إقالة مكارثي.. كيف ستؤثر على مسار الحكم في الولايات المتحدة؟
[ad_1]
انفجرت “قنبلة سياسية” من الوزن الثقيل داخل الحزب الجمهوري الأميركي، ستترك شظاياها دون شك آثارًا كبيرة، وذلك بعد أن أطاح مجلس النواب لأول مرة في تاريخه برئيسه.
فقد أقيل رئيس المجلس الجمهوري كيفن مكارثي من منصبه على أيدي زملاء له من الحزب الذي يتمتع بأغلبية في المجلس، بعد تصويت 216 عضوًا لصالح الإقالة مقابل معارضة 210.
دور جناح الصقور
وكان ما يوصف بجناح الصقور في الحزب الجمهوري المحسوب على الرئيس السابق دونالد ترمب هو من يقف وراء طرح الثقة بمكارثي، الذي وصل بدوره لرئاسة مجلس النواب بشق الأنفس بعد 15 دورة انتخابية.
فعل هؤلاء ذلك بزميلهم ردًا على تعاونه الأسبوع الماضي، مع الحزب الديمقراطي لتمرير تمويل مؤقت للحكومة الفيدرالية لمدة 45 يومًا، لكن الديمقراطيين لم يردوا التحية بأحسن منها لمكارثي ووقفوا ضده خلال التصويت.
تداعيات عزل مكارثي على الكونغرس وحزبه
وتعد الفرصة للديمقراطيين لتشتيت خصمهم الحزب الجمهوري كبيرة وربما لن تتكرر في ظل صراع محتدم بين الطرفين. فمكارثي نفسه أكد أنه ليس نادمًا على جهوده في بناء تحالفات لحل الأزمات، وإنه لم يعمل لمصلحته بل أشرك الدّيمقراطيين في إدارة أزمة الدين الحكومي، متهمًا الرئيس جو بايدن بتدمير البلاد.
فما شهده الكونغرس أمس الثلاثاء سيترك تداعيات عدة على الحزب الجمهوري الذي يعاني من الانقسام الشديد ويواجه تحديات عدة أبرزها محاكمة ترمب، ومعركة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما ستترك إقالة مكارثي تداعيات أخرى على الكونغرس، بل وعلى أروقة الحكم في الولايات المتحدة وقضايا أخرى أبرزها على سبيل المثال لا الحصر إقرار خطة التمويل الفدرالي لتصبح قانونًا.
تحديات داخل الحزب الجمهوري
وفي هذا السياق، يرى عضو الحزب الجمهوري أشلي أنصارا أن الحزب الجمهوري “يمرّ بمرحلة وتجربة صعبة جدًا” في الوقت الراهن، نتيجة وجود مجموعة من الجمهوريين الشباب الذين يريدون “تقويض” القوة الجمهورية، حسب رأيه.
ويلفت في حديث إلى “العربي” من فلوريدا، إلى “وجود تحديات داخل الحزب الجمهوري، حيث أن حلفاء ترمب يدعمون الرأي الصريح ضد الديمقراطيين”.
ويقول: “نحن ننتظر الانتخابات العام المقبل التي سيؤدي الجمهوريون فيها دورًا كبيرًا”، لكنه يعتبر أن مكارثي هو الذي وافق على وجود غالبية في الكونغرس تحسم النتيجة، لذلك “ما حصل داخل الكونغرس هو تصويت ديمقراطي”، حسب قوله.
ويتهم أنصارا، ترمب وبعض أعضاء الكونغرس بالعمل على “تقويض” القيادة داخل الحزب الجمهوري.
تعثر قيادة مكارثي للحزب الجمهوري
من جهته، يلفت عضو الحزب الديمقراطي مصطفى الشيخ أن قلق واضطراب الجمهوريين هو خطر على أميركا.
ويعتبر في حديث إلى “العربي” من نيويورك أن ما حصل ليس مشكلة جديدة بالنسبة لمكارثي لأنه انتظر 15 جولة ليتمكن من الوصول إلى رئاسة مجلس النواب.
ويرى الشيخ أن قيادة مكارثي لم تكن كافية لتوحيد الجمهوريين في مؤشر إلى أنه لن يستمر في منصبه طويلًا.
ويعتبر أن اتفاق مكارثي مع الديمقراطيين أظهر للجمهوريين أنه “قائد لا يمكن الوثوق به”.
ويشير إلى أن ثمانية أعضاء جمهوريين فقط في الكونغرس هم من أطاحوا بمكارثي، مؤكدًا أن الأمور في البلاد لن تتقدم في ظل غياب قائد للحزب الجمهوري.
أزمة الحكم في أميركا
وحول دلالات عزل مكارثي، يعتبر مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن خليل جهشان أن ما حصل داخل مجلس النواب يعكس الأزمة داخل الحزب الجمهوري،
ويلفت في حديث إلى “العربي” من واشنطن أن الأمر نفسه يعكس بعدًا آخر يتمثل في أزمة الحكم داخل الولايات المتحدة.
ويقول: إنّ الأزمة داخل حزب من حزبين يحكمان الولايات المتحدة قد قاد إلى شلل”، مضيفًا أن “الكونغرس في إجازة بسبب هذه الأزمة”.
ويرى أن ما حدث يمكن الاستنتاج منه أنّ “الحزب الجمهوري اليوم هو ليس الحزب التقليدي الذي كنا نعرفه، حتى أن أعضاء هذا الحزب لا يعرفون ما يجري حاليًا أو ما يتوقعون في ظل الإدارة الحالية”.
ويوضح جهشان: “هذا ليس حزب ريغن بل هو حزب ترمب بالإضافة إلى المزيد من الفوضى التي اعتدنا عليها في عهد ترمب”.
ويخلص إلى أنه “من خلال ما جرى في اليومين الماضيين يظهر أن الحزب الجمهوري هو حزب مختطف ويشكو من التشرذم وغير قادر على الحكم وغير قادر على التعاون والتنسيق مع المعارضة الديمقراطية في مجلس النواب”.
تسلط الحلقة المرفقة من برنامج “للخبر بقية” الضوء على الانقسامات والخلافات داخل الحزب الجمهوري وتداعياتها بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي من منصبه في تصويت تاريخي وعلى يد أقلية من حزبه.
Source link