الحرية .. وما أدراك ما الحرية ،،

كلام بفلوس
تاج السر محمد حامد

محادثة هاتفية عبر الهاتف من صديق عزيز .. سألنى عن الحرية وماذا تعنى هذه الكلمة ذات الحروف المحدودة ،،

جاء ردى على الصديق وببساطة ذاكرا له بأن الحرية كلمة مقدسة لا يوجد شعب على وجه الخليفة إلا وناضل من أجلها .. ولا يوجد كائن ما إلا وتراه يجاهد بشتى السبل ومختلف الوسائل من أجل أن ينال حريته سواء كان بشرا ام ايا من مخلوقات الله عز وجل .

فها نحن نرى الطير لا يكف عن الاصطدام بحواجز القفص الذى قيدنا حريته فيه محاولا إيجاد مخرج .. وهاهو الأسد لا يكف عن الزئير عند إحتجازه تعبير عن غضبه وسخطه .. وهاهى القطة تبرز مخالبها إستعدادا للمعركة عند إعتراض بنى البشر لطريقها .. وهاهو الإنسان أكرم المخلوقات يقدم روحه من أجل أن ينال حريته .. فلا طعم للحياة دون الحرية .

فالحرية أسمى المعانى واغلى الأمنيات وأثمن المكاسب والحرية لا تكون فى حرية الجسد والتحرك فقط بل هى حرية الدين والسياسة والفكر والتصرف والعمل والماوى والتنقل إلى غير ذلك من الانواع العديدة للحريات .. فالحرية غاية يستعذب بنو البشر شتى أنواع العذاب للحصول عليها .. الحرية تاج يتحلون به ويفخرون بإردائه.

وكم من شخصيات خلدها التاريخ فى انصع صفحاته لا لشئ إلا أنهم ناضلوا وكافحوا من أجل حرية بلادهم وبنى وطنهم .. والتاريخ حافل باسماء عديدة خلدها بين طياته وجعل سيرتها العطرة نبراسا ينير الطريق أمام المسترشدين .

ولقد ابدع الأستاذ مصطفى المنفلوطى فى الجزء الاول من( النظرات) عندما تحدث عن الحرية قائلا : الحرية شمس يجب أن تشرق فى كل نفس .. فمن عاش محروما منها عاش فى ظلمة حالكة يتصل أولها بظلمة الرحم واخرها بظلمة القبر .. فالحرية هى الحياة ولو لاها لكانت حياة الإنسان أشبه باللعب المتحركة فى أيدى الأطفال .. وما أروع الحرية وما أحلى أن يعيش الإنسان حرا فى كل شئ .

اللهم أتمم نعمتك وحقق لنا حريتنا وأدم علينا فضلك وجودك وإحسانك .. وإلى أن نلتقى صديقى العزيز دمتم فى حفظ الله ورعايته أحرارا سالمين .. وكفى .