ما هي الحاضنة التي تدعم الجيش؟
[ad_1]
محجوب مدني محجوب يكتب:
إن إريد إلا الإصلاح:
هذا المواطن المسكين المغلوب على أمره لم يعد يحسم أمرا.
ينظر فقط بعينيه إلى أين ستفضي الأمور؟
إلى أين ستصل به هذه السفينة التي يقودها الجيش والدعم السريع؟
هذه هي حال المواطن.
كل إمكانياته وقدراته حصرها في التعليق والتحليل والمشاهدة لما يحدث عبر وسائط الإنترنت.
هذا طبعا إن لم يقطع منه الإنترنت.
أما إذا قطع، فسوف ينتظر إلى أن يعود.
لا يفعل شيئا سوى أن ينظر إلى هاتفه كل مرة هل عاد الإنترنت أم لم يعد؟
هذه الحالة التي وصل إليها المواطن بأن صار جنازة على يد مغسلها يحركها يمنة ويسرة كيفما شاء.
لم يصل المواطن إلى هذه الحالة بين يوم وليلة، وإنما هي تراكمات واستفزازات وكمية لا تحصى من الاستلابات التي تعرض لها منذ أن عرف أن ثمة قطر يدعى السودان.
وتفسير هذه الحالة التي وصل إليها المواطن، فهذا موضوع آخر.
فالأمر يتعلق هنا بالحاضنة.
ولعل أكبر دليل على أن هذا المواطن لا يمثل حاضنة لأي عنصر من العناصر المتحكمة في مجريات الأحداث هو أنه لم يمارس أي تحرك ضد الانتهاكات التي مورست ضده.
كل ما مارسه هو الهروب بنفسه تاركا ممتلكاته وراءه.
كل مجهوده حصره في الهروب من أرض المعركة، فحينما يجد نفسه صار بعيدا عن الخطر يعتبر نفسه أنه حقق نصرا مؤزرا وعظيما.
هذا الهروب ليس خاصا بمنطقة دون منطقة أو بحي دون حي.
فمواطن الكلاكلات لا يختلف عن مواطن أمبدات، ومواطن الثورات لا يختلف عن مواطن الجريفات، ومواطن بحري لا يختلف عن مواطن العيلفون.
فأقصى ما بذله المواطن إزاء هذه الحرب التي دخلت عليه بلا إذن أو استشارة هو الهروب منها، ولو استدعى الأمر أن يترك بعض أهله.
حالة الهروب هذه التي سيطرت على المواطن لا يمكن أن تحتوي على أي حاضنة.
فهي حالة لم تثبت ولم تصمد أمام ممتلكاتها وأشيائها الخاصة، فقطعا لن تصمد ولن تثبت مع أي كيان من الكيانات الموجودة في الساحة.
إذ أن تعريف الحاضنة ليس هو تلك الحالة التي تجلس في مكانها، وتكتفي بأن تشير بأصبعها بأن هذه الفئة على حق وتلك على باطل.
الحاضنة ليست تلك الحالة التي تبين فقط اختلاف الفئة التي تنتسب إليها عن الفئات الأخرى.
بل الحاضنة هي الحالة التي تقفل الطريق عن كل فئة تعارض فئتها.
الحاضنة هي الحالة التي تغير الأحداث بالنحو الذي يدعم ويقوي وينصر فئتها.
الحاضنة هي الحالة التي تقول لا بملء السمع والبصر لكل من يخالف فئتها وتقول نعم لكل موقف يدعم فئتها.
ووفقا لهذا التعريف للحاضنة فإن الحرب التي تدور في السودان اليوم ليست ثمة حاضنة ترتبط بها على الإطلاق.
كيف نتعرف على وجود حاضنة من عدم وجود حاضنة؟
ننظر للأحداث منذ بدايتها إن كان لمجموعة معينة تأثير في مجرياتها، فحينئذ يمكن ان نسمي هذه المجموعة حاضنة.
منذ أن جاءت الأخبار بأن قوات الدعم السريع وضعت يدها على القاعدة الجوية بمروي ثم مرورا باشتباكات القيادة العامة والمدرعات ثم بقية الاشتباكات الأخرى، وليس انتهاء بأحداث العيلفون هل ثمة تأثير حاضنة هنا؟
لا يوجد أي تأثير لأي حاضنة هنا.
كل من يلعب في مجريات الأحداث هما الجيش والدعم السريع.
أما تلك المجموعة التي تجلس تنظر عبر الوسائط أو عبر أجهزة الإعلام؛ لتقول أن الجيش على حق.
أن الجيش هو الذي ينبغي أن يمسك بزمام الأمور.
أن الجيش هو الذي ينبغي أن يمثل السودان، فهذه المجموعة لا تمثل حاضنة.
هذه المجموعة يمكن أن يطلق عليها مجموعة سودانيين .
يطلق عليها صاحبة رأي.
يطلق عليها مجموعة متابعة وراصدة للأحداث.
يطلق عليها مجموعة مهتمة بمعرفة ما يحدث.
كل هذه المسميات يمكن أن تطلق عليها.
أما إطلاق مسمى حاضنة عليها، فهذه التسمية لا تنطبق عليها إذ لا وجود لحاضنة اليوم متحكمة أو مؤثرة على مجريات الحرب في السودان.
أما لماذا لا توجد حاضنة؟
فهذا موضوع آخر.
[ad_2]
Source link