم أتمكن من الاستمتاع بتلك التجربة كما كنت أريد. لقد كان ذلك شيئاً مؤسفاً. في بعض الأحيان، تعمل في مكان ما في اللحظة غير المناسبة، وفي أحيان أخرى تكون اللحظة مناسبة تماماً للعمل. في بعض الأحيان تصل إلى ريال مدريد وتفوز بثلاثة كؤوس أوروبية في خمس سنوات، وأحياناً تصل وتفوز بالكلاسيكو وبطولة في اليوم الأول لك في النادي!»
*خدمة «الغارديان»
Source link