لا بد من المرور بفترة انتقالية
[ad_1]
مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
من يبحث عن التداول السلمي للسلطة، ومن يبحث عن حكومة منتخبة لا بد له من فترة انتقالية حتى يحقق ذلك.
كما لا بد من ممارسة صناديق الاقتراع عبر فترة انتقالية.
إذ لا يوجد عسكري على سطح الأرض يسعى للتداول السلمي للسلطة اللهم إلا إذا تنازل عن الحكم طواعية عبر فترة انتقالية كما حدث مع المشير سوار الذهب إبان انتفاضة أبريل عام ٨٥.
وعليه فإذا هجمت قوة باطشة ظالمة واعتدت على أي فترة انتقالية وحولتها إلى مسرح لتحقيق مصالحها الشخصية، فهذا الاعتداء لا يعالج بإلغاء الفترة الانتقالية.
لأن إلغاء الفترة الانتقالية سيحل محله مباشرة طاغية.
لن يتزحزح هذا الطاغية عن السلطة إلا بقيام ثورة شعبية.
فمن يبحث عن عسكري؛ ليحقق له حكما نزيها عادلا، فهذا كمن يبحث عن المستحيل.
إن الهجوم متاح بل مطلوب على من يستغل الفترة الانتقالية.
على من يعتدي على الثورة.
على من يحول الثورة إلى حرب.
أما الهجوم على الثورة.
او رفض الفترة الانتقالية، فهذا بمثابة إتاحة الفرصة، وبمثابة الداعم لكل من ينادي بالحكم العسكري.
فمن يقف موقفا عدائيا أمام الثورة.
ومن يعترض على فترة انتقالية، فهذا كمن يبحث له عن طاغية لاستلام الحكم.
لأن الهجوم على الثورة أو رفض فترة انتقالية هو بمثابة التهيئة والتجهيز لحكم عسكري.
فمن يرفض الثورة، فهذا بمثابة من يدعم العسكر مباشرة.
إذ لا يستقيم إطلاقا أن ترفض الثورة أو أن تعارض فترة انتقالية مقابل البحث عن التداول السلمي للسلطة أو مقابل المطالبة بحكومة منتخبة.
من يرفض الثورة، ومن يعترض على وجود فترة انتقالية، فليتحزم وليبحث له عن حاكم عسكري، وليقتصر على نفسه الطريق، وليوقف أي نقاش أو صراع بينه وبين من يطالبون بحكم مدني.
إذ أن الثورة وحكم العسكر لا يجتمعان.
فلتكن قوى الحرية والتغيير سرقت الثورة.
ولتكن قوى الحرية والتغيير استغلت الفترة الانتقالية لصالحها أسوأ استغلال.
ليس هذا المهم.
المهم هو أنه لا يوجد تداول سلمي للسلطة بلا ثورة.
لا توجد آلية لتأسيس حكومة منتخبة إلا من خلال فترة انتقالية.
هاجموا قوى الحرية والتغيير كما تشاؤون فقط تمسكوا بالثورة.
اعترضوا على من استولى على الفترة الانتقالية كما تشاؤون فقط احرصوا على الفترة الانتقالية من أجل إقامة حكومة منتخبة.
أما إن كان لديكم اعتراض على التداول السلمي للسلطة.
أو كان لديكم اعتراض على وجود فترة انتقالية، فلا بأس حينئذ أن تتمسكوا بأي عسكري، وانسحبوا من أي صراع أو صدام مع من يطالب بالحكومات المنتخبة.
ميزوا بين الثورة ومن يسرقها إن كنتم تبحثون عن حكومة منتخبة.
ميزوا بين الفترة الانتقالية، وبين الانتهازيين إن كنتم فعلا تعترضون على حكم العسكر، فبدون فترة انتقالية لن تتخلصوا من حكم العسكر.
أما إن كنتم تدعمون حكم العسكر، فاعترضوا حينئذ على الفترة الانتقالية كما تشاؤون.
فالثورة والفترة الانتقالية هما النتيجة الحتمية للتداول السلمي للسلطة.
هما النتيجة الحتمية للحكومة المنتخبة إذ أنهما لا يجتمعان مع من يساند الطغيان.
لا يجتمعان مع من يساند التسلط العسكري للحكم.
فمن يدعم الحكم العسكري، ومن يدافع عنه، فلا بأس من أن يهاجم الثورة كما يشاء، ولا بأس من أن يهاجم كل فترة انتقالية كما يشاء.
إذ أن حكم العسكر والثورة لا يجتمعان.
لا تتسترون بهجومكم على من استولى على الثورة، وأنتم أصلا تعترضون على التداول السلمي على السلطة.
تريدونها سلطة دائمة لكم.
فلأنكم لا تستطيعون أن تهاجموا التداول السلمي للسلطة تهاجمون من ينادون به.
تصفوهم بالعجز.
تصفوهم بالخيانة.
تصفوهم بالكفر.
حسنا فليتصفوا بكل هذه الصفات.
ماذا عن التداول السلمي للسلطة؟
أنسيتم أنكم تدافعون عنها؟
العسكر لن يحققوا التداول السلمي للسلطة.
الثورة هي من تحقق ذلك.
الفترة الانتقالية هي من تحقق ذلك.
إن كنتم حقا هدفكم التداول السلمي للسلطة لا التمسك الدائم بها لا تلجؤوا للعسكر.
الجؤوا للثورة.
الجؤوا للفترة الانتقالية؛ لكي تحققوا التداول السلمي للسلطة.
بلجوئكم إلى العسكر وترككم للثورة ليس فقط تحاربون من يسيء للثورة بل أيضا تحاربون الفكرة نفسها وهي التداول السلمي للسلطة، وهذا هو غرضكم بدليل لجوئكم إلى العسكر وترككم للثورة.
فإن كنتم تؤمنون حقا بالتداول السلمي للسلطة لحافظتم على الثورة وتركتم العسكر.
إلا أنكم لجأتم إلى العسكر، واتخذتم هجومكم على من يسيء للثورة ذريعة لذلك.
إنكم ترفضون أصلا التداول السلمي للسلطة هنا المعضلة وهنا الأزمة.
فقوى الحرية والتغيير لا تمثل الثورة، وإنما تمثل نفسها.
فإن أساءت للثورة اتركوها وإساءتها وتمسكوا بالثورة إن كنتم حقا تؤمنون بالتداول السلمي للسلطة.
وبما أن هذه هي عقليتكم لن تمارسوا السلطة يوما ما عبر الانتخابات؛ لأنكم لا تؤمنون بفكرة التداول السلمي للسلطة أصلا.
لن تستطيعوا أن تمارسوا السلطة إلا عبر العسكر؛ لأنكم على إيمان ويقين لا يزحزحه شك بأنكم الوحيدون الذين تستحقون السلطة.
وهذا لا يتأتى لكم إلا عبر العسكر.
الأزمة لم تتوقف هنا.
الأزمة تتواصل وهي أنكم ستفقدون كل من يؤمن بالتداول السلمي للسلطة.
الأزمة تتواصل أنكم ستجذبون نحوكم كل انتهازي متعطش للسلطة.
الأزمة الأكبر تتواصل أنكم ستقتربون كل يوم إلى فكرة بائسة تحمل فشلها بين جنبيها.
وتبتعدون كل يوم عن فكرة التداول السلمي للسلطة.
الفكرة الأصيلة التي تمتلك قوتها وصوابها بين جنبيها.
[ad_2]
Source link