مخرجات جدة | صحيفة التيار
[ad_1]
بلا اجتهاد أو عناء البحث عن تسريبات من جدة فإن أبرز نقاط الخلاف الجوهرية بين المتحاربين ستكمن في كيفية تجاوز خروج قوات الدعم السريع من بيوت المواطنين والشوارع وغيرها من المناطق المدنية بجانب تحديد المسارات والمقار التي سوف تتمركز فيها تلك القوات كجزء من ترتيبات وقف إطلاق النار والعدائيات.
وإذا جاز أن نقترح بعض الحلول العملية فإن ذلك يتطلب الرجوع لأهم مبادئ ومهارات التفاوض بصفة عامة والحروب بوجه أكثر خصوصية، وذلك طبقاً لما يلي: المبدأ الأول: الرغبة الأكيدة في الوصول لحلول سلمية. فبلا رغبة حقيقية وجادة تتبدى في حسن النوايا وعدم التمسك بسفاسف الأمور فإن الشرط الجوهري للتفاوض لا محالة سينهار.
المبدأ الثاني: المرونة وعدم إظهار العداوة للمفاوض الآخر. أي وطالما تم الجلوس على مائدة التفاوض فإن الاعتراف يتحقق رغماً عن أنف الخصمين. الاعتراف الحقيقي ومستقلبه لا يرتبط بمن يفاوض بقدرما هو حق لطرف ثالث غالباً ما يكون غير موجود بقاعة التفاوض. في حالة الحرب الغائب بالطبع هو الشعب السوداني.
المبدأ الثالث: القدرة على اقتراح البدائل أو بالأصح المخارج التي تحقق الأهداف والغرض من التفاوض. فعلى سبيل المثال، وكمخرج لعدم اعتراف قوات الدعم السريع باحتلال بيوت المواطنين، فبالإمكان تجاوز هذا الجدل باقتراح نص يقرر خروج الطرفين من كافة المنازل والطرق العامة والمستشفيات والمقار الحكومية المدنية. لطمانينة الطرفين يجوز أن تحرس تلك المواقع قوات الشرطة مع الاحتفاظ لكل طرف بممثل مدني أو ممثلين من المنظمات الدولية والوطنية. بهذه الصورة يصبح التواجد بالمقار من عدمه مسالة وقائع يكذبها أو يصدقها واقع الحال وإفادات المواطنين ومنظومات المجتمع المدني.
المبدأ الرابع: ضرورة الاستفادة من التفاوض في تحقيق مكاسب مستقبلية وليست آنية. فالحروب مهما تطاولت، وبغض النظر عن الكاسب أو الخاسر، لابد وأن تنتهي بالتفاوض ولو لأغراض ترتيبات الواقع الجديد أو تسليم الأسرى وجثامين القتلى. الطبيعي، وقبل الحضور للمفاوضات أن كل طرف أدرك ما تحقق لصالحه على الأرض من أهداف القتال المادية والمعنوية.
بطاولة التفاوض يجب أن يكون التركيز على المكاسب المستقبلية التي تتحاوز المفاوضين والمقاتلين مستلهمة مطالب الجماهير الذين سيكون لهم الكلمة الأخيرة دعماً أو استنكاراً للحرب ومخرجات التفاوض. المخرجات ومدى الالتزام بها وحدها التي ستظهر المهزوم والذي هو معروف سلفاً وبعدد وافر من الأهداف.
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
1 نوفمبر 2023
Source link
