أندريه كوزيريف.. الشاهد الروسي على اتفاق أوسلو | الموسوعة
[ad_1]
أندريه كوزيريف، سياسي روسي، ولد عام 1951 في بروكسل، شغل منصب أول وزير خارجية لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بين العامين 1991 و1996، وكان يُنظر إليه على أنه أحد أهم أصوات الليبرالية والديمقراطية في روسيا ما بعد الشيوعية.
شارك في إعداد وثيقة ديسمبر/كانون الأول 1991 حول إنهاء وجود اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وتشكيل رابطة الدول المستقلة، وعمل على تعزيز سياسة التعاون المتساوي مع الدول المستقلة التي تشكلت بعد حلّ الاتحاد السوفياتي.
حوّل مسار السياسة الخارجية في روسيا نحو الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة والدول الغربية، ودعا إلى علاقات حسن الجوار مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان، ما أدى إلى انتقاد سياساته واتهامه بموالاة الغرب بما يتعارض مع المصالح الروسية العليا.
المولد والنشأة
ولد أندريه فلاديميروفتش كوزيريف في 27 مارس/آذار 1951، في بروكسيل عاصمة بلجيكا، ونشأ فيها، حيث عمل والده لفترة طويلة موظفا فنيا ومهندسا في وزارة التجارة الخارجية.
وكان والداه مثقفَين ذوي انتماء شيوعي، كما كان هو كذلك مقتنعا بالشيوعية، حتى بدأ يشهد ثورة داخلية “على حد قوله” منذ عام 1976 تقريبا.
تزوج إيلينا كوزيريفا، التي كانت تعمل موظفة في وزارة الخارجية، ولديهما ابن يدعى أندريه.
الدراسة والتكوين العلمي
درس أندريه كوزيريف في مدرسة إسبانية متخصصة، ولم يكن يسعى في البداية لولوج التعليم العالي، لذلك أمضى عاما وهو يعمل ميكانيكيا في مصنع “كومونار” لبناء الآلات في موسكو، وكان ينوي الخدمة في الجيش.
ولكن بعد عام من العمل البدني، تغيرت أولويات حياته بشكل كبير، حيث كان العمل صعبا ومرهقا، ولم يُعجب به كثيرا، وإن أحب جوانب منه، فقرر أن يكمل تعليمه، والتحق عام 1969 بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، وهي مدرسة للدبلوماسيين تديرها وزارة الخارجية، حيث تخرج فيها بعد 5 سنوات بنجاح.
وقد حصل أندريه على درجة الدكتوراه في التاريخ من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كما حاز درجة فخرية من جامعة كولومبيا، مُنحت له عام 1996، ويتقن كوزيريف عدة لغات، هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، إضافة إلى الروسية.
الأيديولوجيا
يُعد كوزيريف من أشد المؤيدين لليبرالية والديمقراطية في روسيا، وهو داعم للبراغماتية والعقلانية، وفي الوقت نفسه، يتخذ موقفا منحازا ضد الشيوعية.
وفي عام 1975، سافر كوزيريف لأول مرة إلى الخارج، وتوجه إلى الولايات المتحدة، لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان يبلغ من العمر 24 عاما، وكانت تلك الرحلة نقطة تحول في فكره، حيث تشوشت نظرته للمتعارف عليه في روسيا، وتزعزعت ثقته بالشيوعية.
وعلى حد تعبيره فقد عانى من صدمة حقيقية بسبب التناقض مع الفكرة السائدة في روسيا، والتي تنظر بازدراء إلى البرجوازية، حيث وجد أن المشترين في المحلات التجارية كانوا أناسا عاديين من اللاتينيين أو الأميركيين من أصل أفريقي، ولم يكونوا من الرأسماليين، ومع ذلك فقد اشتروا سلالا كاملة.
وكانت الضربة الثانية لنظرته للعالم هي قراءة رواية الأديب الروسي بوريس باسترناك “دكتور جيفاغو” في أميركا، والتي كانت ممنوعة في روسيا، بحجة اشتمالها على موقف أيديولوجي مناهض للثورة الروسية.
