التجارة عبر البحر وتداخل الثقافات.. تعرفوا على تاريخ اكتشاف المحيطات بين الصين وأوروبا
[ad_1]
توصلت شركات بناء السفن الصينية إلى حل مبتكر، وهو سفينة فو الثورية، لأنها دمجت تكنولوجيا الحاجز المانع لتسرب الماء لأول مرة، ومن شأن هذا الابتكار أن يمكّن السفن الصينية من الصمود في وجه أعتى العواصف.
على مدى قرون، كانت مدينة تشيوانتشو أحد أعظم موانئ الصين، حيث تبحر سفن فو بجميع أحجامها، حاملة الشاي والحرير والبضائع الثمينة الأخرى من الصين إلى بقية العالم.
وفي أوروبا، كانت سفينة ناو فيكتوريا الشهيرة أول باخرة تلف العالم كله، وكانت انطلاقة لاكتشاف العالم وتحويله إلى قرية كونية قبل عشرات السنين.
طريق الحرير البحري
مارست الصين التجارة عن طريق البحر منذ آلاف السنين. وفي العصور القديمة، كان طريق الحرير البحري بمثابة رابط حيوي للعالم الخارجي.
لكن شحن البضائع، وخاصة تلك الثقيلة مثل السيراميك، كان مهمة محفوفة بالمخاطر.
ولتقليل تلك المخاطر، توصلت شركات بناء السفن الصينية إلى حل مبتكر، وهو سفينة فو الثورية، لأنها دمجت تكنولوجيا الحاجز المانع لتسرب الماء لأول مرة، ومن شأن هذا الابتكار أن يمكّن السفن الصينية من الصمود في وجه أعتى العواصف.
ويشرح لين بيزونغ، وهو من الذين ورثوا فن صناعة السفن، طريقة هندسة سفينة فو، وكيفية تقسيمها إلى غرف لتكون مقاومة للماء.
ولا يزال تقسيم الهيكل بهذه الطريقة يُستخدم حتى اليوم، فهذه الإستراتيجية تمنع السفينة من الغرق بالكامل في حالة وقوع أي حادث.
رحلة من البرتغال إلى العالم
إذا كانت سفينة فو قد نقلت الصين إلى العالم، فإن سفينة ناو فيكتوريا دارت حول العالم بكل معنى الكلمة.
ففي عام 1519، شرع المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان في أعظم رحلة بحرية على الإطلاق. فأبحر من إشبيلية في أسطول مكون من خمس سفن، وكانت مهمته نيابة عن المملكة الإسبانية تتمثل في إيجاد طريق غربي إلى الجزر في إندونيسيا حاليًا.
كان ينتظره رحلة شاقة استمرت ثلاث سنوات تميزت بالتمرد والمعارك وفي النهاية وفاته.
ويقول خافيير خوان بولو، أحد البحارين على متن “ناو فيكتوريا”: “حسنًا، لا يزال الإبحار صعبًا حتى في الوقت الحاضر رغم استخدام المحرك، وفي ذلك الوقت كانوا يعتمدون فقط على الريح التي كان من الضروري أن تهب من جهة مؤخرة السفينة”.
ويضيف: “تخيلوا الوضع، من الصعب تحريك الأشرعة، خاصة في البحار الهائجة، لأنك تدفع مباشرة ضد الأمواج والتيار البحري، وكان عليهم دائمًا البحث عن الرياح”.
عبر القائد البرتغالي المحيط الأطلسي ودخل المحيط الهادئ، وكان قد مرّ بظروف صعبة وواجه الأزمات بقوة، لكن هذه الفترة كانت بداية للرعب الذي كان ينتظره.
فمع عبور المحيط الهادئ الشاسع، بدأت المجاعة على متن السفينة، ولم تصل البعثة إلى اليابسة لمدة 100 يوم تقريبًا. من الصعب أن نفهم كيف كانت الحياة على هذه السفينة قبل خمسة قرون، لكننا نعرف أنها كانت مليئة بالمخاطر.
اكتشاف العالم
ويتابع خافيير قائلًا: “حسنًا، لم ينجُ الجميع في الواقع. وكانت المشكلة الرئيسية هي نقص المياه العذبة والفواكه والخضروات الطازجة. لم يتوقعوا حقيقة حجم المحيط الهادئ، لذلك لم يكونوا مجهزين بما يكفي للعبور. كما تم محاصرة بعضهم أو قتلهم على يد السكان الأصليين”.
في نهاية المطاف، وصلت البعثة إلى الفلبين. ولكن بعد المطالبة بالأرض الجديدة لإسبانيا، قُتل ماجلان في معركة مع القبائل المحلية. واصل الناجون بقيادة الباسكي خوان سيباستيان إلكانو طريقهم.
أبحروا على متن سفينة ناو فيكتوريا بمفردهم عبر المحيط الهندي وحول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا عائدين إلى إسبانيا.
لقد اكتشفوا المحيط الهادئ للعالم الغربي. لقد جلبوا البهارات والبضائع والأطعمة الجديدة غير معروفة، وأنشأوا طرقًا تجارية مهمة للغاية وأصبح الأوروبيون أول من أدرك الحجم الفعلي للأرض.
ومن بين 250 رجلاً أبحروا في الأصل، عاد 18 فقط في ناو فيكتوريا، السفينة الوحيدة المتبقية. لكنهم أثبتوا أن عالمنا واحد، مما مهد الطريق للعولمة.
اسم الصحفي • Paul Hackett
Source link