ما بعد خطاب البرهان ومتطلبات حسم معركة الكرامة الوطنية
[ad_1]
عثمان جلال يكتب/
(١).
كنت قد تواصلت مع مجموعة من الدبلوماسيين، والاعلاميين والصحفيين الذين يطلون على شاشات القنوات الفضائية الاقليمية حيث لاحظت ان معظم تحليلاتهم تركز على سرديات انتهاكات مليشيا آل دقلو اليومية من قتل ونهب واغتصاب وتدمير للمؤسسات العامة والخاصة ونبهتهم بضرورة التركيز على البنية العنصرية والثقافية لمشروع آل دقلو الإثني والعشائري وتأثيراته المحلية والاقليمية والدولية الكارثية في حال سيطرة هذه المليشيا على السودان وفي مقالي في مايو ٢٠٢٣ وعنوانه (مليشيا الدعم السريع مهدد للسلم والامن الاقليمي والدولي) ذكرت في متنه ان مشروع عصابة آل دقلو هو استدعاء للافكار الهيغلية المثالية والتى ترى ان السيادة والعلو للكل ، وهذا الكل قد تكون تجلياته في اقليات ثقافية او عرقية او ايديولوجية او عصبية قبلية ، وان الجزء الاخر اي اغلبية المجتمع يجب ان تذوب وتعبر عن ذاتها الثقافية من خلال سيادة ثقافة الأقلية ، بالتالي فإن مشروع ال دقلو يحمل في جيناته ذات الافكار القومية النازية التي اججت النزعات الهوياتية في اوربا ،وأدت الى اشعال الحرب الكونية الثانية بكل مآسيها ومخازيها على الانسانية والطبيعة والاقتصاد.
(٢).
وان كان ذلك كذلك فان تمكن ال دقلو من الهيمنة على الحكم في السودان سيؤدي الى اشعال الحرب الاهلية وتفكيك الدولة السودانية على اسس هوياتية وهذا تهديد مباشر للامن القومي المصري، وسينزع النازي الجديد حميدتي الى تعميم نموذج دولة النقاء الماهرية البدوية الى دول الجوار خاصة تشاد ، وافريقيا الوسطى ،مما سيؤدي الى اشعال الحروب الهوياتية والقومية في هذه الدول ذات الهشاشة السياسية والاقتصادية والاثنية وبالتالي ستشتعل كل دول غرب افريقيا بالحروب الاهلية وستتكرر مآسي الابادة الجماعية في هذه المنطقة، وستمتد حالة الفوضى الخلاقة الى دول المغرب العربي، وستعبر موجات الهجرة غير الشرعية من غرب وشرق افريقيا من المحيط الاطلسي الى اوربا،وايضا ستمتد حالة الفوضى الى منطقة الشرق الاوسط المتشظية اصلا .
ايضا سيمتد صراع القوميات والهويات القاتلة وحالة الفوضى الخلاقة الى دول شرق افريقيا حيث منطقة القرن الافريقي بالتالي ستضطرب حركة التجارة العالمية العابرة من هذه المنطقة الاستراتيجية، والامن الغذائي العالمي يعاني من الفجوة بسبب الحرب الروسية الاوكرانية.
اما السيناريو الاخطر ان تؤدي شيوع الفوضى الخلاقة في السودان وغرب وشرق افريقيا الى صناعة دول فاشلة ،وخلق بيئة جاذبة لخلايا التنظيمات الارهابية العالمية ، مما يعني تهديد السلم والامن الاقليمي في مناطق البحر الاحمر ومضيق باب المندب ،والقرن الافريقي ومصر وليبيا، ودول الخليج العربي، ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ومن ثم عبور خلايا التنظيمات الارهابية المحيط الى اوربا.
لذلك ووفق مفهوم الامن الجماعي العالمي فان هذه المآلات الكارثية تؤكد ان اختطاف مليشيا ال دقلو للحكم يمثل الخطر والتهديد الوجودي للدولة السودانية،وللسلم والامن الاقليمي والدولي.
(٣).
ان إزالة هذا المهدد الاستراتيجي يتطلب في البدء وعي الشعب السوداني بان هذه المعركة مصيرية، وتقتضي الاصطفاف والتلاحم مع الجيش السوداني بالفكر والوعي والدم والمال والطعام والرجال ولئن تموت ثلث الامة السودانية في معركة الكرامة لتحيا البقية حرة عزيزة اهون من البقاء ترسف في اغلال عبودية مملكة آل دقلو الارهابية.
ويتطلب كذلك من المؤسسات الدولية والاقليمية تصنيف مليشيا ال دقلو (منظمة ارهابية) ، ويتطلب كذلك من الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الامريكية الضغط على دولة الامارات لوقف تدفقات الدعم العسكري والمالي واللوجستي للمليشيا، ويتطلب كذلك الضغط على دول الجوار السوداني لوقف زحف أعراب غرب افريقيا ، وتدفقات السلاح عبر حدودها، ويتطلب كذلك دعم الدولة السودانية سياسيا وعسكريا وماليا ودبلوماسيا حتى استئصال المليشيا الارهابية وذلك لمنع تدحرج السودان في اتون التفكك والانهيار ولصيانة الامن والسلم الاقليمي والدولي.
( الاقتباس اعلاه من المقال).
(٤).
لقد تمكن البرهان عبر خطابه الاممي المقتضب من ازالة الالتباسات والغيوم وإبانة الحقائق ووضع المجتمع الدولي امام تحديات الازمة بكل تجلياتها وابعادها، ويجب ان يصب نشاط الدبلوماسية السودانية في فضح الانتهاكات الشنيعة للمليشيا وكشف البنية العنصرية والثقافية لمشروع أسرة آل دقلو وتأثيراته المحلية والاقليمية والدولية الكارثية وذلك عبر تنظيم اللقاءات الصحفية، وتنوير الدبلوماسيين، وادارة الحوارات مع المفكرين والمثقفين والمبدعين واهل الفن في اوربا وامريكا ، وكذلك التواصل مع النافذين الاعلاميين والسياسيين واعضاء البرلمانات وصناع القرار في الغرب، وكذلك مخاطبة منظمات حقوق الانسان العالمية وكتابة المقالات في الصحف العالمية ، والاطلالات في القنوات والاذاعات العالمية. وعرض الفيديوهات التي توثق بشاعة وشناعة ارهاب المليشيا.
(٥).
ان هذا النشاط الدبلوماسي الكثيف يتطلب من وزارة الخارجية تصميم خطة عمل دبلوماسية متكاملة تفضي نتائجها الى اقناع الدول الاعضاء بمجلس الامن الدولي ، والدول الاقليمية والعالمية المؤثرة بضرورة اصدار قرار يضع مليشيا ال دقلو في قائمة المنظمات الارهابية. وايضا اقناع قادة الدول الافريقية ، بخطورة هذا المشروع على الامن والسلم في القارة الافريقية.
ان تصميم وانفاذ هذه الخطة يتطلب ان يكون في قمة هرم وزارة الخارجية دبلوماسي في قامة المفكر السياسي والخبير في العلاقات السياسية الدولية وليس موظفا بيروقراطيا
اما على المستوى الداخلي يتطلب حسم المعركة تشكيل حكومة حرب مؤقتة تركز على العناصر العسكرية خاصة في مناصب ولاة الولايات لتكثيف حالة التعبئة والاستنفار والتدريب في الولايات والمحليات والمدن والقرى ولتعميق حالة التناغم والتجانس المؤسسي على المستوى المحلي والولائي والمركزي ، فالحسم الناجز لمليشيا ال دقلو لن يكون بإخراجها من الخرطوم بل ببترها واستئصال شافتها من كل ولايات ومدن وقرى السودان واستعادة كل المنهوبات العامة والخاصة من هذه العصابة الارهابية.
الاثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣
[ad_2]
Source link