مراجعة لعبة Ghostrunner 2 – Arabhardware
[ad_1]
الأجزاء الثانية من الألعاب دائمًا ما تواجه صعوبة في أسر إرث الجزء الأول مع تقديم التحسينات المطلوبة عليه، ولكن ها هي Ghostrunner 2 تفعل ذلك تمامًا. فنرى استوديو One More Level المُستقل يُعطي درسًا للمطورين الكبار في كيفية صناعة جزء ثاني، والذي أخذ كل ميكانيكيات التقطيع والتمزيق والتنقل السريع من الجزء الأول، وأضاف لها كمية أفكار جديدة تُحسن من التجربة وتجعلها أحد أفضل ألعاب الأكشن والحركة لعام 2023.
قطّع أعدائك سريعًا… تحرك سريعًا… أو استعد للموت سريعًا!
لا يوجد أفضل من إحساس قطع رأس عدو بضربة سيف واحدة، ولكنك إن لم تفعل ذلك سريعًا، فستجد نفسك ميتًا في ثانية. كل شيء في Ghostrunner يعتمد على الحركة والتنقل السريع والقفز يمين ويسار منطقة القتال في محاولة لتفادي هجمات الأعداء لأنك أنت الآخر تموت من ضربة واحدة. الأعداء أنفسهم أصبحوا أقوى وأعنف بكثير من الجزء الأول مع عودة بعض الأعداء وتقديم أعداء جدد تمامًا يجعلونك تستغل كافة قدراتك والبيئات من حولك حتى تتفادى ضرباتهم وتقتلهم سريعًا. المواجهات رائعة وبالتحديد مواجهات الزعماء الأسطورية والتي تفوقت بشكل ملحوظ على مواجهات الجزء الأول سواء في تصميم المراحل أو حركات الأعداء نفسها.
سيفك هو أساس نجاتك في Ghostrunner فمن خلاله تقتل الأعداء وتصد طلقات النيران، لكن اللعبة بها أيضًا مجموعة من المهارات الخارقة التي تُزيد من سرعة اللعب وتحكمك في وتيرة القتال. الجزء الثاني يضم تقريبًا كافة قدرات الجزء الأول مثل إمكانية دفع الأعداء بعيدًا أو استخدام سكاكين الشوريكين لقتلهم عن بُعد، ولكن توجد بعض الأفكار الجديدة المميزة هنا، وأعجبتني جدًا خاصية الاختفاء التي تجعلك أكثر فتكًا ولا يستطيع الأعداء توقع من أين ستهاجم!
أما بالنسبة للأفكار الجديدة على أسلوب اللعب نفسه، فتم تحسين الحركة والتنقل بشكل لم أتوقعه، وأصبحت أقسام البلاتفورمنج أكثر متعة وصعوبة خاصةً بتقديم أساليب باركور جديدة واستغلال رائع لكافة عناصر البيئة لخلق مواقف أكثر سرعة مع ضمّ بعض عناصر القتال أيضًا خلال هذا التنقل المميز.
تُقدم Ghostrunner 2 بعض التحديات الجانبية التي يمكنك الانتهاء منها لفتح مجموعة من نقاط الخبرة التي تستخدمها في ترقية قدراتك وأسلوب لعبك، ورغم أن ترقية القدرات نفسها رائعة وتجعل من Jack آلة قتل فتاكة، إلا أن أساليب بعض تلك التحديات الجانبية مزعجة وتُصبح أكثر مللاً بمرور الوقت. لحسن الحظ، فنقاط الخبرة يمكنك الحصول عليها أيضًا من بيئات اللعبة وليس عبر تلك التحديات فقط.
شجرة المهارات نفسها مُعقدة للغاية ويُطلق عليها هنا اللوحة الأم، ويجب عليك تركيب القدرات بما يتناسب مع سير الأعمدة حتى تستطيع تكوين شجرة كاملة بها أكبر عدد ممكن من المهارات المختلفة بما يتناسب مع أسلوب لعبك. أعجبني أن جزء من تلك المهارات له إيجابيات وسلبيات، فمثلاً توجد مهارة ترفع من قوة سكاكين الشوريكين، ولكنها في المقابل تستهلك الطاقة بشكل أكبر، وهنا يجب عليك كلاعب أن تختار ما يتناسب مع أسلوب لعبك أنت.
تصميم المراحل هنا تطور بشكل ملحوظ عن الجزء السابق، فتقع معظم أحداث اللعبة داخل نفس برج Dharma، ولكننا نستكشف هذه المرة مناطق جديدة أكبر حجمًا وأكثر متعةً، مع تقديم عالم خارجي مُدمر يتم استكشافه بالكامل عبر الدراجة النارية في مواقف أسلوب لعب أسطورية سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقًا.
لكن لعل أكثر شيء خيب آمالي هو تقديم البدلة الطائرة “Wingsuit” فقط في آخر مرحلة من اللعبة مما يعني أننا لم نستطع الاستمتاع بها إلا خلال نصف ساعة فقط من أسلوب اللعب. الفكرة هنا أنه خلال تلك النصف ساعة رأينا كمية رائعة من الأفكار التي تستغل هذه البدلة بمتعة رائعة سواء في بعض الألغاز الجديدة أو مناطق المواجهات المختلفة كليًا، وكنت أتمنى تواجدها بشكل أكبر في فترة أطول خلال أحداث اللعبة لاستغلالها بالشكل الصحيح.
هيا بنا نخرج من برج Dharma أيها الـ Ghostrunner
تُقدم لعبة Ghostrunner 2 إضافة عبقرية ومناسبة تمامًا لأجواء اللعبة وهي الدراجة النارية. أحداث الجزء الأول وجزء كبير من الجزء الثاني تقع داخل برج Dharma، ولكننا تمكنا أخيرًا من الخروج لنرى كيف يبدو العالم الخارجي الكارثي والمُدمر، وهذه المرة نستكشف العالم بأكمله على متن دراجتنا النارية التي تُضيف متعة غير مسبوقة وغير متوقعة على أسلوب اللعب.
رغم أن العالم الخارجي يبدو ضخمًا، إلا أنها لا تزال لعبة خطية، فلا تتوقع أنك ستكون لك حرية كاملة للتنقل بالدراجة النارية في أي مكان، بل توجد طرق مُخصصة للحركة وعبرها ستحل الألغاز وتواجه أعداد كبير من الأعداء. فتلك ليست مجرد دراجة نارية عادية، بل مُجهزها بأسلحة لإطلاق النيران على الأعداء ويمكنها أيضًا السير على الحوائط في بعض المناطق.
وبذلك تمكن الاستوديو من إضافة كمية ضخمة من الأفكار على أسلوب اللعب بألغاز تحلها من على متن الدراجة النارية، ومواجهة زعيم أسطورية عبارة عن دودة صحراوية عملاقة تدخل في جسدها وتُدمر كل جزء من أجزائها واحدًا تلو الآخر وأنت تحل ألغازًا وتتصدى للأعداء والحشرات الغريبة بالأسلحة وسيفك.
لكن شخصيًا أجد أن استوديو One More Level لم يستغل الدراجة النارية بالشكل الكافي وكنت أتمنى أن أرى تواجدها في المزيد من المراحل والمناطق المميزة التي نستكشفها. كنت أتمنى أيضًا أن أرى حرية أكبر مع وجود الكثير من المناطق لاستكشافها في هذا العالم الميت، وكان يمكن أن يتم استغلال بعض تلك الأماكن في تقديم تحديات ومواجهات أصعب أو حتى زعماء سريين بجوائز مميزة مقابل جهدك في الاستكشاف والبحث.
عالم أضخم يعني قصة أكبر وشخصيات أكثر
رغم أن القصة ليست هي أساس Ghostrunner ويمكن التغاضي عنها بالكامل والتركيز على تجربة اللعب فقط، إلا أن الاستوديو تمكن من بناء عالم كبير به lore مميز، وأنا شخص أحب استكشاف كل شيء ومعرفة صلة الشخصيات ببعضها وما الذي يحدث في هذا العالم الذي أقضي فيه الكثير من ساعات اللعب.
القصة هنا تقع أحداثها بعد عام واحد من أحداث الجزء الأول بعدما تمكنا من هزيمة Mara, The Keymaster و The Architect، ولكن برج Dharma لم يُصبح آمنًا بأي شكل من الأشكال حيث نرى تقديم خطر جديد كليًا متمثلاً في طائفة دينية تُريد تدمير العالم والقضاء على آخر ملجأ للبشرية، وهنا يقف بطلنا Jack مرةً أخرى ليحمي برج Dharma، بل ويتجه خارجًا ليواجه الطائفة على ملعبهم.
القصة عليها تركيز أكبر في الجزء الثاني مع تقديم كمية جديدة من الشخصيات والحوارات الجانبية التي تُضيف إحساس الحياة في هذا العالم شبه الميت، مع وجود بعض التسجيلات الصوتية السرية لشرح قصة الشخصيات ودوافعهم. توجد أيضًا بعض حوارات الخيارات، ولكنها لا تؤثر بأي شكل على القصة ونهاية اللعبة.
لعبة Ghostrunner 2 ليست طويلة، حيث أنهيت القصة ومجموعة من التحديات الثانوية في غضون 8 ساعات لعب تقريبًا، وبالنظر لسعر اللعبة الـ 40 دولار، فهي تُقدم قيمة جيدة مقابل السعر خاصةً أن جزء كبير من اللاعبين سيحب أن يُعيد التجربة مرارًا وتكرارًا حتى يُتقن أسلوب اللعب ويختمها مجددًا بدون أي موت.
تجربة تقنية لا غُبار عليها
مثل الجزء الأول، فاللعبة تستخدم محرك Unreal Engine 4، ولكن الفرق شاسع في المستوى التقني والرسومي بين اللعبتين، فقد تمكن الاستوديو من استغلال كافة تقنيات المحرك لتقديم تجربة بصرية خلابة أفضل بكثير من الجزء الأول الذي كان هو الآخر خرافيًا. يوجد اهتمام كبير بالتفاصيل سواء في البيئات داخل برج Dharma الذي يتمتع بطابع الـ Cyberpunk أو خارجه في مناطق العالم الكبير الصحراوية والتي صُممت بجمال بصري، مع التركيز على تقديم أفكار جديدة في تصميم مظهر الأعداء.
لا يمكنها أن تُصبح لعبة Ghostrunner بدون الموسيقى التصويرية الحماسية، وهنا تُقدم لنا اللعبة ألبوم موسيقي رهيب يجمع مُلحنين رائعين من ضمنهم Arkadiusz Rejkowski و We Are Magonia و Dan Terminus، ولعل أفضلهم هو Daniel Deluxe الذي يعود مرةً أخرى ليُقدم لنا بعض الألحان في هذا الجزء. الموسيقى التصويرية هنا تأسر جمال العالم وروعته وتقدمه التكنولوجي، مع إضفاء الطابع الحماسي لرفع تركيزك ومتعتك أثناء المواجهات.
أما من ناحية الأداء، فتجربتي كانت على حاسوب متوسط:
- معالج Intel Core i5-10400F
- 32 جيجا بايت من الرامات DDR4 بتردد 3200 MHz
- بطاقة Nvidia GeForce RTX 3050 8 GB
- تخزين على NVMe M.2 SSD
تمكنت من تشغيل اللعبة على إعدادات مرتفعة بدقة 1080p وتفعيل تقنية DLSS على وضع الجودة، وحصلت في المقابل على 120 إطار خلال معظم التجربة، ولكن سقطت الإطارات بين الحين والآخر أثناء التنقل بسرعة بالدراجة النارية خارج برج Dharma، وهذا كان متوقعًا. يسعدني أيضًا التأكيد على أنني لم أواجه أي مشاكل تقنية أو جليتشات خلال الـ 8 ساعات التي قضيتها في اللعبة.
في النهاية
لعبة Ghostrunner 2 هي جزء ثاني مثالي يأخذ كل ما قدمه الجزء الأول ويضيف عليه مجموعة من الميكانيكيات والأفكار التي تنقل تجربة الأكشن الحماسية لمستوى جديد تمامًا. نظام القتال أصبح أكثر سرعة وعنفًا، أساليب الباركور والبلاتفورم الجديدة رائعة، مع تقديم أفكار مواجهات مميزة بالدراجة النارية والبدلة الطائرة. رغم أن بعض تلك الميكانيكيات والعالم الواسع الجديد لم يتم استغلالهما بالشكل الكافي كما كنت أتمنى، إلا أن التجربة ككل خلابة لهؤلاء الذين وقعوا في حب الجزء الأول.
?xml>
Source link