أخبار محلية

الجريمة المنظمة والجريمة الغير منظمة.

[ad_1]

الجريمة المنظمة والجريمة الغير منظمة.محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح.

لا فرق بين مدير البنك المختلس الذي يختلس من داخل البنك، وبين ذلك المجرم الذي يكسر البنك متلثما.
كل الفرق بين مدير البنك المختلس عن المجرم المعتدي على البنك مظهران:
المظهر الأول: يتمثل في شخص مدير البنك حيث تظهر عليه آثار هذا الاختلاس، واللعب بأموال البنك.
واستغلال وظيفته يظهر ذلك على مسكنه وعلى سيارته وعلى مناسباته وتعامله مع الناس.
تظهر هذه الآثار ليس باعتباره موظفا له راتب يتقاضاه، وإنما تظهر وكأنه مالك لهذا البنك.
المظهر الثاني: يظهر على مستوى البنك، فشخص بصفته الإجرامية هذه سيجعل البنك عبارة عن شبكة إجرامية.
العملاء والموظفون وكل من له علاقة بهذا المدير لن تجد النزاهة والأمانة ويقظان الضمير له طريقا.
وبالتالي يظهر شكلا أن البنك يخدم في منظومة اقتصادية يرجع عائدها المادي لاقتصاد الدولة وللمجتمع بينما حقيقته هو أنه يخدم في منظومة إجرامية محدودة تحوم حول المجرم مدير البنك.
هذا على الصعيد الاقتصادي كذلك على الصعيد السياسي توجد جريمة منظمة وجريمة غير منظمة.
فمن يتولى مسؤولية المال العام، ويحوله إلى ثروة يستفيد منها هو وخاصته، فهو مجرم منظم لن يجد القانون له طريقا لمحاسبته.
من يسلب ثورة شعب باسم الحفاظ عليها ورعايتها، فهو مجرم منظم.
من يتولى قيادة الجيش، ويساوم على الحفاظ على أرواح وأعراض وأملاك الناس من أجل مصلحته الخاصة، فهو مجرم منظم.
من يتولى قيادة الجيش، ويريد منه أن يجعله مؤسسة اقتصادية بدلا منه مؤسسة عسكرية، فهو مجرم منظم.
من يتولى قيادة الجيش ويريد أن يجعل منه مؤسسة سياسية بدلا من مؤسسته العسكرية، فهو مجرم منظم.
من يشعل الحرب من أجل أهداف خاصة، فهو مجرم منظم.
من يعمل على استمرار الحرب واستغلالها، فهو مجرم منظم.
لا فرق بينه وبين من ينهب البنوك سوى أن الأخير جريمته غير منظمة وهو جريمته منظمة.
لا فرق بينه وبين من يعتدي على الثوار ويدخلهم السجن ويعذبهم ويحكم عليهم حكما باطلا سوى أن الأخير جريمته غير منظمة وهو جريمته منظمة.
لا فرق بينه وبين من يدخل البيوت ويطرد أصحابها منها، ويستولى عليها سوى أن الأخير جريمته غير منظمة وهو جريمته منظمة.
لا فرق بينه وبين رصاصة من يقتل الناس علانية وعلى الطريق العام وبين رصاصته سوى أن الأخير رصاصته ظاهرة وهو رصاصته بسبب تفريق المتظاهرات وبسبب أنها طائشة وبسبب انها صدرت لدواعي أمنية.
يلتقي المجرمان المنظم وغير المنظم في آثارهما.
فالمجرم المنظم يترك وطنا فاقدا لأبسط مقومات الحياة لا تعليم ولا صحة ولا خدمات رغم غنى هذا الوطن بموارده.
يترك شعبا مسلوب الإرادة لا حق له أمام القضاء أو أمام دواوين الدولة أو أمام المجتمع.
ففي القضاء مظلوم؛ لأن القضاء داخل في منظومة الجريمة المنظمة.
وفي دواوين الدولة لن يستفيد من العمل بها، ولن يستفيد من عوائدها؛ لأن هذه الدواوين داخلة في منظومة الجريمة المنظمة.
وفي المجتمع يعاني من عنصرية سياسية أو عنصرية قبلية أو عنصرية دينية أو عنصرية جهوية؛ لأن هذا المجتمع تسمم بمنظومة الجريمة المنظمة.
كل الفرق بين الجريمتين المنظمة وغير المنظمة في الشكل فقط، فالأولى مخفية والثانية ظاهرة يشاهدها الناس.
فمن يهاجم الدعم السريع اليوم، فهو يهاجم من اعتدى على الأعراض والأموال والممتلكات اعتداء ظاهرا معلوم لدى الجميع، فهو يهاجم الجريمة العشوائية الغير منظمة، والتي يحاسب عليها القانون.
أما من يقف مع البرهان، فهو إما مجرم مثله أو غاب عنه اكتشاف جريمته المنظمة.
جريمته في سلبه لإرادة الشعب.
جريمته في عدوانه على الثورة والثوار.
جريمته في عدم محاسبة من قتل الثوار.
جريمته في استغفال هذا الشعب رغم حدة ذكاء هذا الشعب وفطنته.
جريمته في إفقار هذا الشعب رغم غنى موارد هذا الشعب فوق وتحت الأرض.
جريمته في عدم حسم حرب هو من صنعها، وتسبب في وجودها من أجل أن تسير في  مسرى هواه ومبتغاه.
تبقى الجريمة المنظمة أخطر من الجريمة الغير منظمة، فإن كانت الثانية تنهي حياة الأفراد، فالأولى تنهي شعبا ووطنا بأكمله.
فالسودان كارثته اليوم عظيمة، فهو محاصر بين جريمتين:
جريمة منظمة تتمثل في سياسة الفريق البرهان.
وجريمة غير منظمة تتمثل في انتهاكات الدعم السريع.
فكلا الجريمتين لن تقضي أحدهما على الأخرى.
وكل واحدة منهما ستظل تأكل في جسد هذا الوطن الذي لا حول له ولا قوة، فالله وحده من ينجي السودان من هذين الفكين المفترسين.


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى