حوادث وجرائم

22 عاما على هجمات سبتمبر.. هل تغيرت استراتيجية القاعدة أم تتحين الفرصة؟

[ad_1]

تم تحديثه الإثنين 2023/9/11 08:32 ص بتوقيت أبوظبي


22 عاما مرت على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، شهدت حصارا دوليا واسعا لتنظيم القاعدة الإرهابي ما عرقل “هجماته العابرة للحدود”، إلا أن محللين حذروا من كون خطر التنظيم مستمرا في ضوء تحركه “التكتيكي المرحلي” لاستعادة القوة، عبر تقوية فروعه.

وتحيي الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، الذكرى السنوية لهجمات سبتمبر/أيلول 2001 التي أودت بحياة 2977 شخصا.

وآنذاك، أقدم عناصر من تنظيم القاعدة على خطف أربع طائرات مدنية، ارتطمت اثنتان منها بمركز التجارة العالمي في نيويورك، وثالثة بوزارة الدفاع “البنتاغون” قرب واشنطن، بينما تحطمت الرابعة في حقل في بنسيلفانيا بعد عراك بين الخاطفين وأفراد الطاقم والركاب.

وتأتي الذكرى الثانية والعشرين وسط تفاؤل أمريكي بكسر شوكة الإرهاب رغم الانسحاب من أفغانستان التي تم فيها التخطيط للهجوم.

كمون وترقب

وعن وضع تنظيم القاعدة الحالي ومآلاته، يقول الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، الكاتب الصحفي هشام النجار، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إنه بعد 22 عاما على هجمات سبتمبر/أيلول، تراجع كثيرا خطر تنظيم القاعدة في شقه القديم العابر للحدود.

وإذ يشير إلى “أن تنظيم القاعدة فقد القدرة على تنفيذ عمليات في العمق الأوربي والأمريكي، قال “النجار” إن التنظيم لا يزال موجودا ويختلف قوته من مكان لآخر”.

وأوضح: “يجد التنظيم في أفريقيا حرية أكبر في الحركة وتنفيذ عمليات بالمقارنة بأفغانستان، حيث يهتم بنشاطه المحلي وتقوية أفرعه ذات التوجه المحلي في القارة السمراء، بعد تراجع نفوذ ونشاط حركته وجناحه العالمي”.

“النجار” لم يستبعد في الوقت ذاته أن يكون ذلك مجرد تكتيك مرحلي بسبب الضغط المكثف عليه، “هذا التوجه المحلي والاهتمام ببناء أفرع قوية تشارك في الحكم، أو على الأقل على علاقة جيدة بالفاعلين المحليين ربما يكون مجرد تكتيك مرحلي مؤقت لحين استعادة القوة، وتوفير مساحات لإقامة المعسكرات والتدريب وبناء علاقات مع أنظمة حكم مؤدلجة، حتى يأتي الوقت مستقبلا وتلتئم تلك الأفرع في خلافة ممتدة تستطيع إعادة النشاط العالمي العابر للحدود تدريجيا.

الخبير المصري أشار إلى أن التنظيم لا يمتلك حاليا القدرة على استهداف الولايات المتحدة، لكن قد يحدث مستقبلا خاصة أن أفرع التنظيم تقوى تدريجيا.

وعن خطر تنظيم القاعدة، قال النجار إن المطلوب هو التعاون الكامل مع الحكومات والأنظمة بالمنطقة وتقوية المؤسسات والجيوش، وأن تتخلى أمريكا والغرب عن الأنانية والنظرة الأحادية، فليس معنى أن القاعدة لا تستهدفهم حاليا أنها بعيدة عن الاستهداف مستقبلا؛ لذا لابد من التعاون مع الأنظمة في إجهاض وتفكيك مشروع القاعدة الحالي وهو المشروع المحلي.

استراتيجية “العدو القريب”

فيما اعتبر الخبير بالوحدة الأمنية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، أنه مع تنوع وتعدد التنظيمات الإرهابية في بعض دول الإقليم وفك العديد من أفرع تنظيم “القاعدة” الارتباط مع التنظيم المركزي، أصبح يعاني من حالة ضعف وتراجع في أعداد المنضمين والمستقطبين من العناصر المتطرفة، مما أثر وبشكل مباشر على قوته وتأثيره خلال السنوات الخمس الماضية.

واستعرض “البحيري”، في مقال له مؤخرا، جانبا من ملامح استراتيجية تنظيم “القاعدة” بعد 22 عاما من هجمات سبتمبر، قائلا: يسعى تنظيم القاعدة إلى التركيز على مفهوم العدو القريب، بدلا من استخدام مفهوم العدو البعيد، ضمن إعادة نظر في مفهوم “الجهاد العالمي”، والتركيز على مفهوم العدو المُؤجَّل وليس العدو الآني.

وفي هذا الصدد أكد أنه مع تصاعد حدة الصراعات في بعض دول الإقليم مثل؛ ليبيا واليمن وسوريا، أصبح مفهوم “العدو القريب” هو الشعار الذي استخدمته التنظيمات الإرهابية لاستقطاب عناصر متطرفة، وهو ما أدى إلى تراجع الاهتمام بشعار “العدو البعيد” كمُحفِّز في عملية الاستقطاب، والذي كان يستند إليه “القاعدة” بشكل مستمر.

ومن ملامح استراتيجية تنظيم القاعدة، والحديث للبحيري، “استخدام مصطلحات أقرب للخطاب السياسي من الخطاب الجهادي لدى التنظيمات الإرهابية، عبر محاولة الظهور في صورة جماعة مسلحة دينية محلية”.

تأثير موت بن لادن

ورأى “البحيري” أنه منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو/أيار 2011، يواجه التنظيم أزمة قيادة مستمرة رغم تولي أيمن الظواهري قيادته، حيث اعتبر الظواهري أقرب إلى مستوى “مفتي” للتنظيم من كونه زعيماً له.

وأوضح أن التنظيم شهد خلال مرحلة زعامة الظواهري (2011-2022)، تراجعا شديدا على كافة الأصعدة، جعلت منه، لاسيما على المستوى المركزي، أقرب إلى الحالة الرمزية بين التنظيمات الإرهابية، وخاصة مع تصاعد نفوذ تنظيم “داعش” منذ نهاية عام 2014.

وفي أكبر ضربة توجهها واشنطن إلى التنظيم، بعد مقتل زعيمه السابق ومؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011، أعلن الرئيس جو بايدن، مطلع أغسطس/آب 2022، عن استهداف زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول عبر طائرة أمريكية من دون طيار.

وبعد مقتل الظواهري، أعلنت الأمم المتحدة، عبر تقرير نشر في 15 فبراير/شباط 2023، أن سيف العدل “محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان” أصبح زعيم تنظيم “القاعدة”، وهو ما أيدته الولايات المتحدة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “إن تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة، بأن الزعيم الفعلي الجديد للقاعدة سيف العدل وهو موجود في إيران”.

وعد مراقبون، مقتل بن لادن في الغارة الأمريكية التي نفذت في الثاني من مايو/أيار 2011، ضربة شبه قاضية لتنظيم القاعدة.

خطر التنظيم قائم

ولم يختلف تقدير سامح عيد الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، عن سابقيه، قائلا لـ”العين الإخبارية”، إن القاعدة كتنظيم ربما تراجع بعد مقتل قاداته، لكن خطر التنظيم على مستوى الفكر والأيديولوجيا المتعلقة بمشروع الخلافة، سيظل موجودا.

وأضاف: “عصب الفكرة موجود، وعصب المدربين موجود، والكراهية تتجاوز داعش والقاعدة”، لافتا إلى أن القاعدة كاسم سيظل خطره موجودا، وربما ستأتي موجة أعنف من السابقة فى فترة لاحقة، طالما هناك غضب من السياسات الأمريكية.

وأكد أن “المصالح والقواعد الأمريكية ستظل تحت تهديد دائم، وهو ما أدركته أمريكا، فكان قرارها بالانسحاب من العراق وأفغانستان لأن كلفة البقاء عالية”.

[ad_2]
Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى