أخبار العالم

مخيم “غزة” في “جرش” بالأردن.. حكايات مأساوية لتهجير الفلسطينيين | أسلوب حياة

[ad_1]

يستعيد سكان مخيم “غزة” في الأردن هذه الأيام ألم ذكريات تهجيرهم لأول مرة إلى قطاع غزة عام 1948، ثم التهجير ثانية من غزة إلى الأردن عام 1967.

ويشعر اللاجئون الفلسطينيون بمخيم “جرش” -المعروف في الأردن بمخيم “غزة”- حيال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بوجع مضاعف، وهم يتابعون أقارب لهم في القطاع المحاصر يواجهون الموت يوميا أمام الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

مشاعر تفيض بالحزن والألم

يعيش نحو 35 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم “جرش” شمال الأردن، وسط مشاعر تفيض بالحزن والألم لما يشهده قطاع غزة من هجمات إسرائيلية مستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أودت بحياة آلاف المدنيين.

عبرات تسبق الكلمات، لا يتوقفون عن الدعاء ليل نهار بألا يتكرر مشهد لا يفارقهم رغم مرور عقود طويلة عليه، فوجودهم داخل المخيم يعيد إلى أذهانهم ما تعرضوا له عامي 1948 و1967 حينما أرغموا على مغادرة أراضيهم تحت وطأة تلك الحروب.

يوجد في الأردن 13 مخيما للاجئين الفلسطينيين، بنيت في مراحل مختلفة، وتضم بداخلها نحو مليوني شخص. ويرى مراقبون أن الأردن تنبّه إلى هدف إسرائيل من دعوة سكان قطاع غزة إلى النزوح منه، وأعلنت عمان رفضها “القاطع” لذلك، لعلمها أن الهدف هو محاولة إفراغ القطاع من أهله، واحتمال تطبيق الخيار ذاته على سكان الضفة الغربية، مما يعني انتهاء فكرة حل الدولتين الذي ينادي به الأردن في المحافل الدولية.

أوامر الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بالرحيل إلى الجنوب لاقت أيضا رفضا عربيا ودوليا واسعا، مقابل ضوء أخضر أميركي للتنفيذ.

مخيم غزة للاجئين الفلسطينيين في مدينة جرش الأردنية (الجزيرة) للاستخدام الداخلي فقط
مخيم غزة للاجئين الفلسطينيين في مدينة جرش الأردنية (الجزيرة)

قصة مخيم غزة

زارت الأناضول مخيم “جرش” بالتنسيق مع دائرة الشؤون الفلسطينية بالأردن (حكومية) والسلطات المختصة، واطلعت على واقع الألم الذي يعيشه صغيرهم قبل كبيرهم، إثر ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر إسرائيلية يومية، فرضت عليهم استعادة تاريخ مأساة فلسطينية ما زالت تتجدد.

تأسس مخيم جرش للطوارئ عام 1968 لإيواء 11 ألفا و500 لاجئ فلسطيني، غادروا قطاع غزة نتيجة الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وفق ما قاله رئيس لجنة خدمات المخيم، خضر العبسي.

وتبلغ مساحة المخيم كيلومترا مربعا، وعدد سكانه الحاليين 35 ألفا من المهجرين الذين سكنوا قطاع غزة بعد حرب 1948، إلا أنهم غادروا القطاع مجددا عام 1967، لتتجدد المعاناة مع التهجير.

وبين العبسي أن “الغالبية العظمى من عائلات المخيم لهم أقارب من الدرجة الأولى في قطاع غزة، يعيشون تحت القصف الإسرائيلي، والكثير منهم فقد قريبا له، ومنذ بداية الأحداث الأخيرة والمخيم يشهد بشكل يومي وقفات تضامن مع القطاع”.

مخيم غزة للاجئين الفلسطينيين في مدينة جرش الأردنية .(الجزيرة)
كل سكان مخيم غزة للاجئين الفلسطينيين لا يحملون أرقاما وطنية ويحملون صفة لاجئ (الجزيرة)

خصوصية مخيم “غزة”

وعن خصوصية المخيم عن باقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن، قال العبسي إن “كل سكانه لا يحملون أرقاما وطنية (لم يتم تجنيسهم بالجنسية الأردنية) ويحملون صفة لاجئ، وأوضاعهم الاقتصادية صعبة، نتيجة تراجع الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”.

وأشار إلى أن “صعوبة الأوضاع تشمل العمل والتعليم والصحة، لكن ما يخفف معاناتهم هو شمولهم بالعديد من المكارم الملكية المستمرة”.

“الله يحميهم”

“وين (أين) العرب.. وين العالم عن اللي بصير (عما يحدث) بغزة”، بهذه الكلمات بدأت أم محمد (74 عاماً) حديثها للأناضول، لتتبع جملتها بدموع سرعان ما فاضت على وجنتيها.

“الله يحميهم”، دعت أم محمد لأهل غزة، وعادت للبكاء مجدداً، ليتبين أن ابنتها ذهبت إلى القطاع زائرة قبل بدء الحرب، تاركة أولادها الأيتام وعددهم 7 داخل المخيم، لتعيش هي الأخرى مصيرا مجهولا، فإما العودة إلى أولادها، أو تقضي بإحدى الهجمات الإسرائيلية.

وأضافت “الوضع في غزة منكوب، الموت ولا المذلة”. وخاطبت أهل غزة قائلة “لا تخرجوا من بيوتكم” في أيام الحرب.

“الموت ولا المذلة”

سليمان عبد الفتاح (80 عاما)، كرر مقولة أم محمد “الموت ولا المذلة”، مستنكرا بالقول: “هل سنهاجر 100 مرة”، في إشارة إلى احتمالية تهجير أبناء قطاع غزة.

واتهم المسن الفلسطيني الولايات المتحدة بأنها “السبب في كل ما يحدث، وهي رأس الأفعى، ولولاها لما بقيت إسرائيل”.

وبرسالة تنمّ عن عمق المصاب والألم الذي يعيشونه نتيجة التهجير، قال عبد الفتاح موجها حديثه لأهل غزة: “موتوا في القطاع ولا تخرجوا”.

لا أمان في غزة

محمد جعفر “أبو أسامة” (75 عاما)، الذي يصفه سكان المخيم بأنه “المختار”، ويبدو أنه سياسي محنك لاطلاعه التام على مجريات الأحداث.

يقول أبو أسامة “العملية الآن بدأت تتضح أكثر فأكثر، والإرهاصات تقول إن موضوع التهجير تجدد (عند إسرائيل)، وأتوقع أن يكون ذلك باتجاه مصر، وأستبعد أن يكون باتجاه الأردن”.

وأردف “في الوقت الحالي، لا يوجد متر مربع آمن في غزة، لذلك على أهالي القطاع أن يبقوا في منازلهم، وألا يغادروها، الثبات الثبات”.

واعتبر أن “إسرائيل تتخذ من أبناء القطاع بنك أهداف لها، فلا يوجد لديها بنك أهداف سوى إزالة الفلسطينيين عن الأرض، المدني منهم والمقاتل”.

وأكد رفض “التهجير شكلا ومضمونا، لأننا شبعنا هجرات، نريد بلادنا ووطننا، نحن متشبثون بأرضنا حتى الممات، وندعم موقف الأردن الرسمي برفض التهجير”.

الحرب في يومها الـ24

ومنذ 24 يوما يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على غزة، قتل فيها أكثر من 8 آلاف فلسطيني، بينهم 3324 طفلا و2062 امرأة و460 مسنا، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

كما قتل 114 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى