زلزال الحوز.. وعورة الطرق الجبلية وانهيارها يعوقان وصول المساعدات الإنسانية للقرى المنكوبة | سياسة
[ad_1]
الرباط- لا تزال الطريق المؤدية إلى قرية أمصلوح في إقليم شيشاوة مقطوعة، بسبب الانهيارات الصخرية التي تسبب فيها زلزال الحوز المدمر، مما حال دون وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين.
ومن حسن حظ هذه القرية أنها لم تسجل فيها حالات وفاة، غير أن المنازل الطينية تحولت إلى ركام، ولم تعد صالحة للسكن، مما اضطر أهلها لافتراش الأرض والتحاف السماء.
يقول إبراهيم إديلو (أحد سكان القرية) للجزيرة نت إنه كان مسافرا ليلة الزلزال، وحاول العودة إلى منزله السبت الماضي، غير أن الانهيارات الصخرية دمرت الطرق وحالت دون عبور أي مركبة.
وعليه، اضطر إبراهيم لقطع مسافة 17 كيلومترا مشيا على الأقدام وصولا إلى القرية، ليجدها أطلالا بعدما دُمرت كل البيوت.
يبيت سكان قرية أمصلوح -التي تقع على قمة جبل أوسكنكتن- بجانب الوادي، ويتشاركون بينهم ما توفر من طعام، وعينهم على الطريق ينتظرون -حتى اليوم الثالث من الزلزال- وصول السلطات أو متطوعي المجتمع، فما زالت الأشغال متواصلة لإصلاح الطريق المتضررة، حسب ما يشرح إديلو.
كما يبيت جميع سكان قرية تكنارين في العراء، بعد انهيار منازلهم البالغ عددها 160 منزلا، فقد كانوا أيضا معزولين عن العالم بعد انقطاع الطريق المؤدية إليهم.
من جهته، يقول الكاتب العام لجمعية “تكنارين للتنمية والتضامن” مصطفى أجيار -في حديث للجزيرة نت- إن السلطات نجحت في فك العزلة عنهم بعد يوم من الزلزال، وفتحت الطريق مستعينة بالجرافات، وأوصلت مساعدات إنسانية تتضمن خياما وطعاما وأفرشة من بعض الجمعيات والمحسنين، إذ يشرف بدوره كفاعل جمعوي في المنطقة على استقبال المساعدات الإنسانية من المتبرعين وإعادة توزيعها على سكّان القرية.
وكانت الطريق إلى قرية تمنغاست في إقليم الحوز مقطوعة أيضا بسبب الانهيارات، فتطوع شباب القرية بمساعدة جرافة لإزاحة الحجارة والصخور والأتربة وفتحها لتسهيل مرور العربات، حسب ما أوضح أحد سكان القرية عبد الرحيم آيت إيرو للجزيرة نت.
وينتظر سكان تمنغاست أن تُفتح الطريق لتسهل عملية وصول المساعدات الإنسانية بسرعة إلى القرية، التي تهدمت كل منازلها ويعيش أفرادها الرعب في العراء مع كل هزة ارتدادية.
قرى محاصرة ومنكوبة
تسبب زلزال الحوز -الذي كانت بؤرته في منطقة معروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة- في قطع عدد من الطرق المؤدية إلى القرى المتضررة، مما صعب عملية وصول عناصر الإنقاذ والمساعدات الإنسانية إليها وكذلك الآليات والشاحنات.
وعملت وزارة التجهيز والماء منذ اليوم الأول للزلزال على فتح الطرق إلى القرى الجبلية، وسخرت لذلك فريقا من المهندسين والتقنيين، واستقدمت آليات من عدة مدن كالدار البيضاء والرباط وفاس ووجدة، لإزالة الحجارة المتراكمة وإعادة حركة المرور.
ومع كل طريق تفتح، كانت الشاحنات التي تنقل المساعدات تسارع بالوصول إلى المناطق المنكوبة، لنقل المساعدات الإنسانية للمتضررين ومحاولة التخفيف عنهم، بمساعدة متطوعين من مختلف المدن المغربية، الذين قاموا بدورهم بجمع مساعدات من المواطنين.
بدورهم، توافد المواطنون المغاربة للمساهمة من خلال مبادرات مجتمعية لنجدة المتضررين، وانطلقت شاحنات وسيارات نحو المناطق المتضررة، محملة بمساعدات تضم مياها ومواد غذائية ومواد شبه طبية، إضافة لمواد التنظيف وأفرشة وأغطية، لتوزيعها في المناطق المستهدفة بتنسيق مع السلطات المحلية.
وفي عدة مدن، وضعت جمعيات مدنية شاحنات في الأحياء وقرب المتاجر الكبرى لجمع تبرعات المواطنين، ويعمل متطوعوها على فرزها وتغليفها ثم نقلها إلى المناطق المنكوبة، واستجاب المواطنون بشكل مكثف للتبرع بما استطاعوا لدعم المواطنين البسطاء، الذين يعيشون في مناطق نائية ومهمشة، والذين زاد الزلزال من بؤسهم.
تجربة متطوعة
انطلقت المتطوعة الجمعوية سلوى الهيسوفي مع “فريق مبادرون” من مدينة سلا المغربية ليلة السبت نحو قرى جماعة أمزميز في إقليم الحوز المنكوب لنقل المساعدات الإنسانية.
وتقول للجزيرة نت إنها تلقت اتصالات من عديد من معارفها يعرضون تبرعاتهم ومساهماتهم من أجل نقلها للقرى المتضررة، وتمكنت سلوى وفريقها من تحميل المساعدات من أغذية وأغطية وخبز وأفرشة في شاحنة وسيارات، واتجهوا نحو هدفهم.
وبصوت منهك، تتحدث سلوى -للجزيرة نت- عن مشاهد رأتها في قرى عاشت ما وصفوه بـ”يوم القيامة”، وتوضح أنهم وزعوا المساعدات على سكان بعض قرى أمزميز، لكنهم وجدوا صعوبة في الوصول إلى قرى أخرى بسبب صعوبة المسالك التي لا يمكن للشاحنات والسيارات الوصول إليها، فاستعانوا ببعض الدواب.
وتضيف سلوى أن “السكان يعيشون ظروفا صعبة؛ ما زال بعض الأشخاص مدفونين تحت الأرض، عاينت إخراج 90 جثة على يد سكان قرية إمنتالا، وما زالوا يعملون من دون توقف لإخراج مزيد من الضحايا”.
متطوعو الهلال الأحمر
تسهم فرق الهلال الأحمر المغربي بكثافة في جهود الإنقاذ وإسعاف ضحايا الزلزال، ويوضح رئيس قسم الإسعاف والشباب وإدارة الكوارث محمد بندالي أن فرق الهلال الأحمر مدربة على التعامل مع الأزمات والكوارث، وتعمل دور المساند للسلطات في هذه الأوضاع الصعبة.
وقال بندالي للجزيرة نت إنه يوجد حاليا في الميدان 230 متطوعا، في أقاليم الحوز وشيشاوة ومراكش وتارودانت، حيث يقومون بإعطاء الإسعافات الأولية للجرحى وتقديم الدعم النفسي.
وأضاف أن عناصر الهلال الأحمر ركزوا خلال الـ72 ساعة الأولى على الإنقاذ والإسعاف، ثم انطلقوا في توزيع المساعدات الإنسانية من خيام وأغذية وأغطية ومياه صالحة للشرب، وهي العملية التي ستستمر لأسابيع. وأشار إلى أن الهلال الأحمر يعمل على وضع تقييم مفصل لتحديد الاحتياجات على المدى القريب والمتوسط والبعيد، سواء تعلق الأمر بتوفير مواد غذائية ولوازم العيش للمتضررين أو الدعم النفسي والصحي لهم.
Source link