وبعد قراءتها توصل كوزيريف إلى استنتاج مفاده أن النظام في روسيا لا يتسامح مع أي حرية على الإطلاق، وهذا ما قاده إلى معارضة داخلية مطلقة، ولكن لم تكن لديه الشجاعة أو القوة ليصبح منشقا حقيقيا، إلا أنه أصبح، كما يقول، “مناهضا للسوفيات”.
التجربة العملية والسياسية
بدأ العمل في وزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية منذ عام 1974، حيث عمل كاتب خطابات وباحثا في قسم المنظمات الدولية، وكان القسم مسؤولا عن القضايا المتعلقة بالأمم المتحدة والحد من الأسلحة، بما في ذلك قضايا الحرب البيولوجية والكيميائية، وعلى مدى السنوات الثلاث التالية أعد ودافع عن أطروحته حول دور الأمم المتحدة في عملية الانفراج في السبعينيات.
وكان عمله في وزارة الخارجية ميزة له، باعتباره دبلوماسيا سوفياتيا شابا، حيث أصبح ملحقا في إدارة المنظمات الدولية عام 1979، وسكرتيرا ثالثا في العام التالي، وفي الثمانينيات تم تعيينه في طاقم الموظفين الدائمين للأمم المتحدة، ثم جاءت الترقيات بانتظام، حيث أصبح سكرتيرا ثانيا عام 1982، وسكرتيرا أول عام 1984، وأصبح رئيس إدارة الشؤون الداخلية عام 1986.
ولعبت العلاقات الجيدة مع إدوارد شيفرنادزه دورا مهما في حياته المهنية المستقبلية، إذ ترأس شيفرنادزه وزارة خارجية الاتحاد السوفياتي على عهد الرئيس ميخائيل غورباتشوف عام 1988، وبدأ الوزير الجديد عملية إعادة تنظيم جذرية لوزارته، وتحت قيادته أصبح كوزيريف نائب رئيس إدارة المنظمات الدولية عام 1988، وفي العام التالي أصبح رئيسا للإدارة.
ومن خلال الاستفادة من سياسة الانفتاح والشفافية (الغلاسنوست) التي أطلقها غورباتشوف، والتي تمثلت في تحرير جزئي للصحافة، نشر كوزيريف مقالات تدعو إلى إنهاء الحرب الباردة، وإقامة شراكة واسعة النطاق مع الغرب.
وفي عام 1989 نشر كوزيريف في مجلة “الحياة الدولية” الروسية مقالا حادا ينتقد السياسة الخارجية للدولة السوفياتية، ودعاها للتخلي عن دعم العديد من الحلفاء الاشتراكيين الزائفين، ثم أعيد نشر المقال في صحيفة نيويورك تايمز.
وقد تمت مراجعة المقال من قبل المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، وتعرض كوزيريف على إثر ذلك لانتقادات شديدة من قبل اللجنة، ولكن ساعده في تخطي ذلك أن شيفرنادزه كان متعاطفا مع أفكاره.
وزير الخارجية الروسية
تم تعيين كوزيريف وزيرا للخارجية في أكتوبر/تشرين الأول 1990، وكان في الـ39 من عمره، وبعد قيام الاتحاد الروسي إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، احتفظ كوزيريف بمنصبه، حيث استطاع أن يكسب ثقة الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، الذي عينه في 26 ديسمبر/كانون الأول 1991 أول وزير خارجية لروسيا الجديدة.
وكان كوزيريف قد وقف إلى جانب يلتسين لمنع محاولة انقلاب فاشلة ضد غورباتشوف عام 1991، من قبل المتشددين في البيت الأبيض الروسي، الذي استولت عليه الدبابات، ثم توجه كوزيريف بعد ذلك إلى باريس لحشد الدعم الدولي وتشكيل حكومة في المنفى إن اقتضى الأمر.
وقد انضم كوزيريف إلى فريق “الإصلاحيين الشباب” مع إيغور غيدار وأناتولي تشوبايس وغيرهم ممن شاركوه ما اعتبروه “مُثُله الديمقراطية الليبرالية المؤيدة للغرب”، وكان كوزيريف أحد المشاركين في القرار التاريخي الذي تم اتخاذه بين زعماء روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا لحل الاتحاد السوفياتي سلميا.
وقام كوزيريف مع غينادي بوربوليس ضمن فريق الإصلاحيين بإعداد وثيقة “بيلوفيغسك” في ديسمبر/كانون الأول 1991 حول إنهاء وجود “اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية” وتشكيل “رابطة الدول المستقلة”، ثم ساهم في بتعزيز سياسة التعاون المتساوي مع الدول التي تشكلت بعد حلّ الاتحاد السوفياتي.
وكان كوزيريف واحدا من أبرز المدافعين عن الإصلاح في دائرة يلتسين، وكان يُنظر إليه من قبل الكثيرين على أنه أحد أهم أصوات الليبرالية والديمقراطية في روسيا ما بعد الشيوعية، وقد صنع تحوّلا جذريا في السياسة الخارجية لروسيا، ووجهها إلى منحى مؤيد للغرب.
وقد سعى لإقامة شراكة إستراتيجية مع الدول الغربية، وكان يرى أن سياسة التعامل مع الغرب تعوض نوعا ما عن ضعف الاقتصاد وصعوبات الفترة الانتقالية في روسيا، وأن فكرة المواجهة مع الغرب لا تؤدي إلا إلى زيادة الضعف، كما عمل على بناء علاقات حسن الجوار مع الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
وشدد كوزيريف على أهمية التعاون بشأن إنهاء الصراع مع الولايات المتحدة، ومع ذلك، فقد أصر على اعتبار روسيا قوة عظمى في السياسة الدولية، وبدأ بعقد اتفاقيات كبيرة للحد من الأسلحة مع الولايات المتحدة، ومنع انتشار الأسلحة النووية، وواصل التعاون في قضايا الشرق الأوسط ويوغوسلافيا والعلاقات التجارية والاقتصادية.
وفي مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا، المنعقد في ديسمبر/كانون الأول 1992 أكد كوزيريف معارضته للقوى القومية المحافظة في روسيا بمناورة دبلوماسية مثيرة وغير مسبوقة، فقد أذهل وزراء الخارجية بخطاب ردد فيه العديد من مواقف المعارضة المحافظة في روسيا، وبدا كأنه يهدد بالعودة إلى الحرب الباردة.
وقد فاجأ الخطاب الجميع بما فيهم الوفد الروسي، ولكنه تراجع في النهاية، وأعلن أن الخطاب كان يهدف إلى لفت الانتباه إلى المخاطر التي ستأتي إذا استولت المعارضة على السلطة من الرئيس يلتسين.
انتقادات واسعة لسياسته الخارجية
وفي عام 1993 بدأت الشراكة الناشئة بين موسكو وواشنطن بالتعثر بسبب قضايا مثل الحرب في يوغوسلافيا، وتوسع “الناتو” (منظمة حلف شمال الأطلسي) ليشمل الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق، وبدأت الليبرالية وسياسات التقارب الخارجية مع أوروبا وأميركا تفقد شعبيتها في روسيا، وأخذت الانتقادات الداخلية بالضغط من أجل سياسة خارجية روسية أكثر قوة وشراسة.
وكان عدم معارضة كوزيريف لتوسع “الناتو” نحو الشرق في أوائل التسعينيات قد تسبب باستياء حاد لدى العديد من السياسيين الروس، بينما كان يرى أن التوسع هو مجرد “مصطلح خاطئ”، وأن ما حدث هو ديمقراطيات جديدة متحررة من الهيمنة السوفياتية طرقت أبواب “الناتو” مثل جمهورية التشيك وبولندا والمجر ورومانيا وطالبت بالانضمام إليه.
وفي انتخابات ديسمبر/كانون الأول 1993، ترشح كوزيريف لمقعد في مجلس الدوما “البرلمان الروسي”، كمرشح على قائمة كتلة اختيار روسيا الليبرالية، ممثلا عن مدينة مورمانسك، وعندما اجتمع مجلس الدوما في يناير/كانون الثاني 1994، حصل كوزيريف على 60% من الأصوات.
وقد حقق الشيوعيون والقوميون المتطرفون نتائج جيدة في تلك الانتخابات، ونتيجة لذلك، تزايدت الضغوط لجعل السياسة الروسية أكثر تحفظا، وحدثت بعض التغييرات، لا سيما فيما يتعلق بالمقاربات المتبعة تجاه وضع الروس في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة.
وقد كشفت المحادثات التي أجراها كوزيريف عام 1995 مع وزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر عن انقسامات عميقة بين البلدين حول القضايا الرئيسية، وخاصة حول الحرب الروسية في الشيشان، وخطط موسكو لبيع مفاعلات نووية لإيران، إضافة إلى الاختلاف بشأن كيفية إنهاء الحرب في البوسنة، ومسألة توسع “الناتو”.
ورغم من أن لغة كوزيريف أصبحت أكثر عدوانية في بعض الأحيان، بما في ذلك التهديدات ضد جيران روسيا، والتأكيد على الحقوق الخاصة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق، فإن هذا لم يكن كافيا في مواجهة الضغوطات داخل روسيا الرامية إلى تحوّل في السياسة الخارجية.
الاستقالة من وزارة الخارجية
في الوقت الذي كان صوت المعارضة للهيمنة الأميركية يتصاعد في مجلس الدوما ويدعو إلى دور رئيسي لروسيا في الشؤون العالمية، سمح كوزيريف للولايات المتحدة بأخذ زمام المبادرة في الدبلوماسية العربية-الإسرائيلية، وأيد اتفاقية أوسلو عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث حضر بنفسه توقيع المعاهدة ووقع على الوثيقة بصفته شاهدا، الأمر الذي لم يلق صدى حسنا في الدوما.
وتلك المعارضة المتزايدة أدت إلى تحول في السياسات الخارجية الروسية في الشرق الأوسط، وأصبحت العلاقات الدبلوماسية التي كانت دافئة مع إسرائيل في عهد كوزيريف، متوترة بشدة في عهد خليفته يفغيني بريماكوف، الذي أبدى موقفا انتقاديا متزايدا تجاه إسرائيل، وموقفا أكثر تعاطفا تجاه الدول العربية والفلسطينيين.
كما واجه كوزيريف انتقادات بسبب مساهمته في انضمام روسيا إلى برنامج الشراكة من أجل السلام التابع للناتو، والذي أدى إلى انسحاب متسرع وغير مدروس للقوات الروسية من ألمانيا عام 1994، وتم إلقاء اللوم عليه في الجدل الدولي حول مهاجمة الشيشان عام 1994، كما تم استهدافه لفشله في وقف توسع “الناتو” ومنع قصفه لصرب البوسنة.
وأعلن يلتسين عام 1995 أنه لم يعد راضيا عن مسار السياسة الخارجية الروسية، ومع تحرك يلتسين لاتخاذ نهج أكثر تشددا فيها، تعرض كوزيريف لضغوط وانتقادات باعتباره “مواليا للغرب” من قبل البعض، بما في ذلك يلتسين.
وقدم كوزيريف استقالته في يناير/كانون الأول 1996، وقبلها يلتسن، وحل بريماكوف محل كوزيريف، وهو دبلوماسي سوفياتي معروف بآرائه المحافظة.
وبعد استقالته من رئاسة الخارجية نجح كوزيريف في خوض الانتخابات عام 1996 ممثلا عن مدينة مورمانسك الشمالية في مجلس الدوما الروسي، وأمضى 4 سنوات واصل خلالها الدعوة لسياساته، غير أنه وجد نفسه في عزلة تامة، ولم يستطع أن يفعل الكثير، ومع استمرار معاناته لمدة 4 سنوات -وفق قوله- فضل الاكتفاء بدورة واحدة ورحل.
الانخراط في مجال الأعمال
عندما لم يجد كوزيريف آذانا صاغية، تخلى عن السياسة مع انتهاء ولايته في مجلس الدوما، وفي عام 2000 بدأ يتجه ويطور نفسه في مجال الأعمال التجارية، وحينذاك عُرض عليه العمل في الشركة الدولية للأدوية.
وبنى بعد ذلك مسيرة مهنية واسعة وناجحة في مجال الأعمال، فقد عمل مديرا تنفيذيا وعضو مجلس إدارة في العديد من الشركات الدولية والروسية، وتولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة صندوق الاستثمار السويدي/السويسري إنفست 11، وبنك آي تي بي، وأورانج (فرانس تيليكوم) في روسيا.
وقد غادر كوزيريف روسيا في عام 2010، واستقر في الولايات المتحدة بميامي، ولكنه بقي على صلة بتطورات الأحداث السياسية، متابعا التغيرات الديمقراطية في العالم، من خلال عمله في معهد “كينان” للأبحاث المتقدمة حول روسيا وأوراسيا، التابع لمركز “ويلسون” الدولي، الذي يقدم مشورة ورؤى غير حزبية حول الشؤون العالمية لصانعي السياسات.
كما استمر بإلقاء المحاضرات في الشؤون الدولية، وقد أتاح له الجمع بين الخبرة السياسية والتجارية أن يكون متحدثا بارعا في مواضيع مثل السياسة والاقتصاد والتاريخ والعولمة والعلاقات الدولية وفرص ومخاطر الاستثمار في روسيا، كما له مشاركات واسعة في المقابلات التلفزيونية والإذاعية.
ويعد كوزيريف شخصا غير مرغوب فيه لدى النظام الروسي، حيث يتخذ موقفا معارضا لسياسات روسيا الخارجية، ومناهضا للرئيس بوتين في حربه على أوكرانيا عام 2022، وقد صرح أن بوتين لا يدمر أوكرانيا فحسب، والتي يعتبرها كوزيريف “دولة شقيقة للروس”، ولكنه يدمر روسيا واقتصادها والجوانب الأخلاقية، ويخلق مجتمعا استبداديا مغلقا.
الوظائف والمسؤوليات
تنقل كوزيريف في مسيرته العملية بين المجال الدبلوماسي والسياسي والأعمال التجارية، وقد حصل على العديد من الوظائف، وحاز جملة من المناصب المهمة.
وقد بدأ مساره المهني في وزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، حيث حصل على ترقيات متتالية: باحث في قسم المنظمات الدولية عام 1974، ثم ملحق في إدارة المنظمات الدولية عام 1979، وسكرتير ثالث عام 1980، وسكرتير ثان عام 1982، وسكرتير أول عام 1984، ورئيس إدارة الشؤون الداخلية عام 1986، ونائب رئيس إدارة المنظمات الدولية عام 1988، وأصبح أخيرا رئيس إدارة المنظمات الدولية بين عامي 1989 و1990.
ثم دخل المجال السياسي حيث أصبح وزير خارجية روسيا في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 1991 إلى يناير/كانون الثاني 1996. وأصبح عضوا في مجلس الدوما (البرلمان) الروسي بين العامين 1996 و2000.
وعمل في المجال البحثي في معهد “كينان” للأبحاث المتقدمة حول روسيا وأوراسيا التابع لمركز ويلسون الدولي، أما في مجال الأعمال فهو يتولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة صندوق الاستثمار السويدي/السويسري إنفست 11، وبنك آي تي بي، وأورانج (فرانس تيليكوم) في روسيا.
المؤلفات والإنجازات
نشر كوزيريف العديد من المقالات وصنف مجموعة من الكتب، أبرزها:
- “طائر النار: المصير المراوغ للديمقراطية الروسية”، نُشر عام 2019، وقد سلط فيه الضوء على فترة انهيار الاتحاد السوفياتي، والنضال من أجل إنشاء روسيا ديمقراطية مكانه، والتطورات الرئيسية لحركة الديمقراطية الروسية ومحاولات تقويضها، والتحديات التي واجهها كأول وزير خارجية للاتحاد الروسي.
- رواية “لعنة كاليغولا”: نُشرت عام 2021، وتحكي قصة طبيبة أميركية تذهب إلى روسيا، حيث تدور الأحداث في الفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ومحاولة البلاد إنشاء دولة ديمقراطية.
- “تجارة الأسلحة: مستوى جديد من الخطر”: نُشر في موسكو عام 1985.
Source link