العدوان على غزة.. ما أبرز الآليات لتنظيم وصول المساعدات للمدنيين؟
[ad_1]
على مدى 25 يومًا على التوالي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجد المدنيون الغزّيون أنفسهم على الخطوط الأمامية لقصف الاحتلال، حيث استُشهد أكثر من 8500، بينهم 3542 طفلًا، وجرح أكثر من 21 ألفًا آخرين.
وبعد يومين على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب “القسّام” على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، فرضت سلطات الاحتلال حصارًا مشددًا على القطاع الذي يُوصف بأنه أكبر سجن مفتوح في العالم.
والإثنين، ندّدت منظمة “أطباء العالم” لاضطرار الأطباء في غزة لإجراء “عمليات جراحية على الأرض” وإجراء عمليات قيصرية أو “بتر أطراف أطفال دون تخدير” بسبب نقص الأدوية.
ولفت نائب رئيس منظمة “أطباء العالم” جان فرانسوا كورتي إلى أنّه بسبب نقص مياه الشرب “يشرب السكان مياه البحر، ويعاني أعضاء فريق المنظمة من الإسهال”، محذرًا من أنّ الأطفال “سيُصابون بالجفاف في غضون أيام قليلة”.
بدوره، قال مدير مستشفى يوسف النجار في قطاع غزة الدكتور مروان الهمص في تصريح لـ”العربي” اليوم الثلاثاء، إنّ المستشفيات في القطاع تكاد تخلو تمامًا من الأدوية المطلوبة، مضيفًا أنّ حاجات المستشفيات المطلوبة تتمثل في الأدوية المخدرة، وتلك التي تستخدم في العمليات الجراحية، إضافةً لأدوية مرضى السرطان.
كما حرم الاحتلال سكان القطاع من الماء والغذاء والكهرباء والوقود، في انتهاك آخر للقانون الإنساني الدولي يُضاف إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تجاه الفلسطينيين.
وينصّ القانون الدولي الإنساني على أشكال مختلفة من آليات المساعدة للسكان في أوقات الحرب. لكنّ تنفيذها غالبًا ما يكون صعبًا، كما هو الحال في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.
وقالت لوسيل ماربو المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “حتى في أوقات الحرب، يجب أن يكون المدنيون قادرين على الفرار، وأن يتمتعوا بالحماية والاستفادة من المساعدات الإنسانية”.
بدورها، أوضحت فرانسواز بوشيه سولنييه المستشارة الإستراتيجية في القانون الدولي الإنساني في منظمة “أطباء بلا حدود”، أنّ القانون الإنساني الدولي ينصّ على آليات المساعدة هذه “كي لا يكون للإستراتيجية العسكرية أسبقية على مساعدة السكان”.
ما هي آليات المساعدة؟
يُمكن للمنظمات الإنسانية الدولية إرسال قوافل إنسانية والمشاركة في إنشاء الممرات الإنسانية وطلب الهدنة الإنسانية، والبعثات الإنسانية.
وعرضت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أبرز آليات المساعدات التي يُمكن تقديمها للمدنيين، والتي لا يزال من الصعب تنفيذها للوصول إلى سكان قطاع غزة.
1- القوافل الإنسانية
أوضحت فرانسواز بوشيه سولنييه أنّ القوافل الإنسانية تتيح إيصال “الإغاثة المادية برفقة فريق من موظفي الإغاثة. ولكن قبل إرسال أي شاحنة أو فريق طبي، يجب على منظمي القافلة إبلاغ الأطراف المختلفة المشاركة في الصراع. وغالبًا ما تكون هذه الجهات الفاعلة دائمًا “منظمات إنسانية محايدة” موجودة بالفعل في الموقع.
وفي حالة غزة، تتمثّل الجهات الفاعلة في: الهلال الأحمر الفلسطيني، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأطباء بلا حدود، وإدارة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل (UNRRA).
2- الممرات الإنسانية
وللسماح للقوافل بالمرور عبر مناطق النزاع، تتفاوض المنظمات الإنسانية الدولية على إنشاء ممرات إنسانية.
وتصف اللجنة الدولية للصليب الأحمر على موقعها على الإنترنت هذه الممرات بأنّها: “تسمح بمغادرة المدنيين أو وصول المساعدات الإنسانية أو إجلاء الجرحى والمرضى والقتلى”.
وقالت بوشيه سولنييه: “إنّها اتفاقيات مبرمة بين الأطراف المشاركة في النزاع على طريق محدد مع نقاط تفتيش”، مضيفة أنّ تحديد مسار للممر الإنساني يجعل من الممكن تجنّب “مفاوضات جديدة مع كل قافلة”.
3- الهدنة الإنسانية
في 19 أكتوبر الحالي، دعا الاتحاد الأوروبي إلى “وصول مستمر وسريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية لمساعدة المحتاجين بكل الوسائل الضرورية، بما في ذلك الممرات الإنسانية والهدن”.
وأضافت بوشيه سولنييه أنّه لكي تمر القافلة عبر الممر الإنساني دون وقوع أي حادث، “من المهم ألا تستهدفها الأطراف المتحاربة. ولهذا السبب تطالب المنظمات الإنسانية الدولية بفترات هدنة لتسهيل مرور القافلة”.
لكنّ المستشارة الإستراتيجية وصفت قرار الاتحاد الأوروبي بالـ”غامض”، مضيفة أنّه من الناحية العملية، “من الصعب التوصّل إلى اتفاقيات لهدنة إنسانية، من دون أن يستفيد منها أحد الأطراف المتحاربة على المستوى العسكري”.
وقالت: “من الصعب إن لم يكن من المستحيل، السيطرة على احترام الهدن الإنسانية”.
4- البعثات الإنسانية والتفاوض
ولا تخلو البعثات الإنسانية من المخاطر، إذ قد لا تحترم الجهات الفاعلة في النزاع الاتفاقات في اللحظة الأخيرة. ولهذا السبب، فإن التفاوض يقع في قلب عمل المنظمات الإنسانية الدولية.
وأكدت لوسيل ماربو المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنّ المنظمة في نقاش مستمر مع جميع الأطراف للوصول إلى آلية للتفاوض.
بدورها، أكدت بوشيه سولنييه أنّ العمل يرتكز على “تحديد محاورين موثوقين داخل كل طرف- الإسرائيلي والمصري والغزّي- لأنهم أساسيون في تقديم الالتزامات”.
وفي حالة العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن الحصار يُعيق المفاوضات، وبالتالي تنظيم المساعدات الإنسانية. وتتراكم عدة أطنان من المساعدات الإنسانية حاليًا عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بانتظار التفتيش الإسرائيلي.
وذكرت الأمم المتحدة في آخر إحصاء لها صباح الإثنين، أنّ 117 شاحنة مساعدات فقط وصلت إلى غزة منذ 21 أكتوبر. بينما أرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فريقًا من الجراحين والممرضين وأطباء التخدير إلى غزة يوم الإثنين وتم توزيع المساعدة الطبية.
إلا أن هذه المساعدات ليست كافية، حيث ندّد المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني بأنّ “حفنة القوافل التي تم السماح لها بالعبور عبر رفح لا تعد شيئًا مقارنة باحتياجات أكثر من مليوني شخص محاصرين في غزة”، معربًا عن أسفه لأنّ “شعبًا بأكمله قد تمّ تجريده من إنسانيته”.
Source link