أخبار محلية

السفير الصادق المقلي يكتب: تطبيع العلاقات مع طهران و دبلوماسية رزق اليوم باليوم…

[ad_1]

 

أعلنت وزارة الخارجية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد قطيعة استمرت لعدة سنوات.. ما هي ملابسات و مدلولات قرار تطبيع العلاقات بين البلدين؟؟؟ أولا في ظل هذه الحرب الحالية لا يمكن الاستفادة من مجرد إعلان تطبيع العلاقات مع أي دولة إيران أو غيرها.. فالسودان منذ انقلاب الخامس و العشرين من اكتوبر ٢٠٢١ و ما زاد الطين بلة هذه الحرب العبثية، يعيش حالة اللادولة و غياب المؤسسات و سيولة أمنية و حرب شبه أهلية يستعصي معها الاستثمار في الدولة من كلا القطاعين العام والخاص الوطني و الاجنبي، و لا يمكن في ظل انفراط الأمن في البلاد أن يستغل السودان كمعبر لأي دولة، إيران او غير لانسياب اي منتح سواء من أي دولة أو من السودان الى اي دولة في المحيط الإقليمي أو الجوار الأفريقي،. و لعل أهم من ذلك كله لا يمكن لأي دولة في الظروف الراهنة التي يمر بها السودان الاستفادة من موارده المهولة ، و السودان يعاني من عزلة دولية و إقليمية و بصفة خاصة تعليق علاقات السودان مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف، التي تتحكم في نظام ال SWIFt الذي ينظم التحويلات المصرفية و حركة المعاملات التجارية، و هو نظام ساعدت حكومة الفترة الانتقالية في استعادة العمل به، و تم تعليقه مرة أخرى بفعل الانقلاب… ثالثا إن انفلات سعر الصرف الذي يؤثر سلبا في مجال الاستثمارات و انسياب حركة التجارة و الصادرات و الواردات من وإلى السودان.. رابعا إعادة العلاقات بين طهران و الخرطوم،رغم أنها خطوة إيجابية و في الاتجاه الصحيح، الا انها جانبها التوفيق في التوقيت.. فبجانب الراهن السياسى في السودان ،فثمة معطا إقليميا يتمثل في تدخل كل من السعودية و امريكا كوسطاء في الحرب الدائرة من خلال منبر جده، فضلا عن أن واشنطن و الرياض يلتقيان في الرباعية لتسهيل الحوار الوطني، مع الأخذ في الاعتبار أيضا مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة ..و مآلات الوضع في الشرق الأوسط و تداعيات طوفان القدس، … و بالرغم من تطبيع العلاقات بين طهران و الرياض، و في ظل توتر العلاقات بين طهران و واشنطن، و العقوبات الأمريكية و تعقيدات ملف إيران النووي، فقد تفكر ايران مرتين will think twice, قبل أن تلقى بثقلها في الأزمة السودانية ، فرغم أن هذه الخطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح، الا انها قد جانبها التوفيق في التوقيت… ..اخيرا لعل الكل يدرك تماماً أنه لولا أن السعودية طبعت علاقاتها الدبلوماسية مؤخرا مع أيران، لما أقدمت حكومة الأمر الواقع على هذه الخطوة.. فهي كوبي بيست من سياسة الإنقاذ الخارجية، َتلك هي دبلوماسية رزق اليوم باليوم، قائمة على رد الفعل، و ليس الفعل و الأخذ بذمام المبادرة….. فنظام الإنقاذ إرضاءا مجانيا للسعودية قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران و أغلق حتى مراكزها الثقافية… و بعث بعناصر قتالية للمشاركة في حرب اليمن.. و لم يشفع له كل ذلك، فلم يجني بترودولار السعودية و لا عنب اليمن من المشاركة في هذه الحرب، التي لاحت في الأفق تباشير حل سلمي تفاوضي لها ، ََ بوجود ممثلين للحوثيين في المملكة… و ليس من المستبعد في حالة نجاح المفاوضات بين الجانبين أن تقوم الحكومة السودانية بسحب جنودها من اليمن…. .علي كل في ظل الظروف المأساوية لدولة نزحت مؤسساتها السيادية مثلما نزح مواطنوها ، و في ظل هذا الأزمة الاقتصادية و الإنسانية و السيولة الأمنية، و عزلة دولية و إقليمية، لا تستقيم و لا تقف على سوق اي علاقات طبيعية للسودان مع أيران أو غيرها من بلدان العالم..


اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب



[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى