ماذا يعني رضا الكيزان عن خطاب الفريق البرهان؟
[ad_1]
محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح.
الخطاب الذي ألقاه الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة أمام جلسة الأمم المتحدة الدورية يوم الخميس الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠٢٣م يتسق تماما مع الخطوات التي سبقته.
مما يعني أن خطة الرجل واحدة منذ بدايتها.
ترك الفريق البرهان الخرطوم دون حسم للمعركة، ودون اتخاذ أي خطوة أخرى لإيقاف الحرب حيث ترك الأمر معلقا كما هو.
لا يستطيع أحد أن يدخل إلى الخرطوم.
خرج الفريق البرهان مثله مثل جميع المواطنين للبحث عن ملاذ آمن له تاركا القيادة العامة والمدرعات وجميع مؤسساته العسكرية والمدنية في الخرطوم مثله مثل كل مواطن ترك بيته ومحله ومتجره ومصنعه باحثا له عن ملاذ آمن خارج أو داخل السودان.
اتخذ الفريق البرهان من مدينة بورتسودان مكانا آمنا له.
الخطوة التالية التي اتسقت مع خروجه من الخرطوم تاركا حسم الحرب أمرا معلقا هو جولته الخارجية التي قام بها؛ ليثبت نفسه كرئيس خارج المنطقة التي يسيطر عليها الدعم السريع.
فهو مع عدم حسمه للمعركة لم يجلس في ساحة المعركة، وفي ذات الوقت يريد أن يتمتع بكل صفات رئاسة مجلس السيادة.
جاء خطاب الفريق البرهان الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة متسقا مع خروجه من الخرطوم، ومتسقا مع جولته التي قام بها خارج السودان حيث أرسل بجولته الخارجية رسالة للعالم بأنه ترك الخرطوم تسيطر عليها مليشيا بقيادة آل دقلو.
وبذلك فهو لن يتفاوض معها، فهو إن كان في رغبته التفاوض معها لما خرج وترك لها الخرطوم.
إن كان لديه الرغبة في التفاوض معها لما خرج وحده في جولة خارجية يشرح موقفه من الحرب.
فخروجه وحده يعني أنه لا ينوي تفاوضا مع هذه المليشيا.
لم يذكر الفريق البرهان في خطابه الوسيلة التي سوف يقضي بها على هذه المليشيا، فإن كانت لديه وسيلة لما خرج وترك لها الخرطوم.
فقط اكتفى بأن يصنف العالم معه الدعم السريع جماعة إرهابية، وهذا التصنيف قطعا لن يحسم المعركة، فكم من الجماعات صنفت بأنها إرهابية وهي ما تزال تمثل قوة على الأرض.
إن خروج البرهان من الخرطوم زائدا جولته الخارجية زائدا خطابه أمام الأمم المتحدة كل هذه الخطوات تمثل خط الكيزان.
فبخروجه من الخرطوم دون حسم للمعركة يعني أنه لا ينوي التفاوض مع الدعم السريع، وهذه الخطوة في صالح الكيزان.
فخطهم الذي عزموا بالسير عليه دون أن يحيدوا عنه هو إما هم أو لا حل.
فخروج البرهان يعني عجزه عن حسم المعركة، وفي ذات الوقت يعني رفضه التفاوض مع الدعم السريع.
الجولة الخارجية التي قام بها الفريق البرهان كذلك تشير بأنه يرسم سودانا بدون الدعم السريع رغم وجود الدعم السريع في الخرطوم، وهذا هو خط الكيزان.
جاء خطاب البرهان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة؛ ليفسر خروج الرجل من الخرطوم؛ وليفسر جولته الخارجية، ومن ثم سيفسر أيضا تكوين حكومة له خارج الخرطوم.
ففي خطابه لم يقل بأنه سيحسم هذه المليشيا، فبدلا من أن يقول للعالم أنه سيطوق هذه الجماعة حول الخرطوم إلى أن يقضي عليها مادام أنه لا ينوي التفاوض معها.
لا يهم الكيزان أن يذهب الدعم السريع أو أن يبقى.
ما يهمهم هو أن يبقوا هم.
فالدعم السريع موجود بالخرطوم لا يهم.
الدعم السريع مسيطر على دارفور وكردفان لا يهم.
المهم أن يبقوا هم ولو في ميناء بورتسودان.
أما أي خيار غير الحرب، فهو يعني استبعادهم من الساحة وهذا ما لا يسمحوا به.
سمحوا للفريق البرهان أن يخرج من الخرطوم بدون حسم للمعركة، وبدون تفاوض مع الدعم السريع.
سمحوا للفريق البرهان ان يقوم بجولة خارجية ليست في أجندتها الدعم السريع.
جاء خطاب الفريق البرهان مصنفا الدعم السريع جماعة إرهابية، فهذا هو المهم أما كونها تبقى او تخرج من الخرطوم، فهذه ليست الأزمة.
هؤلاء هم الكيزان أيها الشعب السوداني لا يهمهم خرطوم ولا تهمهم حرب.
ما يهمهم هو وجودهم.
فإن كنتم مع وجودهم سوف تقضون على الدعم السريع فلا بأس.
أما إن كان غيابهم يعيد الخرطوم إلى طبيعتها او إن كان غيابهم يوقف الحرب، فلن يسمحوا بذلك.
فلتذهب الخرطوم ولتستمر الحرب.
هذا هو الموقف الذي يتحكم على مجريات الأحداث، والذي أثبته البرهان من خلال خروجه من الخرطوم، ومن خلال جولته الخارجية، ومن خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، ومن خلال حكومته التي يلوح بأنها سوف يكونها خارج الخرطوم.
دون أن تهنئوا البرهان يا كيزان على خطابه أمام الأمم المتحدة، فواضح أن الرجل يسير في خطكم سواء أدرك ذلك أو لم يدرك.
سواء تم ذلك بإيعاز منكم أو لم يتم.
والأزمة ليست كونه يسير في خطكم، وإنما الأزمة أنه يتم ذلك على حساب أمن السودان.
على حساب استقرار السودان.
على حساب وحدة السودان.
هذا التفسير سيجعل البعض يقول بأنه تحامل على الكيزان.
فليكن تحامل على الكيزان إن كان هؤلاء الكيزان السبب في عدم حسم الحرب، فهم أضعفوا الجيش بأن جعلوه خلال ثلاثين سنة كتيبة من كتائبهم، فهذه الكتيبة بعد سقوطهم قطعا ستضعف.
فليكن تحامل على الكيزان، فهؤلاء الكيزان سبب في استمرار الحرب؛ لرفضهم لأي بديل لا يشملهم.
فليكن تحامل على الكيزان، فهؤلاء الكيزان عائق أمام وقف الحرب، فوقفها يعني وقف مشاركتهم في العملية السياسية.
لا حل لهم إلا بأن ينتصر الجيش على الدعم السريع.
هذا الجيش الذي يسيطرون على قيادته.
فقيادته لم تستطع بعد ستة شهور أن تنتصر لا يهم.
ولو بعد ستين سنة لا يهم.
المهم وجودهم.
فعدم الانتصار بسببهم، وعدم تنفيذ حلول أخرى أيضا بسببهم.
ارجعوا وابحثوا عن أعمالكم يا أهل السودان.
ماذا فعلتم حتى سلط الله عليكم الكيزان؟!!
[ad_2]
Source link