أخبار محلية

السفير الصادق المقلي يكتب: مشاركة البرهان فى الدورة العادية للأمم المتحدة، هل تعنى اعتراف واشنطن بالحكم العسكري في السودان؟….

[ad_1]

هناك فرق بين الاعتراف بسلطة الامر الواقع de facto من قبل الدولة (أ) و موقف هذه الدول ة عدد إزاء الحكم في الدولة!(ب)بخلاف الاعتراف القانوني بحكومة de jury و هو اعتراف في حالة علاقات طبيعية بين البلدين..
اما الأمم المتحدة تعترف بالدولة و لا شان لها بالنظام في تلك الدولة ََ… بل اتفاقية المقر لعام 1947 تلزم الولايات المتحدة الأمريكية بعدم اعتراض مشاركة الدول الاعضاء في فعاليات المنظمة. َ
. . فالولايات المتحدة الأمريكية و الترويكا و الاتحاد الأوروبي يعترفون بسلطة الأمر الواقع في السودان،و لكنها ترهن تعاونها و تعاون المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف ، باستعادة مسار التحول الديمقراطي و تشكيل سلطة بقيادة مدنية ذات مصداقية و سند شعبى عريض . و سوف لن تعترف البته باى حكومة تشكل بصورة آحادية من قبل المكون العسكري .. فالبرهان يسافر لقصر بكنهام الملكى في لندن بدعوة ملكية.. و ليس مقر مجلس الوزراء ten down street،، بدعوة حكومية،. كما يسافر لنيويورك مقر الأمم المتحدة و ليس لواشنطن مقر البت الأبيض…
مشاركة البرهان فى الدورة العادية للأمم المتحدة أ لا علاقة لها بالعلاقات الثنائية بين البلدين .. و موقف واشنطن تجاه النظام في السودان.
.. و قد كرر البرهان التزام المؤسسة العسكرية بانسحابها من السلطة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضى ، اي أمام العالم أجمع.. و لا استبعد ان يكرر البرهان عزمهم على إنهاء الحرب، و استعادة مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية ٠٠٠
كما أن موقف واشنطن لا يتأثر بسفر البرهان لحضور فعالية أممية،، يكفل قانون المقر للسودان الحق في المشاركة فيها.. و بفضل هذا القانون كانت مشاركة الرئيس الإيراني في هذه الدورة ا لعادية للأمم المتحدة، بالرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين و الخلافات خاصة حول ملف إيران النووي و العقوبات الاقتصادية و حجز الودائع المليارية لإيران في واشنطن.. بل إن الرئيس الإيراني في خطابه أمس صب جام غضبه على الغرب و ما أسماه كراهية الإسلام على خلفية حرق إلقران الكريم من جهة و هجومه اللازع على الولايات المتحدة الأمريكية…
سياسة واشنطن تغلب عليها المؤسسية، فهناك الكنغرس ألذى سمى ما حدث في 25 أكتوبر إنقلابا،، بل نادى بايقاع عقوبات على العسكر و موارد الجيش المالية…targeted sanctions,,, فهى ليست سياسة رزق اليوم باليوم..هى سياسة النفس الطويل.. تعرف متى تستخدم سياسة العصا و متى تستعمل سياسة الجزرة. ..
فبتصريحاتها المنددة بالحكم العسكري رهنت عودة المساعدات الدولية، جنبا إلى جنب مع الترويكا و الاتحاد الأوروبي.. باستعادة مسار التحول الديمقراطي و تشكيل سلطة مدنية ،هنا تلوح بالعصا، و من جهة أخرى قبول اعتماد السفير الجديد و منح التأشيرة.. لنيويورك مقر الأمم المتحدة……. هنا تمسك يدها الثانية بالجزرة..
… .. فضلا عن أن في واشنطن… غير الجهات الرسمية… لوبيات شعبية و منظمات حقوقية و مجتمع مدني، تندد بالانقلاب العسكري في السودان… و قمع المتظاهرين السلميين قبل الحرب … بالإضافة إلى الجاليات التي قررت تنظيم مظاهرات و وقفات احتجاجية هناك..
ان كان من تأثير لهذه الزيارة على المشهد السياسي.،، فالارجح أن البرهان سيعود و هو أكثر قناعة بحتمية التغيير، سيما في ظل وصلول البلاد لمرحلة أشبه بمرحلة اللادولة، حيث اختفت مظاهر الدولة و مؤسساتها خاصة في دارفور و العاصمة .. فضلا عن الانهيار الاقتصادي.. فليس للدولة… كما اعترف وزير الماليه… من موارد غير الجبايات و جيب ألمواطن المغلوب على أمره، و الذى هو كبش الفداء لهذه الحرب العبثية .،الدمار الذي احدثته ، الاحتقان السياسي، الانفلات الأمني, الصراعات القبلية، و افتقار الدولة لجهاز تنفيذى و مؤسسات دستورية و قانونية و تشريعية فاعلة… ٠و لعله من هذا المنطلق لا أعتقد بفكرة تشكيل ((حكومة مسؤولة)) بترفيع حكومة الوكلاء، عقب عودة البرهان من نيويورك، كما صرح
بذلك عقار.. إذ أن مثل هكذا حكومة سوف لن تكتب لها الحياة، في حالة استمرار الحرب و رفضها من قبل القوى الثورية و المدنية و المجتمع الدولي و الإقليمي، سيما و ان اي حكومة بعد نهاية الحرب تشكل بصورة آحادية سوف تواجه ،بكم مهول من التحديات خاصة، تداعيات هذه الحرب العبثية المعروفة للجميع… من إفلاس لخزينة الدولة و عجزها عن َ دفع المرتبات و المعاشات و انهيار تام لقطاعي الصحة و التعليم و دمار البنى التحتية و الأسواق و المصانع و المزيد من ظاهرتي النزوح و اللجوء، و كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث ، و ضرورة إعمال مبدأ عدم الافلات من العقوبه.. ،، و لا شك أن ذلك يستعصي على أي حكومة، َ بمعزل عن الدعم الدولي و الإقليمي………………..و غني عن القول إن للسودان،، بصفته عضوا في الأمم المتحدة، الحق في المشاركة في الدورات العادية السنوية للمنظمة… ولكن لا تعنى المشاركة زيارة للولايات المتحدة الأمريكية… كما لا يحق لواشنطن بصفتها دولة المقر، ووفق اتفاقية المقر، ان تحرم اى مسؤول من دولة عضو في الأمم المتحدة من تأشيرة الدخول لأراضيها، و ربما لها الحق فى تحديد حركة هذا المسؤول، قياسا على علاقتها مع الدولة المرسلة، في رقعة جغرافية محددة لا تتعدى محيط المقر..
و قد سبق لواشنطن ان حرمت البشير من التأشيرة للسفر إلى نيويورك، ،، نسبة لتدهور العلاقات بين البلدين، في ظل وضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب…و لعل هذا التبرير يجافى القانون الدولي الذى لا تأبه به واشنطن.. و لعل قرارها كان مدفوعا بضغط داخلي من الراى العام الأمريكي و خاصة من قبل اسر ضحايا اعمال إرهابية، كان السودان ضمن الدول المتهمة بارتكابها…. وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر فى أعقاب سقوط نظام الإنقاذ… و عودة السودان الى حضن المجتمع الدولي اثر رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.،، الأمر الذى فتح المجال للمشاركة في فعاليات الأمم المتحدة على مستوى رأس الدولة، دون اعتراض من دولة المقر…
خلاصة القول، ان مشاركة البرهان فى دورة الامم المتحدة المرتقبة لا علاقة لها بموقف الولايات المتحدة تجاه الراهن السياسى في السودان….


السفير الصادق المقلي يكتب: مشاركة البرهان فى الدورة العادية للأمم المتحدة، هل تعنى اعتراف واشنطن بالحكم العسكري في السودان؟….



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى